يولية 2003

عقدت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق ألأنسان في العراق مؤتمرها التأسيس وصدر عنه البيان الختامي التالي:ـ ” بعد أن غيبت وصودرت جميع حقوق ألأنسان في العراق خلال 35 عاما” وبالرغم من توقيع الحكومة العراقية السابقة على ألأعلان العالمي لحقوق ألأنسان والمواثيق الدولية ألأخرى ، فقد أرتكبت بحق ألأنسان في العراق أنتهاكات كبيرة وعديدة جدا” كتهجير آلاف العراقيين بحجة التبعية ألأيرانية وشن الحرب ضد أبناء شعبنا الكردي التي شملت ألأنسان وألأشجار وحتى عيون الماء وقدكللها النظام المقبور بمجزرة حلبجة وعمليات ألأنفال سيئة الصيت ، هذا أضافة الى القمع الدموي الذي تعرض له شعبنا خلال أنتفاضة آذار 1991 وشاهدها المقابر الجماعية .

أن الكلمات لتعجز حقا” عن وصف الكارثة التي تعرض لها شعبنا العراقي بكل أطيافه القومية والدينية والسياسية دون تفريق بين ذكر وأنثى أو بين طفل وشاب أوشيخ .
لقد حاول النظام السابق المتاجرة بحقوق ألأنسان من خلال أيجاد منظمات مصطنعة تحمل أسم (حقــوق ألأنسان ) فقط وما هي الاَ محاولات مكشوفة ورخيصة لتجميل صورته البشعة ، ولم ينتهي مسلسل أنتهاك حقوق ألأنسان حتى بعد سقوط النظام الدكتاتوري ، فالجريمة المنظمة على يد اللصوص وعمليات ترويع المواطنين وعمليات السلب والنهب وألأختطاف والقتل العمد ، لازال مستمراَ في غالبية المدن العراقية.
ومما تجدر ألأشارة اليه محاولة بعض المتسلقين بأسم الدين والذين يسيئون للدين ألأسلامي بشكل خاص ، يحاولون فرض قناعاتهم الخاصة على ألأخرين، أما ألأنتهاكات التي تقوم بها قوات ألأحتلال والتي طالت الكثير من المواطنين فتعد منافية جملةَ وتفصيلاَ لكل ألأتفاقات الدولية.

وأزاء كل هذا عقدت الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق ألأنسان في العراق مؤتمرها التأسيسي في بغداد وتحت شعار (( من أجل أنتزاع حقوقنا ألأنسانية والدفاع عنها )) للفترة من 20 ولغاية 21 تموز 2003 .
وأستهلت الجلسة ألأفتتاحية بالوقوف دقيقة حداد على أرواح ضحايا شعبنا ألأبرار ، تلتها كلمة اللجنة التحضيرية للجمعية والتي تناولت كل ما يخص الجمعية وفعالياتها خلال فترة التحضير التي قاربت ثلاثة شهور، ثم تليت كلمات ممثلي الطوائف الدينية وألأحزاب والحركات السياسية ، وكلمات المنظمات المهنية وألأتحادات والنقابات ، ثم كلمات المنظمات ألأنسانية وجمعيات حقوق ألأنسان ، وقد أشاد الضيوف في كلماتهم بالجهود الخيَرة المبذولة لتأسيس هذه الجمعية لتكون لبنة من لبنات مجتمعنا المدني.

بعدها باشر المؤتمر بعقد جلساته المغلقة ، أستهلت بأنتخاب هيئة رئاسة المؤتمر وتم تشكيل لجنتي ألأعتماد والماليـــة ، ثم باشرت هيئة رئاسة المؤتمر بطرح مشروع النظام الداخلي للمناقشة والتصويت ، حيث تمت مناقشة فصوله ومواده من قبل المؤتمرين وتم أقرار البنود بعد أغنائها بالنقاشات وتعديلها وصياغتها وفق المبادئ ألأساسية للجمعية وهي نشر ثقافة حقوق ألأنسان والدفاع عنها والعمل على تحقيقها .وقد تم أقرار النظام الداخلي بألأجماع.

بعدها تم أنتخاب الهيئة ألأدارية للجمعية بالأقتراع السري المباشر
أن الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق ألأنسان في العراق أذ تسير بخطواتها الثابتة ألأولى في مسيرة عملها بعد أن ثبتت أقدامها في حياة المجتمع العراقي المدنية فأنها تعاهد الشعب العراقي وكل الخيريين المؤمنين بحقوق ألأنسان في العالم على أن تبقى أمينة لمبادئها وفية لأهدافها حريصة على حقوق ألأنسان وهي بهذا ستراقب وترصد وتبحث وتوثق وتعلن أي أنتهاك يحصل على حقوق ألأنسان في أي وقت وتحت أي ظرف لأي سلطة سياسية تحكم العراق ، هذا أضافة الى ما أعلناه حول فضح ألأعمال المشينة التي أقترفها النظام البائد. أن جمعيتنا قد أعلنت وتعلن أستقلاليتها عن أي توجه سياسي ولكنها بذات الوقت تشهر أنحيازها التام والتأريخي الى جبهة حقوق ألأنسان وهي تعمل بروح ألأعلان العالمي ، وستظل الضوء الساطع الذي يكشف ظلمة دهاليز قهر ألأنسان وحقوقــــــه.

أن مؤتمرنا يعلن عن دعم الجهود المبذولة لتشكيل لجنة وطنية لحقوق ألأنسان تأخذ قوتها من الدستور الجديد تظم كافة ممثلي جمعيات حقوق ألأنسان في العراق.

أن مؤتمرنا أذ يشكر بكل حب وتقدير كل الطوائف الدينية وألأحزاب والحركات والمنظمات والجمعيات والشخصيات من داخل العراق وخارجه الذين لبوا الدعوة لحظور المؤتمر وساهموا بشكل فاعل في وقائع الجلسة العلنية التي أبتدئها المؤتمر.

وبهذا أختتمت أعمال المؤتمر والتي توجت بولادة (( الجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق ألأنسان في العراق)) ، لتعمل مع شقيقاتها في مجتمعنا الجديد على نشر مفاهيم حقوق ألأنسان والدفاع عنها وتعزيز دور الفرد العراقي في ممارسة حقوقه المدنية والدفاع عنها ، فألى مزيد من التقدم لأجل خلق مجتمع المساواة والعدالة والحرية.”

المؤتمـــر التأسيسي
للجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق ألأنسان في العراق