4 أبريل 2004
حكم بالسجن على أربعة عشر ناشطاً وطنياً لأنهم تجمعوا لسماع محاضرة.. !! حصل هذا في القرن الحادي والعشرين !! في بلد اسمه الجمهورية العربية السورية !! في مدينة اسمها حلب !! في عهد رئيس مثقف شاب تعلم في الغرب ويحمل راية التغيير والتطوير !!

الإدعاء، كما في الحالات المشابهة مكرور: الانتماء إلى تنظيم سري، سبق للمحاضرة أن ألقيت مرتين مرة في منتدى جمال الأتاسي في حمص، وأخرى في السويداء.. وكانت ستلقى في العلن، والدعوة إليها كانت عامة، والحضور الذين ضبطوا بالجرم المشهود، لم يكونوا يمارسون أي نوع من أنواع السرية ولا التخفي، بل الروعة في موقفهم أنهم كانوا يريدون كسر جدار / المنع / الذي صاحب حالة الطوارئ منذ ما يزيد على أربعين عاماً!!

والتهمة الثانية هي تمزيق الوحدة الوطنية، وهي التهمة التي لفقت من قبل لبعض أعضاء مجلس الشعب، وأساتذة جامعات، وناشطي حقوق الإنسان!!

العقلية الاتهامية والتوجسية، التي تخاف حتى من محاضرة يلقيها مثقف أو سياسي في الفضاء السوري، المصادر هو الآخر لمصلحة الظُلمة والظلامين، تؤكد أن الليل السوري قد تجاوز ليل امرئ القيس الذي كان كموج البحر، أو كثقل البعير على صدر الوطن.

مع كل المعاناة والألم والصبر والانتظار نتساءل: أما لهذا الليل من آخر.. أما من عاقل يدرك متغيرات الزمان ويعتبر !!

وتبقى شجاعة الرواد، أولئك الأبطال الذين أخذوا على عاتقهم مطاردة جحافل الظلام حتى يعم الوطن الصبح القريب موضع التقدير والإعجاب. لأولئك الرواد ولكل من ساندهم وشد أزرهم كل التحية والإكبار.

المدنيون الأحرار
4/4/2004