5/1/2009
قام عشرات من طلاب مدرسة الزهراء في مديرية ريدة بمحافظة عمران يوم الأحد 4/1/2009م بالاعتداء على أبناء الطائفة اليهودية أثناء مظاهرة عشوائية احتجاجا على ما يحدث في غزة. وسجل المرصد اليمني لحقوق الإنسان عددا من الانتهاكات التي قام بها طلاب المدرسة المذكورة وعدد من المواطنين ضد أبناء الطائفة اليهودية بريدة، حيث قاموا بتوجيه الشتائم لأبناء الطائفة، ورمي منازلهم بالحجارة وترويع قاطنيها من الأطفال والنساء.
وأصيب المواطن اليهودي زاهر قفرى بإصابات بليغة نتج عنها أورام في وجهه ونزيف دمائه التي غطت ملامحه وثيابه، بالإضافة إلى مواطنين آخرين تعرضوا لإصابات مختلفة أثناء تواجدهم في الشارع، فيما تعرضت منازل المواطنين حيم يعيش، وشكر سليمان، وسالم شغدري، ويحيى جرادي للقذف بالحجارة وترهيب قاطنيها.
وتابع المرصد اليمني لحقوق الإنسان حادثة الانتهاك التي تعرض لها أبناء الطائفة اليهودية دون تدخل من أجهزة الأمن إلا بعد وقت طويل، حيث ألقت القبض على بعض المشاركين في الاعتداء واحتجزتهم دون أن تعلن نتائج التحقيقات معهم حتى الآن.
وكان المرصد اليمني تابع الانتهاكات المتعددة التي تعرض لها المواطنون من أبناء الطائفة اليهودية إثر مطالبتهم بمحاكمة عادلة ومنصفة قاتل مواطنهم ماشا الذي قتل من قبل أحد المتطرفين الدينيين الذي طالبهم بالخروج من البلد أو إعلان إسلامهم.
وتعرض المواطنون اليهود خلال الفترة الماضية لعدد من المضايقات التي لم تقم السلطات المحلية والرسمية إزائها بواجباتها في حمايتهم، ومحاسبة القائمين بمضايقتهم وتقديمهم للعدالة.
كما علم المرصد اليمني لحقوق الإنسان بطلب السلطات الرسمية من مواطنيها اليهود الانتقال إلى أمانة العاصمة لتوفير الأمن والحماية لهم دون تحمل مسؤولياتها في حمايتهم في منازلهم ومساكنهم.
إن المرصد اليمني لحقوق الإنسان يحمل السلطات والأجهزة الأمنية مسؤولية مما حدث لمواطنيها اليهود في منطقة ريدة بمحافظة عمران، ويدين تهاونها عن القيام بواجباتها ومسؤولياتها في حمايتهم من الانتهاكات التي تعرضوا لها، وتخليها عن تلك المسؤولية بطلبها من كافة أبناء الطائفة الانتقال للعيش في أمانة العاصمة، ويؤكد على أن ذلك انتهاكا آخر لحق أبناء الطائفة في حرية السكن والتنقل.
كما يدين المرصد كافة الانتهاكات التي مورست بحق المواطنين اليهود في حرية الفكر والمعتقد، والتي نتجت عن تدني ثقافة حقوق الإنسان، وعدم الإيمان بقيم ومبادئ التسامح وحرية الفكر والديانة، ويحمل السلطات مسؤولية ذلك كونها المسؤول الأول عن حماية مواطنيها وكافة حقوقهم التي منها حرية الفكر والتعبير والديانة والمعتقد كما ينص على ذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة الثامنة عشر منه وهو الوثيقة التي أقر الدستور اليمني التزام اليمن بها.
إن المرصد اليمني لحقوق الإنسان وهو يقف أمام هذه الانتهاكات يطالب الجهات المسؤولة والمختصة في الأمن والقضاء بإيقاف ومحاسبة كافة القائمين بالانتهاكات الموجهة ضد الطائفة اليهودية، أو أية طوائف أخرى، واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير التي تحول دون تكرار تلك الانتهاكات، كما يؤكد على تحمل السلطات مسؤوليتها في احترام حق جميع المواطنين في الرأي والاعتقاد، وتأكيد مبادئ التسامح والقبول بالآخر دون قيد أو شرط، واعتبار جميع المواطنين متساويين في الحقوق والواجبات دون تمييز بسبب الدين أو الجنس أو اللون أو المنطقة.
ويطالب المرصد بإعادة الاعتبار للمواطنين من أبناء الطائفة اليهودية وتعويضهم عن كافة الأضرار المادية والنفسية التي لحقت بهم، وحمايتهم في منازلهم وموطنهم الحالي كتأكيد على ضرورة سيادة القانون والأمن واحترام حقوق الإنسان ومبادئ التسامح في كافة مناطق البلاد دون تمييز.
ويدعو المرصد كافة منظمات المجتمع المدني، والمنظمات العاملة في حقوق الإنسان في اليمن وخارجها إلى التضامن مع أبناء الطائفة اليهودية ومطالبة الجهات الرسمية والمسؤولة بحمايتهم وتوفير الأمن لهم، واحترام حقهم في الاعتقاد، وإشاعة ثقافة التسامح وحقوق الإنسان في عموم البلاد.