3/3/2007

بسم الله الرحمن الرحيم

أرسل لسيادتك هذه الورقة وفيها مضمون شكوى بما أصابنا من تعذيب وإرهاب من جهة منع الإرهاب.. فأصبحت الشرطة بالنسبة إلى والى عائلتي هي مصدر خوفنا لا أماننا وحمايتنا.. فبداية قصتي أن لي أخ في السنة الثالثة من كلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر. شاء له القدر أن يتعارك مع شخص كأي من الشباب ولكن الموضوع وصل إلى القضاء فحبس أربعة أشهر على ذمة القضية في فترة أجازة القضاء إلى أن تم التناول من الشخص الآخر وأفرج عن أخي ولكن ظل يطارده ضباط مباحث قسم الزرقا محافظة دمياط وهم ضباط المباحث/محمد البنا والمعاون مصباح القصيبي والمعاون أحمد شلبي.. ولا نعلم لماذا يطاردونه أو نعلم ولا نجد لهذا سببا لمطاردته فإما أن يكون مرشدا لهم ويدلهم على قائمة أسماء أعطوها له وإما أن ينسب إليه قضايا لا دخل له بها..

أولها أتوا إلينا في الساعة الثالثة صباحا يريدونه ومعهم كمية من المخدرات وهي شيكارة بانجو ولكن لسوء حظهم أنه عرف بهذه المكيدة فهرب ولم يتمكنوا منه في تلك الليلية واستمر هذا الوضع بعد أن خرج من الحبس ولمدة لا تزيد عن أربعة أسابيع إلى أن رأوه يجلس على مقهى فأطلقوا عليه النيران من مسدساتهم فهرب وصعد إلى مبنى مكون من ثلاث طوابق وأخذ يقذف بالحجارة من أعلاه ليحمي نفسه وبعدها هرب منهم ولا نعرف أين هو، فنسب هذا الضابط له عدة من التهم.. فكيف له بارتكاب هذه المجموعة من التهم في هذه الفترة البسيطة ومن ضمن هذه التهم ما وجهه له رئيس المباحث من سرقة مواشي.. فأراد الله أن يظهر الحقيقة ويظهر من سرقوها.. ولكن نحن الآن مهددون.. ففي هذه الفترة ومن يوم 28 يناير 2007 وأنا وأبي كنا رهائن الشرطة وليس كأي رهائن ولكنهم اقتحموا بيتنا وضربوا النساء وضربونا وأطلقه في وجوهنا ما يشبه البخاخات فتعمي أبصارنا وتورم عيوننا لمدة تزيد عن يومين وكسروا ما قدروا عليه. أما أنا وأبي فظلنا عالقين في الحبس بعد ما أخرجونا من بيتنا أمام الناس مربوطين مكبلين بالحبال، مغطى الرؤوس، حفاه، عراه بدون ملابس إلا الخفيف منها وضربوا ما عندنا من دواب نسترزق من خلالها في البيع وقتلوا الكلب الذي يحرسها.

أخذونا لمدة 10 أيام في حبس انفرادي ولا أقدر أن أصف لسيادتكم كم التعذيب بالكهرباء في أذني لمدة ساعات وضرب أبي وضربي بالعصا المرشقة بالمسامير.. بدون أكل.. حتى الماء ممنوع.. حتى رؤية المحامي ممنوعة.. ولكن الله هدى أختي أن تصل بالتليفون إلى منظمة حقوق الإنسان بالقاهرة بعد تسع أيام من حبسنا فتوجهوا شاكرين على الفور إلى منزلنا وحققوا في الواقعة وأتوا إلينا في مركز الشرطة فلم يريد الضابط إدخالهم لنا، فتوجهوا إلى مديرية أمن دمياط وقالوا لأهلي أنهم لن يتركونا وصدقوا، وتم الإفراج عنا بعد خروجهم من مركز الشرطة على الفور.. وهذا طبعا لأننا لم نرتكب أي جريمة نستحق عليها التعذيب.. ولكن رئيس المباحث قال لنا اخرجوا ولكن إذا اشتكيتم بتعذيبنا لكم”هنيجي وناخد كل عيلتك وأمك وأختك ونشيلك قضية بانجو.. مفيش عندنا اكتر منه”..

