19/4/2009

خلصت دراسة يمنية حول” مدى تأثير الانتماء السياسي للصحف اليمنية على حجم تغطيتها لقضايا الفساد” إلى أن الانتماء السياسي أثر على حجم تغطية الصحف اليمنية لقضايا الفساد وبدرجة قوية وايجابية ، وبنسبة تأثير بلغت 58 في المائة.

وأكدت الدراسة التحليلية التي أعدها مركز التأهيل وحماية الحريات الصحفية CTPJF بصنعاء بالشراكة مع الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد والمعهد الوطني للشئون الدولية وشملت 15 صحيفة يمنية حكومية وحزبية ومستقلة, أن مستوى تأثير الانتماء السياسي على حجم التغطية لقضايا الفساد لدى الصحف المستقلة كان اقوى من مستوى تأثيره لدى الصحف الحكومية والأسبوعية حيث بلغت نسبته 4ر81 في المائة.

وأوضحت الدراسة التي جرى إشهار نتائجها في احتفائية أقيمت اليوم بمقر نقابة الصحفيين بصنعاء أن الصحف الحكومية جاءت في المرتبة الثانية من حيث مستوى تأثير الانتماء السياسي على حجم تغطيتها لقضايا الفساد حيث بلغت نسبتها 1ر55 في المائة .. بينما حلت الصحف الحزبية في المرتبة الثالثة بعد الصحف المستقلة والحكومية من مستوى تأثير الانتماء السياسي على حجم تغطيتها لقضايا الفساد حيث بلغت نسبتها 2ر31 في المائة.

وبينت الدراسة إن مشكلة الفساد حظيت بتغطية إعلامية من قبل الصحف اليمنية بحجم ثلاثة آلاف و/338/ كلمة فساد ومشتقاتها وبمتوسط 9 كلمات للعدد الواحد وبمجموع /607/ مادة صحفية لعدد/8/ أشكال صحفية مختلفة.

وحلت الصحف الحزبية في المرتبة الأولى من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد حيث بلغ حجم تغطيتها 7ر49 في المائة، فيما جاءت الصحف المستقلة في المرتبة الأخيرة بعد الصحف الحزبية والحكومية من حيث تغطيتها لقضايا الفساد حيث بلغت نسبتها 5ر19بالمائة، بينما جاءت نسبة حجم تغطية الصحف الحكومية لقضايا الفساد 7ر30 بالمائة، والصحف اليومية 18 بالمائة.

وأظهرت الدراسة أن الصحف الأسبوعية احتلت المرتبة الأولى من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد حيث بلغت نسبتها 82 بالمائة.

وكشفت الدراسة تصدر صحيفة الوحدة للصحف اليمنية والحكومية باحتلالها المرتبة الأولى من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد بنسبة 6ر15 بالمائة يليها صحيفتي السياسية الصادرة عن وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) والجمهورية بنسبة 5 في المائة لكل منهما من بين الصحف الحكومية, في حين تصدرت صحيفة الصحوة الصحف الحزبية واحتلت المرتبة الثانية بين الصحف اليمنية من حيث حجم تغطيتها لقضايا الفساد بنسبة 1ر13بالمائة و جاءت صحيفة الأيام المستقلة في المرتبة الأخيرة من بين الصحف اليمنية في تغطيتها لقضايا الفساد حيث بلغت نسبتها 5ر1 بالمائة.

ومن حيث استخدام الأشكال الصحفية المتناولة لقضايا الفساد أكدت الدراسة ان قالب “الخبر الصحفي” يحتل المرتبة الأولى في الأهمية من قبل الصحف اليمنية حيث بلغت نسبته 39 في المائة مقارنة بالأشكال الصحفية الأخرى.

كما احتل الخبر الأعلى في أهمية استخدامه من قبل الصحف اليومية بنسبة 95ر47 بالمائة، والمرتبة الثانية من قبل الصحف الحكومية والمستقلة.

وأوضحت الدراسة أن ” مقال الرأي” كان الأعلى في أهمية استخدامه من قبل الصحف الحزبية بنسبة بلغت 26ر40بالمائة، وجاء في المرتبة الثانية بالنسبة للصحف الحكومية والمستقلة، بينما كان مقال الرأي الأعلى في أهمية استخدامه من قبل الصحف الأسبوعية بأهمية نسبية بلغت 10ر39، بينما جاء في المرتبة الثانية من قبل الصحف الحكومية والمستقلة.

وبينت الدراسة عدم استخدام معظم الصحف اليمنية بمختلف انتماءاتها السياسية شكل التحقيق الصحفي في تغطيتها لقضايا الفساد، باستثناء صحيفة أخبار اليوم التي كانت أكثر استخداماً للأشكال الصحفية من بين الصحف اليمنية في تغطيتها لقضايا الفساد والتي استخدمت 8 أشكال مختلفة.

وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بالعمل الصحفي الاستقصائي، وأفراد مساحات أوسع للتحقيقات والتقارير والتحاليل المتعلقة بقضايا الفساد ورفع سقف الحرية المهنية في تناول القضايا والكشف عنها.

كما أوصت الدراسة بأهمية تناول قضايا الفساد بما تمليه المصلحة العليا بعيداً عن المؤثرات الزمنية والانتماءات السياسية الضيقة.

وأكدت على أهمية أنشاء وحدة معلومات تابعة للهيئة العليا لمكافحة الفساد لتزويد الصحفيين بكل جديد عن قضايا الفساد للاستفادة منها في تناولاتهم الصحفية، وتكليف فريق لمتابعة كل ما تنشره وسائل الإعلام حول قضايا الفساد وتقصي الحقائق بشأنها في الجهات ذات العلاقة.. إضافة إلى التنسيق مع وسائل الإعلام لنشر قضايا الفساد بما يخدم أهداف الهيئة والوسائل الإعلامية لكشف الفاسدين ومحاسبتهم.

وأوصت الدراسة الجهات الداعمة بدعم وتمويل مشاريع مستقبلية متعلقة بالعمل الإعلامي وقضايا الفساد مثل تنفيذ دراسات عن توجهات الصحافة اليمنية حول قضايا الفساد، وتنفيذ دورات تدريبية لمنتسبي مهنة الصحافة الاستقصائية وفنون العمل الصحفي المختلفة للتغلب على المعوقات المهنية في تناول قضايا الفساد.

ودعت إلى تنظيم ندوات ودورات تدريبية وورش عمل حول أخلاقيات مهنة الصحافة وتأثير الانتماءات السياسية على مصداقية العمل الصحفي ونوعية العلاقة المفترضة بين وسائل الإعلام ومؤسسات الدولة وكيفية الحصول على المعلومات مع تنفيذ دراسات ضابطة لهذه الدراسة لمعرفة تأثير المواسم الانتخابية على أولويات وآليات عمل وسائل الإعلام ، وإجراء دراسات مقارنة بين الصحافة اليمنية والإقليمية في تناولاتها لقضايا الفساد.