28/10/2008

نظمت هيئة التنسيق والتضامن مع المعتقلين على خلفية حرب صعدة اليوم الثلاثاء الموافق 28 أكتوبر 2008م ، اعتصاماً أمام رئاسة الوزراء للمطالبة بالإفراج عن جميع المعتقلين على خلفية حرب صعدة ، وقد حضر الاعتصام عدد كبير من أهالي المعتقلين والحقوقيين والسياسيين والإعلاميين وألقيت في الاعتصام عدد من الكلمات :

– بدأت بكلمة د.عيدروس النقيب- رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني عبر في مستهلها عن تضامن عدد من أعضاء مجلس النواب وعن قيادات وقواعد الحزب الاشتراكي اليمني مع أهالي وضحايا حرب صعدة مؤكداً أن الأهم من وقف الحرب هو إزالة آثارها لأن استمرار الآثار لا يعني سوى بقاء إمكانية اندلاع الحرب من جديد، وتمنى النقيب أن تبرهن الحكومة على صدقها فيما تتخذه من إجراءات مؤكداً أن من أولى الخطوات التي كان ينبغي اتخاذها هو الإفراج عن الأسرى والمعتقلين الذين لا ذنب لكثير منهم سوى الاسم أو المعتقد، وناشد الحكومة باتخاذ الإجراءات العملية من أجل الإفراج عن المعتقلين لأن بقاءهم في السجون هو انتهاك لحقهم المدني يمكن أن يخلق ظروفاً تسمح باندلاع الحرب من جديد، وأكد النقيب أن أي حكومة رشيدة لا بد أن تحرص على عدم اندلاع الحرب من جديد ومن هنا ناشد رئيس الجمهورية بالحرص على تنفيذ توجيهاته بالإفراج عن المعتقلين، داعياً الجميع إلى عدم الانخراط في حرب أهلية.

ومن ثم ألقى الأستاذ يحيى منصور أبو أصبع – عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك كلمة بدأها بالتحية والتقدير والاحترام للنساء اللائي تحركن في كل الاتجاهات خلال الشهور الماضية بمفردهن لمتابعة قضية من وصفهم بالمختطفين والمخفيين قسرياً لا لشيء إلا لصلاتهم العرقية أو السلالية ، وأضاف أبو أصبع أن هؤلاء النسوة قد جعلن الكثيرين يشعرون بالخجل مستنكرا أن يظل هناك العشرات والمئات من المختطفين والمعتقلين على ذمة حرب صعدة الذين أخذوا من منازلهم أو من المساجد وأماكن العمل سواء في صنعاء أو في ذمار أو تعز أو الحديدة وغيرها من المناطق. قائلاً بأن الدستور والقانون قد اختطف كما اختطف هؤلاء وظلوا لشهور كثيرة لا تعرف أمهاتهم ولا أخواتهم ولا جميع أهلهم عنهم شيئاً، وأضاف أن هؤلاء النسوة قد ترددن إلى دار الرئاسة والأمن السياسي والقومي ووزارة الداخلية وكل الجهات الأمنية المتعددة والمخولة بالاختطافات والاعتقالات ولم ييأسن رغم عدم حصولهن على أي جواب، قائلاً بأنه ينبغي على الجميع أن يضعوا أنفسهم أمام مسؤولياتهم وواجباتهم بعدم السكوت وألا تختطف أو تعتقل الاحتجاجات، وعبر أبو أصبع عن أسفه أن يتم الإفراج عن المعتقلين والمخفيين من مختلف المحافظات إلا هؤلاء الذين هم على ذمة حرب صعدة، والتي وصفها بالحرب الظالمة والخاسرة آملاً بأن لا تتكرر مرة أخرى، مؤكداً على ضرورة معالجة قضايا المواطنين الذين خربت بيوتهم أو تضرروا من هذه الحروب، قائلاً بأن الوعود قد صدرت من السلطة برصد المبالغ من أجل التعويضات ولكنه اليوم كان على اتصل بأناس من صعدة وهم يشكون بأنهم لم يتلقوا أي شيء من هذه الوعود، كما أكد أبو أصبع بأن بقاء هؤلاء وهم في عمر الزهور بلا ذنب سوى الأحقاد الدفينة والتفسيرات التاريخية السخيفة نتائجه وخيمة ومر دوداته سلبية سواء على السلم الاجتماعي أو الأمن العام، وطالب بسرعة الإفراج عنهم والتعويض العادل لهم ولأسرهم عن المعاناة والأمراض التي لحقت بهم، راجياً أنه في حال لم يتم الإفراج عن هؤلاء أن تشهد هذه الساحة أعداداً كبيرة تليق بقضية هؤلاء المختطفين والمخفيين قسرياً رغم الدستور ورغم القانون ورغم الادعاءات صباح مساء بالتمسك بالدستور والقانون.

