13/7/2006
يعيش العراق اليوم، ظروفاً أمنية وسياسية وأقتصادية صعبة ، وقاسية، بسبب الأرهاب والفوضى، وتفشي الفساد في الأجهزة الأدارية، أضافة الى التدخلات دول أقليمية ودول المنطقة، حتى أصبح العراق ساحة لتصفية الحسابات الدولية ، والصراعات الطائفية أيضاً، ولعل ظاهرة التهجير القسري التي تعاني منها شرائح مختلفة من المجتمع العراقي ، بخاصة الطوائف، والأقليات الدينية والقومية والمذهبية العراقية، واحدة من النتائج الخطيرة التي أفرزتها الحالة العراقية المضطربة
لذا يعاني اليوم أبناء شعبنا من المسيحيين، والصابئيين، والأيزيديين الذين يقيمون في المحافظات الجنوبية والوسطى والعاصمة بغداد منذ مئات السنين، من عنف الأرهاب المتعمد، ومن عمليات تهجيرداخلية ظالمة ، تسببت بهجرة آلاف العوائل البريئة ، الى بعض مناطق كردستان، وسهل نينوى، أضافة الى أن هناك الاف العوائل المنكوبة، التي غادرت وطنها ، متوجهة الى بلدان الجوار.
ان خطورة التهجيرالقسري تأتي من كونها تهدد نسيج المجتمع العراقي، ذلك النسيج الجميل الذي تتباهى وتفخر به الأجيال العراقية جيلاً بعد جيل.
ان تزايد عمليات التهجيرالقسري في الأشهرالأخيرة ،والتي أمتدت لمناطق مختلفة في العراق ،تضع الجميع أمام المسؤولية ، فليس الحكومة الوطنية ، او البرلمان العراقي، او القوى السياسية الفاعلة تستطيع لوحدها مواجهة هذه الحالة المرعبة، والقضاء عليها ، دون تعاون كل مؤسسات، وركائز وأطياف الشعب العراقي، فجريمة التهجير طالت الجميع، وستطول كل من لم تصل له لحد الآن، لذا فأن العراقيين جميعاً، مطالبون اليوم بالتصدي لهذا النزيف المرعب، وأيقاف هذه الكارثة الأنسانية والوطنية،التي تهدد الأقليات العراقية.
وأننا في الجمعية العراقية لحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية، نحمل المليشيات المسلحة واحزابها مسؤولية تدهور الوضع في العراق، واذ نوجه نداءنا هذا، فأننا على ثقة تامة، بأن شعبنا العراقي الاصيل سيتصدى لهذه الظاهرة، ويقتلعها من جذورها، وهو المعروف بوحدته، وتآخي أطيافه، أضافة الى أن هذه الحالة، هي حالة خطرة، على بنية المجتمع العراقي، وعلى سيرته المعروفة بالتسامح والمحبة، بين جميع مكوناته.
في الولايات المتحدة الامريكية