18 أبريل 2004
رسائل كثيرة تصلنا بعضها يحمل العتب، وبعضها يحمل ما هو أكثر من العتب، تصنفنا وتطالبنا وتحملنا وتتهمنا.. مسيرة (المدنيون الأحرار) منذ انطلقت عبر (سورية الحرة) ألقت أوراقها بين أيدي الجميع: انتماء إلى الوطن، وانتصاراً للمواطن، ودفاعاً عن حريته، وصوناً لكرامته، وحماية لاختياره.

انتماؤنا إلى الوطن، يجعلنا منتمين بقدر ما إلى الجميع، إذ لدى كل فريق وطني: في رؤيته وفي موقفه حظ من المصداقية والصواب.. وهذا المشترك الجامع هو الذي ننتمي إليه، ونتعلق به ونسعى إلى تمتينه. نسعى لتكون الشعرة خيطاً، والخيط حبلاً، والحبل ميثاقاً غليظاً يجتمع عليه الجميع.

خروجنا من كهف العدمية والسلبية ومن أسر الموقف المسبق، والتصنيف الأولي ؛ يجعلنا نرى الإيجابي فنحمده، ونعاين السلبي فنطالب بإصلاحه.. ونحن بين هذا وذاك معرضون للخطأ، تعلمنا أن الدعوى والغرور أقتل شيء للإنسان.

في دعوتنا إلى الموقف الوطني الجامع تحررنا، أو نحاول أن نتحرر، من عقد الماضي وعوائقه ومثبطاته. خطابنا بمنطلقاته وآفاقه غير مسكون بالشك والريبة والخوف والتوجس، نحن لا نرى أن من مهمتنا أن نصنف الناس إلى أخيار وأشرار. ولا أن نصدر شهادات حسن سلوك أو أحكاماً بالتجريم أو التخوين. إذا حاكمنا فإنما نحاكم الفعل أو الموقف لا الإنسان، ونترك في أحكامنا دائماً فسحة لاحتمالية الخطأ، أو نسيان بعض المعاذير…

في ذكرى الجلاء..
نقف وقفة وفاء للذين صنعوه.. نقدم التهنئة لشعبنا في يومه الوطني. نتمنى على أنفسنا جميعاً أن نخطو بثقة نحو جلاء جديد.

في السابع عشر من نيسان 1946 تحررنا من المحتل الأجنبي، ننتظر اليوم الذي نتحرر فيه من حزننا وأسفنا وقلقنا وكسلنا وجبننا وعجزنا، ونتحرر فيه من قهر عدونا… فذاك الجلاء الذي ننتظر.