31/10/2006

أعدت الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين تقريرا مفصلا عن تراجع حرية الصحافة وحرية التعبير و ارتفاع عمليات الاغتيال والخطف والاعتقال والمضايقات التي تعرض لها الصحفيين والكتاب في العراق والتى تم توثيقها من قبل مكاتب الرصد المنتشرة في المدن العراقية خلال النصف الثالث من العام الجاري وللفترة من1/تموز/2006 ولغاية 30/أيلول / .2006

1- تراجعت حرية الصحافة وحرية التعبير خلال الفترة المذكورة واستمرت الممارسات الغير الإنسانية وغيرا لقانونية بحق الصحفيين والكتاب وسجلت الانتهاكات منحدرا خطيرا استهدفت الحياة والكرامة الإنسانية لهم .وارتفعت وتيرتها بشكل مخيف وينذر بالخطر من خلال عمليات التصفية الجسدية والخطف والاعتقال العشوائي والتهديد والمضايقات والتهجير والعمليات العسكرية خاصة في العاصمة بغداد والمحافظات الساخنة .

2-يتعرض الصحفيون والكتاب إلى انتهاكات خطيرة من قبل الجماعات المسلحة والقوات العراقية ( الجيش والشرطة ) والقوات المتعددة الجنسيات والمليشيات فضلا عن ممارسة المضايقات اليومية ومنعهم من تغطية الأحداث أو الحصول على المعلومة الخبرية من مصادرها في دوائر الدولة و لمختلف مدن العراق 0

3- التلكؤ في تطبيق القانون والنظام في الشارع العراقي بالرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة العراقية في ذلك .مما أدى إلى زيادة العنف المنظم والعشوائي ضد الصحفيين والإعلاميين والكتاب بغية منعهم من تسليط الضوء على الأحداث وتشخيص الظواهر السلبية في المجتمع العراقي ومؤسسات الدولة . , واستخدمت سياسة الترهيب بحقهم وتكميم الأفواه ومتابعة تحركات الصحفيين والإعلاميين والكتاب وتصنيف وسائلهم الإعلامية بنعوت ومسميات عديدة منها ( المتشددة والمعتدلة والموالية والمنحازة والمعادية ) لخلق حالة صراع بين الصحفيين العاملين في الوسائل نفسها من جانب وخلق أزمة ثقة بين المواطن ووسائل الإعلام من جانب آخر . مما أدى إلى تراجع واضح في عمل وتطور الصحافة والإعلام في العراق و توقفت عدد من الصحف المستقلة عن الصدور نتيجة عدم توفرا لدعم المادي والمعنوي واتخذت بعض الجهات الرسمية وغير الرسمية سياسات انتقائية في منح إعلاناتها إلى الصحف الحكومية والحزبية وحرمان عشرات الصحف المستقلة والوسائل الإعلامية الأخرى من أي ريع إعلامي , وأصبح تراجعا واضحا للصحف المستقلة والتي تعد الوجه المشرق لحرية الصحافة والتعبير والإعلام في العراق .

الاغتيالات

ازدادت عمليات التصفية الجسدية للصحفيين والإعلاميين والكتاب خلال الفترة المنصرمة وفقا لما رصدته مكاتبنا في العاصمة بغداد وباقي المحافظات العراقية إذ أن القتل غالبا ما يكون مقصود ومنظم ويحاول مرتكبوا الانتهاكات تنفيذ إعمالهم في الظل وتسجل باسم فاعل مجهول 0 ومن المؤسف إن هؤلاء الجناة ينجون من العقاب ولم تمارس السلطات الأمنية أجراءتها القانونية في متابعتهم مما أدى إلى منحهم فرصة للإفلات من العقاب والعودة مرة أخرى لممارسة القتل والخطف وسجلت العاصمة بغداد النسبة الأولى في عمليات القتل ثم تليها محافظات ديالى و نينوى و الانبار و البصرة بالدرجة الخامسة وسجلت اغلب حالات القتل من قبل جماعات مسلحة مجهولة تمارس الخطف ثم تجرى عمليات القتل وارتكبت هذه الجماعات إعمالا إجرامية أخرى في وضح النهار باقتحام المؤسسات الإعلامية وقتل كوادرها 0 مما يتطلب وضع الحلول العاجلة لها0