هذا ما قاله بالحرف.. فخرجنا والفضل في هذا للأساتذة ممثلي حقوق الإنسان.. فأردت أن أبعث لكي يا أستاذة لكي تجدي لنا حلا في هذه المشكلة وأن تبينيها إلى المسئولين من هذا الاستغلال للسلطة وأن الأقاليم ليس عليها رقابة في سؤ المعاملة من تجاه الشرطة، فالشرطة الآن هي مصدر الرعب وتلفيق التهم وأخي لم يرتكب هذه الجرائم ولكنه لا يقدر أن يسلم نفسه لهم فكيف وقد قالها لنا رئيس المباحث إني سأطلق عليه النار لأن معي أمر بذلك!! فأريد أن أسأل سيادتك هل ممكن أن يصدر أمرا بإطلاق النار على شخص يريد أن يعيش ليكمل دراسته، فهو يريد أن يعيش حياة طبيعية كباقي البشر وأنه لم يتركب هذه الجرائم. نريد التحقيق في هذه الجرائم معه بدون تعذيب بالصعق بالكهرباء أو التمثيل به أمام السجناء كما كانوا يفعلون به وهو على ذمة القضية الأولى، ولم نجد من يعاوننا فوكيل نيابة الزرقا يقف بجانب رئيس المباحث وأخيرا هذه قصتي وأعتقد أنها تتكرر مع أشخاص كثيرة مثل عائلتي. والله أسأل أن يظهر الحق حتى نقدر ننام في بيتنا الذي لم نعرف فيه طعم النوم

مقدمه لسيادتكم
وليد السادات أبو العينين
مدينة السرو – مركز الزرقا – محافظة دمياط

تقرير عن الزيارة الأولى فى 6/2/2007
في دمياط مأمور يأخذ العدالة بيديه ورئيس مباحث يعتبر أخذ الرهائن “أمرا بسيطا”

“كانت الساعة عشرة بالليل وداخلين ننام، قمت أقف الشباك لقيت البوليس حوالين البيت. قلت للحاج قوم شوف.. الحكومة واقفة تحت.. قوم افتح شوف ايه الموضوع. قبل ما يقوم كانوا في وسط الشقة.. كسروا الباب البراني وباب الشقة زي ما أنتم شايفين.. شدوا الراجل (60 سنة) لمن على السرير وبخوا في وشه حاجة وقع على الأرض بعدين شدوني انا كمان والبت دي (19 سنة) ووليد (27 سنة) .. وبخوا في وشي حاجة زي مية النار.. وقعنا على الأرض وقعدوا يضربوا فينا بالعصي والجزم.. ويسألونا فين حسام.. قلنا لهم ما نعرفش.. والنعمة ما نعرف.. أخته قعدت تصوت هددوها يضربوها بالنار.. بعدين خدوهم معاهم.. حطوهم في البوكس ورجعوا على الإسطبل.. كسروا القفل.. نبح عليهم كلب الحراسة قاموا مموتينه.. ولسه دمه باين على الأرض.. أنا ما بقتش شايفه ساعتها.. وشي زي ما يكون مولع نار والجيران جم اللي يحط ميه ساقعة واللي يحط لي المروحة قادم وشي.. نار في وشي.. الجيران قالوا لي انهم خدوا الحج وابنه في البوكس ومن ساعتها ما شفناهمش ولا نعرف عنهم حاجة.. كلمنا محامي من الزرقا قال لنا الشرطة من حقها تخليه عندها 24 ساعة وبعدين يطلعوه.. راح سأل المأمور، قام المأمور قال له دول تبع جهة تانية وهي اللي هتيجي تاخدهم وإحنا ما نعرفش عنهم حاجة.. برضه راح النيابة.. وعدوه أنهم يخرجوا لكن من ساعتها ما خرجوش..

بقى لنا دلوقتي عشر أيام.. بنخاف نبات في البيت.. ممنوع نقفل الباب ولا نصلحه.. بنبات عند الناس، كل ليله عند حد وكل ما نبات عند حد بيخوفوه.. فالناس بتخاف.. بقينا عايشين على الإحسان.. مفيش محامي راضي يروح القسم يسأل عليهم.. المخبرين بيقولوا لنا اعملوا حاجة.. شوفوا لهم محامي.. دول هيموتوهم في القسم. وأناماليش حد غيرهم.. الراجل كبير وهو اللي بيجري علينا.. ووليد بيساعده ومركب سبيكة ومسامير في رجليه

أخويا جه من كام يوم يسأل علي وقفوه على السلم وقالوا له اياك تهوب من هنا تاني وإلا هناخد انت كمان.. بعد تلات أيام جبنا نجار يصلح الباب، برضه وقفوه وهددوه.. الناس بقت خايفة مننا.. واحنا مانقدرش نبات هنا والأبواب مفتوحة واحنا ولايا لوحدنا.