ثم ألقى الناشط الحقوقي علي الديلمي – المدير التنفيذي للمنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات كلمة أكد فيها أن المعتقلين هم ما بين طلاب وخريجي جامعة وعلماء وشيوخ وأطفال ، وكلهم معتقلون خارج إطار القانون والدستور، قائلاً بأنه عند السؤال عن سبب اعتقال هؤلاء يقال بأنهم محتجزون احترازياً متسائلاً ما الاحتراز في اعتقال طفل أو شيخ؟ مؤكداً على ضرورة إحقاق الحق وتطبيق القانون والدستور واحترام إنسانية الإنسان، وتساءل الديلمي ثمن ماذا يدفع هؤلاء ؟ هل يدفعون ثمن أسمائهم أم معتقداتهم ؟مضيفاً بأن ما يعمله هو أنهم محتجزون خلافاً للدستور والقانون وطالب بإطلاق سراحهم، مؤكداً بأن منظمات المجتمع المدني ستواصل نشاطاها حتى يتم ذلك.

وألقت بعد ذلك الأخت هناء العلوي – زوجة المعتقل عبد القادر المهدي كلمة أهالي المعتقلين على خلفية حرب صعدة شاكرة في مستهلها الحضور التضامني الذي قالت بأنه يمثل انتصاراً للعدالة وحفظاً للحقوق والحريات ، وصيانة للقانون والدستور ، مؤكدة بأن ما يعانون منه كأهالي جراء الاعتقالات التعسفية التي طالت أبناءهم وإخوانهم ، وانتهاك الحريات وتقييدها لفترة طويلة غير مبرر ، وقالت: ( إننا هنا لننتصر جميعاً لحقوقنا في الحياة ، والكرامة ، والحرية ، والمواطنة المتساوية ، وليس لتوسل الحياة والحرية والعيش بكرامة ، ولا نعتقد أن الحكومة مهمتها إيصال أبناء شعبنا إلى هذا الحد من الانتهاك والإذلال ) . وأضافت العلوي ( نحن اليوم في هذه الساحة التي سبق وأن وقفنا بها عدة مرات ، وتلقينا عدة توجيهات مكملة لتوجيه فخامة رئيس الجمهورية بما يخص المعتقلين على خلفية حرب صعدة وكان آخرها التوجيه إلى وزير الداخلية الذي التقينا به ، وقال لنا : إن المسألة حسمت ، وأن هناك لجنة أمنية مشكلة من أجل ذلك، وإن شاء الله سيتم إطلاقهم في الأيام المباركة الأخيرة من شهر رمضان ، وإلى هذه اللحظة لم يتم إطلاق أي معتقل) وتحدث بأن الأهالي قد طرقوا كل أبواب الجهات الرسمية المعنية والأمنية ابتداء من: النائب العام إلى مجلس النواب إلى دار الرئاسة إلى جهازي الأمن السياسي والقومي ، ولكن كما قال الشاعر : ( لقد أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا حياة لمن تنادي )

وطالبت كلمة أهالي المعتقلين بثلاث مطالب: أولاً : إطلاق سراح جميع المعتقلين على خلفية حرب صعدة ، تنفيذاً لأوامر فخامة رئيس الجمهورية ، دون ربطهم بأي قضية سياسية ، مؤكدين أن مصلحة الوطن والأمن والاستقرار تهمهم وتهم أهاليهم المعتقلين

ثانياً : إلزام كافة الأجهزة الأمنية بالقانون والدستور بالكف عن الاعتقالات التعسفية من اختطاف إلى إخفاء ، إلى احتجاز لفترة تزيد عن عامين .

ثالثاً : التعويض المناسب عن الأضرار التي نجمت عن هذه الاعتقالات التعسفية .