الاعتقالات

جرت معظم الاعتقالات من قبل القوات المتعددة الجنسيات بمداهمة منازل الصحفيين والإعلاميين والكتاب ليلا وبأسلوب غير قانوني وغير حضارى لعدم وجود مذكرة قضائية تجيز باعتقالهم00وقدمنعت جمعيتنا من مقابلة المعتقلين رغم الاتصال بالقوات المتعددة الجنسيات وتقديم مذكرة رسمية لمعرفة تفاصيل وأسباب الاعتقال وحضور جلسات التحقيق الابتدائي ونقل بعض قضايا المعتقلين أمام القضاء العراقى0وفى الوقت نفسه تعمد القوات المتعددة الجنسيات إلى إخفاء أماكن الاعتقال وممارسة التكتيم الاعلامى على مصير المعتقلين ولازال مصير رئيس تحرير صحيفة (الخط الساخن ) الزميل ( صادق نعيم سعدون الصغير ) مجهولاً منذ تاريخ اعتقاله في 28/8/2006 وكذلك الكاتب الدكتور 0( قيس الجنابي ) ولم تتمكن عوائلهم من الالتقاء به . وسجلت حالات الاعتقال بأعلى نسبة لها في محافظة الانبار وتأتي بعدها محافظة بغداد ثم صلاح الدين وواسط والنجف فيما يتم حجز الصحفيين من قبل قوات الشرطة العراقية في حالة حصول اى مشادة كلامية بين الصحفي ورجل الشرطة .

التهديدات والنزوح

تلقى الصحفيون والإعلاميون والكتاب خلال الفترة المذكورة أكثر من (40) تهديدا وأرسلت إليهم من جماعات مجهولة عن طريق البريد الالكتروني أو الأجهزة النقالة أو بشكل رسائل مكتوبة توضع على أبواب بيوتهم تحذرهم من العمل في الصحافة والإعلام وتلزمهم بترك المهنة خلال فترة محددة ، وقد عجزت الأجهزة الأمنية من متابعة مرسلي تلك التهديدات ولم يتم توفير الحماية الأمنية للصحفيين والإعلاميين المهددين مما أدى إلى عزوف البعض منهم عن مهنة الصحافة والإعلام وهجرة البعض الآخر إلى خارج العراق فيما نزح بعضهم إلى مناطق أكثر أمانا مما اثر سلباً على أوضاعهم النفسية والاجتماعية والاقتصادية وأدى إلى انحسار واضح في كتاباتهم نتيجة انشغالهم في توفير أجواء هادئة لعوائلهم وتعرض ممتلكاتهم وأثاثهم إلى النهب والحرق. حيث سجلت محافظة بغداد النسبة الأعلى في عمليات التهجير ثم محافظات الانبار و ديالى والبصرة وصلاح الدين ونينوى . وتتولى الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين متابعة مشاكلهم في الغربة والاتصال بهم وتاميين فرص عمل لهم ومن خلال المؤسسات الاعلامية والمنظمات غير الحكومية التى ترتبط الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين بعلاقات عمل معهم . الا ان تلك الاجراءات غير كافية لوقف معاناة الصحفيين والكتاب الموجوديين في خارج العراق اذ يتطلب تنسيق مشترك مع وزارة حقوق الانسان العراقية ووزارة الخارجية العراقية وزارة الهجرة والمهجريين من اجل حل جميع المشاكل والمعوقات التى يعانى منها الصحفيين والإعلاميين والكتاب المهجريين والذين يعيشون أوضاعا مالية ونفسية صعبة جدا .

