بعد اثنين و خمسين يوما من الاعتصام بدار المحامي للمطالبة بإطلاق سراح الاستاذ محمد عبو المناضل الحقوقي و العضو المؤسس بالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الذي يقبع الآن بسجن الكاف من أجل مقالة كتبها تعرض فيها لما يحصل بالسجون التونسية أعلنت لجنة الدفاع عن الاستاذ محمد عبو في ندوة صحفية عقدتها بدار المحامي ظهر أمس الخميس 26 ماي 2005 عن تعليق الاعتصام و ذلك للاسباب التالية :
1) كان الهدف من الاعتصام هو الدفاع عن عزة المحاماة و كرامتها و الابقاء على الجذوة النضالية فيها من أجل العمل على إرساء دولة القانون و المؤسسات .
2) تفاعل عدد كبير من المحامين مع الاعتصام بالانخراط فيه أو بتقديم الدعم للمعتصمين إذ انعقدت جلسات عامة للمحامين داخل البلاد و صدرت بيانات تأييد و دعم و مساندة و قد أدى الاعتصام الى وحدة المحامين فانعقدت جلسة عامة استثنائية حضرها ما يزيد عن ألف و ثلاثمائة محامي انبثقت عنها قرارات هامة لدعم نضالات المحامين .
3) أن الاعتصام حقق أكثر من الهدف الذي يرمي اليه فقد جعل الاعتصام محاكمة الاستاذ محمد عبو محاكمة للسلطة التي صادرت جميع الحريات و طرح الاعتصام لاول مرة موضوع استقلالية القضاء .
4) التفاف المجتمع المدني حول المحاماة و تكوين لجنة وطنية للدفاع عن المحامين و تحولت دار المحامي الى منارة مضيئة للنضال من أجل الحرية .
5) حصول دعم خارجي عبر العالم للمحامين لم يسبق له نظير من طرف الهيئات و المنظمات و النقابات المهنية للمحامين .
و أمام هذا الانتصار الباهر الذي حققه الاعتصام فكر المعتصمون في البحث عن ديناميكية جديدة تستجيب لمتطلبات النضال لوضع حد للسياسة القمعية التي انتهجتها السلطة منذ عقدين من الزمن لمحاصرة المحاماة بتونس و احتوائها و فرض الحصار عليها فكان و لا بد من نقل ساحة الكفاح الى أمكنة عديدة خارج دار المحامي تشمل كامل البلاد للتأكيد على رفض المحامين لسياسة الترهيب و المطالبة بتحقيق المطالب المشروعة للمحامين .
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تحيي النضال المشروع للمحامين من أجل تحقيق كرامتهم و حصولهم على الحصانة القانونية التي تمكنهم من القيام بواجبهم بعيدا عن التهديد و الوعيد و رفض الوصاية عليهم تعبر عن مساندتها المطلقة لنضال المحامين , و نطالب بإطلاق سراح الاستاذ محمد عبو و وضع حد للهجمة الشرسة التي تتعرض لها المحاماة بتونس .
رئيس الجمعية
الاستاذ محمد النوري المحامي