تلك كانت كلمات أسرة الحاج السادات أبو العينين من قرية السرو، مركز الزرقا، محافظة دمياط.
رغم أننا كنا قد سمعنا أجزاء من قصة أسرة السادات أبو العينين من أحد الصحفيين عبر الهاتف إلا أن ما شهدناه هناك فاق كل تصوراتنا.. سواء من حيث عنف الاقتحام أو جبروت الأجهزة الأمنية هناك.

في منزل السادات
في طريقنا إلى منزل الحاج السادات أبو العينين (60 سنة، بائع خضار) يأتي الجيران مترددين ثم يتطوعون بالحكاية.. بعضهم يخاطبنا من المنازل: ربنا على الظالم.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. جروهم جر وضربوهم ضرب موت. على يمين بوابة المنزل باب آخر مغلق بالقفل.. يتطوع أحدهم بفتحه لنا.. فنجد إسطبل به حمار وحصان ومساحة كالشريط العريض، بنية اللون، تمتد من داخل الإسطبل إلى الخارج.. هذا هو خط سير الكلب المقتول لأنه تجرأ ونبح على سعادة الضابط.

الباب الخارجي مخلوع وممنوع إعادة تركيبه بناء على أوامر الضابط محمد البنا ضابط بمركز الزرقا وقائد الحملة الأمنية على أسرة السادات. صعدنا إلى الدور الأول، مرة أخرى الباب مخلوع وممنوع تصليحه وإغلاق الأبواب.. كل ما هو في المنزل مقلوب رأسا على عقب.. المائدة، والكراسي، خزانا الملابس مدمرة والملابس مبعثرة في كل مكان، مراتب السرير مقلوبة وكأنهم كانوا يبحثون عن حسام تحتها.. كل شيء ينم على أن يدا أو أياد عنيفة عبثت بالمكان..

في داخل المنزل كانت أم وليد ترتعش.. كلما قص علينا احد جزءا من القصة تبكي وتتوسل إلينا أن لا نفعل شيئا يؤذيها هي وابنتها..

حدث هذا الاقتحام يوم الأحد الموافق 28 يناير 2007، بحثا عن حسام السادات أبو العينين، الطالب بالسنة الرابعة في معهد الدراسات الإسلامية. وكان الضابط محمد البنا ومعاون المباحث مصباح على رأس تلك القوة المكونة من عشرة من رجال الشرطة.

تصورنا بداية أن حسام مطلوب القبض عليه بتهمة سياسية، لكن قائمة اتهامات حسام كانت تطور مع استطالة زيارتنا إلى دمياط حتى وصلت إلى حدود اللامعقول.

بداية القصة، كما يرويها الجيران والأقارب، أن مشادة حدثت بين حسام وبعض الشباب في احد أفراح القرية منذ أربعة شهور، تم بناء عليها القبض على حسام واحتجازه لمدة خمسة عشر يوما ثم انتهى الأمر بالصلح بين الأسر المتشاجرة والإفراج عنه. لكن في هذه الأيام الخمسة عشر كان حسام قد ذاق آلام الكهرباء في قسم شرطة الزرقا.

ويبدو أنه أقسم أنه لن يعود إلى هناك مهما كلفه ذلك. طوال تلك الشهور الأربعة كان الضابط محمد البنا يلاحق حسام ليجنده مرشدا للشرطة وكان حسام يرفض. إلى أي مدى وصلت المواجهات بين الاثنين، لا نعلم لكن في احد الليالي وعلى حين كان أهل القرية مجتمعين عند المساكن سمع صوت إطلاق نار ثم شوهد حسام فوق سطح أحد المساكن محاصرا من عدد من المخبرين ورجال الشرطة.. يبدو أن حسام ألقى عليهم حجرا من أعلى المبنى فسقط الحجر على كابل الكهرباء وانقطع النور وبدأ إطلاق النار مرة أخرى. أحد الأقارب توجه إلى الضابط ليتفاهم معه فقال له الضابط انه “عاوز حسام لمدة 5 دقائق فقط”. فوعده لك القريب أن يحاول.. لكن المخبرين لم يتركوا له الفرصة واستمروا في إطلاق النار فما كان من حسام إلى أن قفز وهرب. يقولون “البلد كلها كانت واقفة وشاهدة”.

