3/2/2005
تتهيأ النساء، والمنظمات النسوية في شتى انحاء العالم هذه الايام للاحتفال بيوم المرأة العالمي في يوم الثامن من اذار. وتتهيأ منظمة حرية المرأة في العراق وكردستان وفي خارج العراق للاحتفال بهذا اليوم. في الوقت الذي نهنأ كل نساء العراق و نساء العالم بيومهن العظيم، نوجه نداءنا الى نساء و رجال العراق وكردستان لاحياء هذا اليوم، في كل مكان في العراق و في كردستان.
لم تتخلص النساء من ابشع نظام فاشي عرفته البشرية، لتحجر بعدها في البيت، سجينة المنزل، عديمة الارادة، مسلوبة الحقوق، مهددة بالقتل اذا ما عبرت عن رأيها او مارست حقوقها. ان ذلك ما يحدث للنساء في العراق طوال العامين المنصرمين بعد الحرب و الاحتلال و اطلاق ايدي الحركات الاسلامية، الشيعية منها و السنية في العراق للعمل ” بحرية” لتبدأ هجمة جديدة على حقوق النساء في العراق. هجمة ادامت و عمقت انتهاكات حقوق المرأة في العراق التي دأب النظام البعثي الفاشي التي قام بها على امتداد ثلاثة عقود، و التي وصلت الى حد قطع رؤوس النساء في الشوارع و في الاحياء السكنية، امام انظار اسرهن و اطفالهن.
لقد فرضوا الحجاب الاجباري بقوة السلاح على النساء، و انتهك اول حق من حقوق النساء، هو حق اختيار الملبس المدني. اديم العمل بقوانين البعث، فرض على النساء تعدد الزوجات، اشيع زواج المتعة، الذي هو اتجار و دعارة منظمة من قبل الحركات الاسلامية في العراق. قتلت الاف النساء، و امتنعت الالاف منهن عن الخروج الى الشوراع، حرمن من الذهاب الى المدارس، و الى اماكن العمل، و من ممارسة ابسط شكل من اشكال الممارسات اليومية كالتجول، التبضع، الذهاب الى الاماكن الترفيهية. انتشرت جرائم القتل على اساس الشرف بشكل لا نظير له. اغمضت الحكومة المؤقتة اعينها عن تلك الجرائم، ان قتل النساء ليس بجريمة في العراق بعد ” التحرير”!
يا نساء و رجال العراق..
ان هذه القوى التي تسببت في هذا المصير لنساء العراق على امتداد العامين المنصرمين، هي ذات القوى التي جرى ترشيحها من قبل القوات المحتلة، و اعطيت لها الامكانات اللامحدودة و النفوذ من اجل ان تكون المشرع لقوانين المجتمع، و هي التي ستقرر حقوق النساء في البرلمان القادم، وهي التي ستشرع قوانين التمييز الجنسي ضد النساء، تحت ما يسمى بتطبيق “الشريعة الاسلامية”، و هي التي ستخصص محاكمها الشرعية و مؤسساتها، لقمع النساء ومعاملتهن معاملة دونية.
ان هذا خطر على النساء، خطر على حقوقهن و حرياتهن و امنهن و سلامتهن!
الان، ونحن مقبلون خلال ايام لاحياء يوم الثامن من اذار، يجب ان نوحد نضالنا من اجل ان نجعل من يوم الثامن من اذار، يوما لاتحاد نساء و رجال العراق من اجل الدفاع عن حقوق المرأة، من اجل تحقيق الحرية و المساواة للنساء. من اجل ايجاد قوانين مدنية تضع النساء و الرجال على قدم المساواة في كل ميادين الحياة.
لنجعل من يوم الثامن من اذار، جنبا الى جنب مع كل نساء العالم، يوما لانهاء التمييز الجنسي ضد النساء، ضد قتل النساء، ضد ارهاب النساء.
لنجعل من يوم الثامن من اذار، يوما لاتحاد النساء في عموم العراق و كردستان ومع نساء العالم، من اجل تضمين حقوق النساء، حق العمل، حق التعلم، حق السكن، حق التنقل، حق التمتع بالحماية والامن، حق حمايتها من العنف المنزلي، حق التمتع باقامة العلاقات العاطفية، دون وضع سيف القتل على رقابنا، حق السفر دون ان يفرض عليها ” مراقبا” او ” محرما”.
لنتخذ من هذا اليوم، يوم الثامن من اذار، يوم لتصعيد مطالبنا، بانهاء الاحتلال و انهاء الارهاب الاسلامي، واعلان دستور علماني في العراق، فصل الدين عن الدولة، و تطبيق قوانين مدنية على جميع مواطني العراق، بغض النظر عن القومية والدين والجنس.
لنقيم في يوم الثامن من اذار هذا العام، مئات التجمعات واللقاءات للاحتفال، نساء و رجالا في كل مدينة، و قرية وجامعة، و مدرسة ومعمل، وحي سكني، من اجل ان نسمع صوت النساء و مطاليبهن، بعالم حر و متساوي.
لنتخذ من هذا اليوم، يوما للتصميم و الاصرار على المضي في طريق النضال من اجل ان نضع مطاليبنا موضع التنفيذ، وان نمارس بكل ما اوتينا من وسائل من ان نجعل مطاليبنا، حقوقا يوميا نتمتع بها اسوة بالنساء في العالم.
أنضموا الينا، انضموا الى منظمة حرية المرأة في العراق. الصوت الجريء، و المدافع الحقيقي عن حقوق النساء في العراق. من اجل الحرية و المساواة. من اجل مجتمع مدني، وعلماني في العراق.
عاش يوم الثامن من اذار،يوم النضال النسوي في العالم و العراق من اجل الحرية والمساواة.