31 مايو 2003
بعد سقوط نظام صدام حسين الدموي وإنهاء كابوس الدكتاتورية وانهيار السجن الكبير الذي شيد صرحه على أشلاء مئات الآلاف من أبناء شعبنا وعلى امتداد اكثر من ثلاثة عقود من حكمه البغيض ، يتطلع الشعب العراقي الى عهد جديد يحّرم فيه انتهاك حقوق الإنسان العراقي ومصادرة حرياته ، عهد لا مكان فيه للقمع والإرهاب بشتى صنوفه وألوانه من ملاحقة و أعتقال وتعذيب جسدي ونفسي وأعدامات جماعية وحملات إبادة بربريـــــة . ومن اجل ترسيخ قيم حقوق الإنسان وإعلاءها وتكريسها في الحياة العامة والسياسية ، ونشرها والتثقيف بها، وتوفير الضمانات الدستورية التي تحرم انتهاك حقوق المواطن العراقي، وتكفل له ممارستها بحرية ، في ظل دولة القانون والعدالة وتمنع عودة الدكتاتورية البغيضة بأشكال جديدة ، نعلن مبادرتنا الى تشكيل اللجنة التحضيرية لـ (( الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان في العراق )) ، التي نريدها ان تكون إحدى مؤسسات المجتمع المدني ومرتكزات المجتمع الديمقراطي المنشود في العراق.
واذ نؤكد على استقلالية هذه المنظمة، واعتمادها في نهجها على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر عن الجمعية العامة لللأمم المتحدة، والقيم الإنسانية والسماوية فأنها ستكون منفتحة على كل الأطياف و فئات المجتمع العراقي، بتنوعه القومي والديني والمذهبي وكل انتماءاته السياسية والفكرية والوطنية. ويتصدر مهمات هذه المنظمة توثيق الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في ظل النظام البائد والكشف عن مصير ( المفقودين) و ( المختفين) و ( المغيبين ) وتقديم إجابات لعوائل الضحايا التي ترفع صوتها اليوم مطالبة بالكشف عن مصير أحبتها الذين اعتقلوا و غيبوا من قبل أجهزة نظام صدام القمعية في سجونه و معتقلاته السرية ، للتخفيف من معاناتها النفسية الرهيبة.
واستناداً الى هذه التوجهات ، ستسعى (الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان) الى تعزيز علاقات التعاون مع المنظمات والهيئات المدافعة عن حقوق الإنسان ، على الصعيد الدولي والإقليمي والعربي والاستفادة من خبراتها وتجاربها لتطوير إمكانياتها كي تنهض بمهمتها النبيلة.
ومع إنطلاق اللجنة التحضيرية لـ ( الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان في العراق ) ندعو كافة الشخصيات الوطنية النـزيهة من الناشطين في مجال حقوق الإنسان وبالأخص رجال الفكر والقانون ومن كافة الشرائح الاجتماعية الى مؤازرة هذه اللجنة بالأنضمام الى لائحة معاضديها وتقديم الدعم والمشورة لها ومساعدتها في هذا الجهد المخلص و النـزيه الذي تتطلع الى تتويجه بعقد مؤتمرها التأسيسي واقرار برنامجها وتشكيل هيئاتها. لنعمل معاً من اجل اعلاء راية حقوق الانسان العراقي وحرياته وندشن عهداً جديداً ينعم فيه الشعب العراقي بحياة حرة كريمة خالية من أي تعسف واضطهاد…