ومن ثم ألقى الفنان فهد القرني كلمة طالب فيها بإطلاق المعتقلين على خلفية حرب صعدة لأجل اليمن واستقرارها وأمنها ، قائلاً ( إننا نطلب من الهاتف الذي أنهى حرب صعدة أن يطلق المعتقلين على ذمتها) وأضاف القرني : ( نحن نعتز بنظامنا الجمهوري الذي ناضل من أجله المناضلون لنعيش أحرار،كرماء،أعزاء.. أنا أقول لهم من هنا ،أقول للذين يتشدقون بالوطن: الإنسان قبل الأرض ،كرامة الإنسان قبل الأرض ،حرية الإنسان قبل الأرض، لم يخلق الله الإنسان لأجل الأرض ، بل خلق الوطن والأرض لأجل الإنسان ) وتساءل القرني (هل على أبناء اليمن إما أن يكونوا في المعتقلات الغير قانونية أو في المحاكم؟ ) .

وقال فهد القرني بأن الأمن السياسي مؤسسة وطنية نحترمها ولكن ـ وأنا أحد الذين اعتقلوا في الأمن السياسي(وما أدراك ما الأمن السياسي) ـ ثم خاطب الأمن السياسي قائلاً: أنتم مؤسسة وطنيه، نحن نعتز بكم،ونفخر بكم، ولكن عليكم أن تعلموا أنكم وجدتم لأجل الشعب، كرامة الشعب، أمن الشعب، لذلك أنتم مؤسسة مهمتكم حماية الشعب، ولذلك نطالب من الإخوة في الأمن السياسي أن يعيدوا الاعتبار لهذه المؤسسة الأمنية بأن يطلقوا أبنائنا من داخلها، الذين اعتقلوا خارج القانون والدستور .

وخاطب الحكومة قائلا ً : إن اعتقال الناس بالصورة التي شاهدناها ونشاهدها كل يوم عي التي تؤكد ثقافة الفوضى،وتكرس ثقافة الكراهية التي تتحدث عنها الحكومة..وتساءل ما هي ثقافة الكراهية ؟مؤكداً بأن الاعتقال هو ثقافة الكراهية، مضيفاً بأن لا تنميه مع الاعتقالات، لا أمن مع الاعتقالات، لا قانون مع الاعتقالات، لا شرعية مع الاعتقالات….

بعد ذلك قرأت الناشطة الحقوقية أماني الحبيشي رسالة هيئة التنسيق والتضامن مع المعتقلين على خلفية حرب صعدة لرئيس الوزراء الدكتور علي مجور والتي طالبته فيها بإنفاذ صلاحياته في تنفيذ القانون وحماية المواطنين من الانتهاكات التي طالت المئات بسبب حرب صعدة ، حيث تم اعتقالهم تعسفياً وتعرضوا للإخفاء القسري وحرموا من أي حماية قانونية، وهي الممارسات التي أكدت الرسالة أنها مجرمة من قبل القوانين الوطنية وتتنافى مع تعهدات اليمن المعلنة بحماية حقوق الإنسان، علاوة على تناقضها مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان التي صادقت عليها اليمن والملزمة بتنفيذها، وجاء في الرسالة بأنه قد سبق لفخامة رئيس الجمهورية أن أصدر أمراً بإطلاق من لم توجه له تهم من المعتقلين وقام رئيس الوزراء بتعزيزه بأمر إضافي علاوة على صدور أمر من نائب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع موجه للجهات المعنية بتنفيذه، وهي الأوامر التي أكدت الرسالة بأنها لم تجد طريقها للتنفيذ. وكان ختام الكلمات كلمة العلامة محمد مفتاح وبدأها بالإشارة إلى الصور الموجودة في الاعتصام قائلاص بأنها ليست سوى نموذج ممن أهدرت حقوقهم وأهينت كرامتهم في السجون، وأضاف قائلاً: ( هذا عن سماع أحد السجناء صورته ليست الآن أمامي مر عليا ومن ثقب الزنزانة في الباب قال كلمات صغيرة جدا :عذبت تعذيب لم أكن أتوقعه ولم اسمع عنه ولم اقرأ عنه) ، وذكر أن هناك سجناء قد عذبوا و علقوا لمدة أيام حتى أغمي عليهم ،وتحدث عن السجناء الكبار في السن مثل عبد الكريم إسحاق وهو مقارب للتسعين سنه مؤكداً أنه ليس له أي إلا انه فقط قيم جامع من مذهب لا يعجب من هم في السلطة، قائلاً بأنهم عندما يستهدفون الناس استهداف مذهبي طائفي قبلي مناطقي عنصري فإنهم يمزقون اليمن!،

وأشار إلى أن جميع الاستهدافات هي فئوية عنصرية قائلاً : ( إن الألقاب واضحة: فلان فلان فلان…، لأنهم هاشميين؟الله خلقه هكذا..، لا يستطيع أن يخرج عن جلده ولا عن نسبه ولا عن وجوده، لماذا نعترض على خلق الله ؟ نستهدف فلان لان الله خلقه فلان ابن فلان؟هذه مشكله مدوية جدا!)