بعد تلك الواقعة بثلاث أيام قرر الضابط محمد البنا أن أفضل طريقة لتسليم حسام هي تدمير منزل أسرته وضرب أمه وأخته والقبض على أبيه وأخيه والاحتفاظ بهم رهائن لحين يظهر حسام أو يلقى القبض عليه أو يقوم بتسليم نفسه. رجاء أم وليد الوحيد: أن يطلقوا سراح زوجها وابنها، وليد. ووعدناها أن نحاول.

في قسم شرطة الزرقا
توجهنا إلى قسم شرطة الزرقا. كان من الواضح أنهم كانوا هناك في انتظارنا وقد علمنا بوجودنا في القرية. من عسكري الاستقبال إلى رجل شرطة آخر في الدور الاول ثم الدور الثاني حيث نشرح في كل مرة أننا نريد مقابلة المأمور، دخلنا أخيرا إلى غرفة مأمور شرطة الزرقا العميد جميل شاهين (3 نجوم ونسر).. خير.. قدمنا أنفسنا وأوضحنا أننا نشطاء حقوق إنسان وأننا جئنا لنسأل عن الحاج السادات أبو العينين ونجله وليد، لأننا سمعنا أنهما موجودان في القسم إلى حين ظهور حسام.. ما تلا ذلك من “حوار” يحتاج إلى كاتب سيناريو محترف ليعيده مرة أخرى.. لكن ملخص ما حدث هو أن العميد جميل شاهين بدأ في ما يشبه المونولج لا يقطعه سوى بعض الأسئلة من طرفنا.. قال لنا أنهما ليسا في القسم، وأن عليهما قرار ضبط وإحضار.. لماذا؟ لأنهما متهمان بالتحريض؟ على ماذا؟ على الهرب.

قال أنه سوف يكون ممنونا لو أننا دليناه على مكانهما.. قال أن حسام مجرم وأن المجرمين أمثاله لا تنفع معهم الرأفة ولا الإصلاح.. قال: من حظه أن هؤلاء المخبرين كانوا لا يجيدون إطلاق النار فلو كان هو موجودا لقتله برصاصة واحدة من مسدسه.. وإن هذا النصيب العادل لكل من يحاول أن “يبادل الشرطة إطلاق النار”. وهكذا ظهرت التهمة الثانية ثم تلتها تهما كثيرة: اغتصاب، وتعدي على أملاك وسرقة وبلطجة الخ. قال أن المسجونين في قسمه ينعمون بأفضل الظروف وأننا سوف نرى ذلك بأنفسنا لو أننا نزلنا إلى الحجز. طلبنا أن ننزل إلى الحجز فتجاهلنا.

كلمناه عن أننا لسنا هنا من أجل حسام وإنما من أجل أبيه وأخيه، وأن حسام يجب أن يمثل أمام المحكمة لتقر هي بشأنه. ضحك في سخرية ووصفنا، كنشطاء حقوق إنسان، إننا لا نعرف الحقائق وضرب لنا مثلا على شخص اتهم بطعن خفير وبعد عرضه على النيابة قررت إخلاء سبيله بضمان محل إقامته، وأضاف: بقى ده كلام؟ ذكرناه أن دور الشرطة هو تطبيق القانون فابتسم مرة أخرى وقال” يا سلام.. بقى المحكمة؟ في نهاية هذا الحوار العبثي، سألناه مرة أخيرة عن الحاج السادات وابنه، فقال: مش عندي. يا ريت لو تعرفوا طريقهم تجيبوهم.. يا ريت تدلونا على مكان حسام. وانتهت الزيارة عند مأمور شرطة الزرقا.

وقررنا أن نستكمل الجولة. أليس لهذه الأقسام جهات تفتيش؟ فلنتوجه إذا إلى مديرية امن دمياط ونطلب مقابلة مدير الأمن.