المضايقات

تمارس المضايقات بشكل يومي ضد الصحفيين والإعلاميين والكتاب بصورة مباشر أو غير مباشرة بغية جعلهم خائفين ومطيعين ، وقد مورست هذه الظواهر من قبل القوات المتعددة الجنسيات وقوات الأمن العراقية والمليشيات والجماعات المسلحة .، فضلاً عن ممارسة بعض دوائر ومؤسسات الدولة بالتعتيم الاعلامي ومنع تزويد الصحفيين بالمعلومة الخبرية ومعاملتهم بازدراء لاسيما المؤسسات الحكومية التى تعانى من ارتفاع نسبة الفساد الادارى والمالي ، كما تعمد القوات العسكرية في بعض الأحيان إلى تحطيم ومصادرة المستلزمات الخاصة بالعمل الصحفي والإعلامي ومنعهم من تغطية الحدث واشاعة نوع من الترهيب بين صفوفهم ،و مارست بعض الجهات السياسية مضايقاتها وفرض أجندتها الخاصة على الصحفيين والإعلاميين ومنعهم من نشر مقالاتهم في الصحف التي يعملون بها وبذلك جعلت منهم اهدافا واضحة لخصومهم . . كما أعلنت بعض المحافظات فرض رقابة مشددة على حركة الصحفيين والاعلاميين والكتاب في نقل الإخبار والإحداث الى مؤسساتهم خاصة أولئك الذين يعملون في المؤسسات الإعلامية الكبرى والتي لها جمهور واسع ، وقد أعلنت محافظة البصرة تلك الاجراءات في وسائل الاعلام بكل صراحة وتليها محافظات النجف الاشرف وكربلاء واربيل . ودهوك فيما اتخذت محافظة الانبار اجراءات بمنع دخول بعض الصحف او مراسلي وسائل الإعلام الأخرى التى تؤيد عملية التغير الديمقراطي الحاصل في العراق فيما اتخذت محافظة ديالى نفس الاجراءات السايقة بحق وسائل الاعلام

. ويتجنب معظم الصحفيين والاعلاميين الخوض في توجيه الانتقادات الى مجالس المحافظات والسلطات الامنية فيها حفاظا على ارواحهم واستمرار صحفهم في العمل ومن اجل الحصول على الاعلانات التى تعتبر الريع الاساسي في تمويل مطبوعاتهم .

العمليات العسكرية

لعبت العمليات العسكرية دوراً فعالا في تراجع عمل الصحافة والإعلام في المناطق الساخنة وعدم تمكن الصحفيون والإعلاميون والكتاب من اخذ دورهم الريادي والوصول إلى المعلومة وانتقائها ، مما أدى إلى عزوف الصحفيين والإعلاميين من تزويد الصحف والقنوات الإذاعية والفضائية بأحداث جديدة ومثيرة نتيجة استمرار العمليات العسكرية فيها ، وفي ظل تلك الأحداث أقدمت عدد من الصحف والقنوات الإذاعية والفضائية على سحب مراسليها من المناطق الساخنة بسب تلك العمليات مما حرم الشارع العراقي من تغطية الأحداث ونقلها ومعرفة تفاصيلها وتتولى القوات المتعددة الجنسيات تنظيم رحلات للصحفيين العراقيين والاجانب عن طريق المركز الاعلامى والصحفي المشترك لمرافقة القوات المتعددة الجنسية اثناء بعض العمليات العسكرية وخصوصا في محافظة الانبارونينوى وديالى وتحدد القوات الأماكن التى تحتارها لعمل الصحفيين ممايجعل التقارير الخبرية مقيدة. ويعزف معظم الصحفيين العراقيين من مرافقة تلك القوات في رحلاتها بسب الاوضاع الامنية او عدم حصولهم على تقارير حيادية . فيما يرغب الصحفيون الاجانب في مرافقة تلك القوات ولايام عديدة.مما يتطلب من القوات العسكرية ابداء التعاون وتقديم التسهيلات اللازمة للصحفيين والاعلاميين وتوفير الحماية له

الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين
المركز العام – بغداد
www.ijrda.com
ijrda@ijrda.com
07901739832