ثم طالب مفتاح بالإفراج الفوري عن كل هؤلاء وعن كل المعتقلين خارج نطاق القانون وبمحاسبة ومعاقبة من أساء إلى كرامة المواطن اليمني، وأهدر حقوقه بالتعذيب ،بالتعليق، بالضرب بالإخفاء القسري ، بالإهانات، بالأعمال الفظيعه التي قال بأن أحد السجناء وصفها بأنها أقسى من غوانتنامو!) وأضاف مفتاح بأنه على عاتق الجميع خصوصا منظمات المجتمع المدني أن ترتقي إلى مستوى المسؤولية التي وصفها بالجسيمة، وقال أنه سكت منذ أن خرج لأنه لم يجد أحدا من المنظمات ولا من الأحزاب السياسية ولا من الإعلاميين يسأله عن الذي رآه في المعتقل.

ثم شكر مفتاح المنظمات التي نظمت الاعتصام كما شكر أهالي السجناء على الإصرار والعزيمة والثبات وطلب من الجميع مواصلة المشوار والنضال لأجل كرامة ا الإنسان وحريته ، ووجه خطابه للذين ينتهكون كرامة الناس قائلاً لابد من يوم وسيحاسب الجميع وقرأ الآية (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)

وذكر مفتاح بأن السلطة كانت تحسب حساب الأشخاص الذين وراءهم ناس يعرفون عن قضيتهم ولكن هناك كثيرين لا يعرف أحد عن قضيتهم ومنهم أطفال ومعاقين وأصحاب إعاقات عقلية، وتحدث عن مجنون تم ضربه في السجن ضرب وصفه بالمبرح جداً جداً قائلاً بأنه شاهد ذلك بنفسه حين كان معتقلاً منذ فترة بسيطة.

وحذر مفتاح بأن هؤلاء هم بالمئات يزرع الظلم في قلوبهم الحقد و حب الانتقام من الظلمة، وتطرق للمعاناة التي يتعرض لها المعتقلين على خلفية القاعدة قائلاً بأن هناك أناس اعتقلوا لأن أقاربهم في القاعده وهم مقيدي الأرجل والأيدي متسائلاً ما ذنبهم كي يعذبون وتهان كرامتهم؟وماذا سيصنعون بعد خروجهم؟ مؤكداً بأن هذا هو صناعة الإرهاب وليس مكافحته، وبأن ما تصنعه السلطة هو صناعة حقيقية للإرهاب بأياد صناعة شديدة وقوية نستطيع أن نفاخر العالم بأنها made in Yemen!

هذا وكانت الهيئة المنظمة للاعتصام قد تقدمت برسالتها لرئيس الوزراء وطالبت بمقابلته، لكنه لم يستجب لطلبها ، ويأتي هذا الاعتصام ضمن الفعاليات التي تنظمها هيئة التنسيق والتضامن مع المعتقلين على خلفية حرب صعدة وهي لجنة حقوقية مشكلة من أسر المعتقلين ومنظمات المجتمع المدني، تم تشكيلها يوم الأحد الموافق 5 أكتوبر 2008 على إثر لقاء تضامني مع اسر معتقلي حرب صعدة بحضور اسر المعتقلين وعدد من الناشطين والمنظمات وهو اللقاء الذي جاء بعد النشاط الكثيف الذي قامت به اسر معتقلي حرب صعدة والمختفيين قسرياً على ذمتها .

والمنظمات المشاركة في الهيئة والمنظمة للاعتصام هي:

  • المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات
  • منتدى حوار
  • منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان
  • منظمة هود
  • منتدى التنمية السياسية
  • المرصد اليمني لحقوق الإنسان
  • منظمة التغيير
  • صحفيات بلا قيود
  • المنتدى الاجتماعي الديمقراطي
  • لجنة مناهضة التعذيب والاعتقال خارج القانون
  • منتدى الإعلاميات