في مديرية أمن دمياط
على البوابة سلمنا وثائق التعريف واصطحبنا جندي إلى الدور الثاني لنقابل فرد مباحث سألنا مرة أخرى عمن نريد أن نقابل. كررنا طلبنا. سألنا عن السبب. لخصنا له السبب. اصطحبنا آخر إلى الدور الخامس، وفي الدور الخامس، أكثر من أي مكان آخر كان وجود الشرطة محسوسا.. عدد من الرجال، بعضهم في زي الشرطة والبعض الآخر في ثياب مدنية.. دخلنا إلى حجرة صغيرة بها رجال بالزي المدني فقط. أحدهم كان جالسا قبالتنا يسألنا على أسماءنا ثم عن مهنتنا ثم عما إذا كنا من القاهرة.. أسئلة استغرقت حوالي خمس دقائق كانت كافية لزميله أن يصورنا بواسطة محمولة. هكذا إذا يتم التصوير! ثم دخلنا إلى مكتب عليه يافطة كتب عليها اسم اللواء محمد إبراهيم عبد المنعم .. وهو ليس مدير الأمن لكنه رئيس مباحث المديرية. رغم أننا الشاكين ونحن الذي جئنا نحمل الأسئلة إلا أن اللواء عبد المنعم لم يترك فرصة إلا واستخدمها ليوجه هو أسئلته، بداية من سر اهتمامنا، وتخصصاتنا وسنة تخرج المحامي برفقتنا حتى أنه سأل عن ديانتنا قبل أن يهم بالحديث عن أحداث العديسات. ولما أوضحنا أن ذلك أمرا لا يخصه في شيء تراجع عن الحديث عن العديسات.

أما فيما يتعلق بحسام وأسرة حسام، فقد أشفق علينا الرجل من أن نستمع إلى ما اقترفه حسام من جرائم لئلا تنجرح مشاعرنا وقال أن حسام “اقترف جريمة نبش القبور التي لا تغتفر.. كانت له صديقة يمارس معها الفاحشة” هكذا تحدث رئيس مباحث المديرية ” ثم اكتشف أبوها الأمر وحبسها وبعد فترة قليلة من الزمن ماتت الفتاة فنبش حسام قبرها لكي يثبت أنها ماتت مقتولة بفعل والدها.. وفي نفس الوقت” والحديث لازال للواء رئيس مباحث المديرية، “كان حسام يمارس الفاحشة مع ساقطة هي التي أبلغت عنه!!!!!”

حاولنا أن نشرح للواء إننا هنا بشأن الحاج السادات وابنه وليد، فكان رده في غاية البساطة: أنهم في حالة استدعاء. والأمر لن يتجاوز اليومين. أخبرناه بأن مأمور القسم ينكر وجودهما وأنهما في حالة استدعاء منذ 10 أيام.. ضحك وقال: انشالله بسيطة. ومرة أخرى استمعنا إلى أننا، كنشطاء حقوق إنسان، لا نعلم كافة الحقائق ولم ينسى اللواء رئس المباحث أن يذكر موضوع الكليبات التي “أصبحت الناس تصدقها من غير دليل”. ثم وعدنا بأنهم سوف يباتوا في منزلهم في هذه الليلة.

ولكن قبل أن نترك المكتب لم ينسى اللواء أن يسألنا، وكأن السؤال طرأ على ذهنه في لحظتها: لكن انتم عرفتم منين. فقلنا له: من الصحافة. أراد أن يعرف اسم الصحفي، فلم نتذكر.

وفي منتصف الطريق إلى القاهرة علمنا أنه تم الإفراج عن الحاج السادات أبو العينين وابنه. هل هو إفراج نهائي؟.. هل ستقتصر هموم الأسرة من الآن فصاعدا على معرفة مصير ابنها الآخر حسام؟ أم أن الإفراج يستهدف طعما لحسام كي يعود إلى المنزل فتصيبه تلك الرصاصة التي أقسم مأمور القسم أنه لو كان موجودا لقتلته على الفور. السؤال لازال مطروحا إلى أن ينجح حسام في تسليم نفسه لجهة لا تقوم بتعذيبه بالكهرباء ولا تقرر إنهاء حياته برصاصة مأمور غاضب لا يؤمن بالعدالة ولا بالقانون.

فهل هناك من يضمن ذلك لحسام؟ السؤال مطروح على كافة منظمات حقوق الإنسان وكافة محاميي الحريات. هل نحن مستعدون لحماية حسام السادات أبو العينين؟