7/9/2008
تمثل المعركة من أجل ترميم طبقة الأوزون أحد الإنجازات الباهرة التي تحققت بفضل التعاون الدولي. إذ أن مستويات المواد الضارة بطبقة الأوزون في غلافنا الجوي آخذ في التناقص. كما تفيد المؤشرات الأولية أن الغطاء الحيوي الذي يحمينا من الإشعاع فوق البنفسجي الفتاك المنبعث من الشمس آخذ في التجدد.وكان من غير المؤكد البتة تحقيق هذا التحول حينما تم التوقيع على بروتوكول مونتريال المتعلق بالمواد المستنفدة لطبقة الأوزون منذ عشرين سنة مضت. إذ أن العالم كان ينفث في الجو آنذاك ما يناهز مليوني طن من المواد المستنفدة للأوزون سنويا. وكانت تلك المواد الكيميائية تستعمل في مجالات الزراعة والتبريد والصناعة الصيدلانية وكذلك في صنع الأثاث. وحدا شيوع استعمالها بالبعض إلى الاعتقاد بأن التخلص منها أمر غير عملي كما يستحيل تحقيقه.
وبعد مرور 21 عاما ، يشرف العالم المتقدم النمو على الكف نهائيا عن استعمال تلك المواد. كما انخفض استعمالها في العالم النامي بنسبة تفوق 80 في المائة. وأهنئ جميع الأطراف في بروتوكول مونتريال على هذا الإنجاز الرائع. فقد تمكنت من تجسيد رؤيتها والتزامها في مكاسب حقيقية. وقد أثمرت أيضا التدابير التي اتخذناها ضد المواد المستنفدة للأوزون مزايا أشمل. ذلك أن العديد من تلك المواد الكيميائية تسهم في الاحترار العالمي. ويساعد التقليص الشديد لاستعمالها في دعم التدابير المتخذة لمواجهة تغير المناخ.
وفي الذكرى السنوية الواحد والعشرين لبروتوكول مونتريال، تعتبر هذه التطورات مدعاة للاحتفال دون التراخي. فالعلماء يحذرون من أن طبقة الأوزون ستظل عرضة للخطر بشكل خاص لبعض الوقت. ويجب على الدول الأطراف أن تواصل تنفيذ البروتوكول وأن تكفل الإلغاء التدريجي الكامل لإنتاج مركبات الكلورو فلورو كربون في البلدان النامية بحلول عام 2010، وهو الموعد النهائي المحدد بموجب بروتوكول مونتريال. فلنعد في هذا اليوم الدولي تأكيد التزامنا بحماية طبقة الأوزون. ولنأمل في أن تكون جهودنا المكللة بالنجاح على هذه الجبهة مصدر إلهام للعمل المتعدد الأطراف المطرد والحازم من أجل حل مشاكل العالم البيئية الأخرى العديدة.
معا لخدمة ورفعة حقوق الانسان فى مصر