7/3/2007
تحتفل البشرية جمعاء غداً في الثامن من آذار بعيد المرأة ، للتذكير بمكانتها الهامة في الأسرة والمجتمع ، وللاعتراف بدورها في نمو وتطور المجتمعات على قدم المساواة مع الرجل و لتسليط الضوء على واقعها وبيان ما تعرضت وتتعرض له من ظلم وتمييز وإقصاء وتهميش عبر حرمانها من ابسط حقوقها الإنسانية ، وفق ما نصت عليها العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان0
لاشك أن قضية المرأة هي قضية عالمية لا تخص المرأة اوالرجل أو مجتمعاً معيناً بذاته بل هي قضية تخص البشرية جمعاء ، ورغم التقدم الذي حصل في هذه القضية إلا أننا لا زلنا نعيش في عالم تتعرض فيه ملايين النساء والفتيات للعنف كأحد أشد أشكال عدم المساواة تطرفاً ، عالم لا تزال ملايين الفتيات فيه خارج المدارس حيث يتم استخدامهن في أعمال مهينة واستغلالية ويتم الاتجار بهن كرقيق أبيض وتتعرضن لمرض الإيدز، ويتم استهدافهن بالعنف الجنسي ، ويقتلن بدم بارد انتقاماً للشرف كما في بلداننا ، ويتعرضن للاعتداء الجنسي في حالات الصراع المسلح كما في دار فور الآن , وفي بعض البلدان تتعرض النساء لتشويه أعضائهن التناسلية كختان المرأة ، ومازال قسم كبير من الفتيات يعانين من قضية الزواج المبكر وقسم كبير من النساء يعانين من قوانين تمييزية مختلفة ناهيك عن الظلم الاجتماعي ، وغالباً ما تقابل هذه الحالات بالإهمال والإنكار مما يؤدي إلى أثر سلبي بالغ على الأسرة والمجتمع 0
والمرأة السورية فضلاً عن كل هذا محرومة من حقوقها وحريتها السياسية وتزيد المعاناة لدى زوجات وبنات المعتقلين, والمرأة الكردية السورية تتعرض زيادة على ذلك لنوع آخر من الاضطهاد لا تعرفه نساء العالم ألا وهو حرمانها من حقوقها القومية والثقافية المشروعة وحرمان الآلاف من النساء والفتيات الكرديات من حق الجنسية وبالتالي من كافة الحقوق المترتبة عليها إضافة إلى حرمانها من الأراضي التي كانت هي أحق بها من غيرها فضلاً عن أن مناطقها تعاني من نقص التنمية0
إن انتشار الأمية بين ملايين النساء في العالم يشكل عقبة حقيقية أمام تمكين المرأة من أداء دورها في المجتمع بشكل مساو تماماً للرجل ، ولا شكل أن المجتمع الدولي مطالب أولاً بإلغاء كافة القوانين التمييزية ضد المرأة والعمل على إزالة الاضطهاد المجتمعي عنها بغية تحقيق المساواة بين الجنسين, وهو مطالب بدعم تعليم النساء كوسيلة أساسية وفعالة وناجعة في التصدي للتمييز والعنف ضد المرأة ، فالمرأة المتعلمة تعي حقوقها بشكل أفضل, وترفض عموماً الزواج المبكر وهي على الأغلب تنجب أطفالاً أقل, وتملك مقدرة على تربيتهم بشكل أفضل , وهي بعملها تساهم في الحد من ظاهرة الفقر وتساهم في تحسين وضع الأسرة الاقتصادي حيث تصبح أكثر قدرة على ممارسة حق العمل 0
وعلى المجتمع الدولي أن يعفي التعليم النسائي من الضرائب والرسوم وأن يمنع العنف ضد الفتيات في المدارس فضلاً عن تأمين ودعم ممارسة بعض النشاطات الرياضية والترفيهية دون خشية من العنف أو الإيذاء ، ولاشك أن الرجال والأولاد أيضا مطالبون بالمشاركة الفعالة عبر الانضمام إلى حملات مكافحة التمييز ضد الفتيات والنساء من اجل تحقيق المساواة بين الجنسين والتي تقتضي مشاركة جميع أفراد المجتمع في تحدي القوانين والعادات والأعراف التي تسمح بإهانة المراة وتسهم في التقليل من شانها0
لقد آن الأوان لكي تقبل كافة البلدان والمجتمعات والثقافات المختلفة في العالم برمته بان مصلحة الجميع الحقيقية تكمن في معاملة المراة على قدم المساواة الفعلية مع الرجل فالمنطق البسيط يدلل بشكل واضح لا لبس فيه بان المجتمع الذي يهمش نصف عدد سكانه لا يمكن أن يتوقع نتائج خيرة أو ايجابية من وراء هذا التهميش فمن يهمش أو يلغي نصف مجتمعه لا يمكن له أن يستطيع ولن يستطيع اللحاق بركب الحضارة المعاصرة ابدا0
ألف مبروك لجميع نساء العالم عيدا سعيدا
مجلس الإدارة
www.kurdchr.org
kchr@kurdchr.org
radef@kurdchr.org