1/6/2006
يجوبون شوارعنا يومياً مدّعين القضاء على ما يسمونه بـ”الإرهاب”. لا ينجحون إلا في نشر إرهابهم المدجج بأثقل السلاح والمبّطن بالكراهية والاستخفاف بحياة العراقيين؛ حيث أتضح من خلال مذبحة حديثة نموذج واحدُ فقط لمدى امكانيتهم بالتفريط بالأبرياء من أطفال ونساء وشيوخ مقعدين وأي من الاشخاص الذين صدف تواجدهم قرب ساحة الحادث.
كانت مجزرة حديثة التي قُتل فيها 24 من المدنيين في 15 تشرين الثاني الماضي والتي انكشفت تفاصيلها مؤخراً مجرد تذكير للعالم أجمع بالواقع المميت والمخيف الذي تعيشه الجماهير في العراق تحت رحمة جيش أمريكي لا يتورع عن سحق جماعي لأبرياء قابعة في بيوتها. سحقٌ لم يستثنِ الأطفال الرضع بل واعتبرهم مسؤولين عن المقاومة المسلحة الموجّهة ضد الاحتلال.
ويظهر رئيس حكومة جيش الإجرام والقتل الجماعي على شاشات الاعلام مصرّحاً ان الموضوع لا يتجاوز قضية إعادة تأهيل لـ”قيم أساسية” لدى قتَلتِه المحترفين وأعادة تعليمهم “قوانين المواجهات”! ولا يطيل بالكلام كثيراً بل يقوم بالتهديد والوعيد لشن حملة مشابهة أخرى في إيران ويضغط على حلفائه من القوى البرجوازية العظمى ومؤسسة الامم المتحدة المتواطئة بان تدعم مساعيه “الديمقراطية” لشن حرب إبادة جماعية أخرى قبل ان ينتهي من المجزرة الحالية في العراق.
لا يخفى كون الاحتلال قد زرع بذور الطائفية التي حصدت حياة الآلاف في العراق، ولا يخفى كون الاحتلال قد قام بتقوية تيارات الاسلام السياسي المعادية للإنسانية والحريات سواء في الحكم ام خارجه، ولم يكتفِ بحقيقة كونه أشرف على كتابة دستور تكريس التقسيم والطائفية وقمع المرأة، بل يريد منّا الآن تقبل جرائمه في إبادة النساء والاطفال في العراق كحقٍ دائم لقوات المارينز المجرمة.
ليست لدينا أية فرصٍ لحياة آمنة ولائقة في ظل الاحتلال. وما دار في حديثة قبل ستة شهور يدور في كل مدينة في العراق على أيدي الاحتلال او أقطاب الارهاب التي استجلبها الاحتلال. وليس أمامنا من خيار سوى النضال النسوي والجماهيري بشكل موحّد لطرد المحتلّ الأمريكي.
دعوة الى جميع النساء والتحريين، انضموا الى تجمعنا: “نساء ضد الإحتلال” وهذا التجمع يصب في حركة جماهيرية عارمة تدفع تجاه حرية العراق. إرفعوا معنا صوتكم عالياً مطالبين بالمغادرة المباشرة للاحتلال وكل ما يمت اليه بصلة، ودون قيد أو شرط. إذ لا حياة في شوارع ومدن تجوبها ماكنة القتل الجماعي بشكل يومي. ويبقى علينا النضال لبناء أوضاع آمنة ومساواتية وتحررية تليق بنا بعيداً عن ضعوط الترسانة الأمركية والوصاية اليمينية لجورج بوش.
ان السكوت عن هذه الجرائم وصمة عار في جبين الانسانية.
عاشت جماهير العراق حرة آمنة، ولتسقط ماكنة الأرهاب الدولي المتمركزة في واشنطن.
رئيـسة منظـمة حـرية المـرأة في الـعراق