2/9/2006
تعذيب الإنسان جريمة امتهنتها كثير من الدول رغم توقيعها وتصديقها على العديد من المواثيق الدولية التي تحرم وتجرم التعذيب . وتزخر تقارير المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية بنماذج من التعذيب تثير الحزن والأسى.
وبالرغم من أن المواثيق الدولية قد ركزت على صيانة كرامة الإنسان ورعاية حقوقه الإنسانية كأساس للمجتمع الدولي ومع انه يوجد تفاوت في أساليب التعذيب بين الدول التي تمارسه بانتظام مع كونها قد ارتبطت بالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية لعام 1966 والإعلان الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 9 ديسمبر 1975 بحماية جميع الأشخاص من التعرض للتعذيب , ثم اتفاقية مناهضة التعذيب التي اعتمدتها الجمعية العامة في 10 ديسمبر 1984 والتي دخلت طور التنفيذ في 26 يونيو 1987 .
تعريف التعذيب
ينص التعريف الأساسي للتعذيب ، كما هو وارد في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التعذيب (1984) وطبقا للمادة الأولى(1) على انه:
( أي عمل متعمد من شانه أن يلحق بشخص ما ألما أو معاناة شديدة ، سواء كانت بدنية أو عقلية، وذلك لإغراض مثل الحصول منه أو من طرف ثالث على معلومات أو اعتراف ، أو معاقبته على عمل ارتكبه أو يشتبه في ارتكابه من قبله أو من قبل طرف ثالث ، أو إرهابه أو إجباره على الطاعة هو أو طرف ثالث ، أو لأي سبب قائم على أساس تمييز من أي نوع ، و ذلك عندما يكون هذا الألم أو المعاناة قد ألحقت بالشخص بتحريض أو موافقة أو إذعان من مسئول رسمي أو شخص آخر يمثل سلطة رسمية .
ولا يشمل التعذيب الألم أو المعاناة الناشئة عن ، أو التي تمثل جزءا من ، أو التي تأتي مصادفة مع عقوبات قانونية.)
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعتمدت في 9 ديسمبر 1975 إعلان حماية جميع الأشخاص من التعرض للتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاانسانية أو المهينة، وورد في المادة الثانية من هذا الإعلان ما يلي /
(يعتبر أي عمل من أعمال التعذيب أو غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاانسانية أو المهينة امتهانا للكرامة الإنسانية يدان بوصفه إنكارا لمقاصد الأمم المتحدة وانتهاكا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان)
عناصر التعذيب
اعتمادا على تعريف التعذيب يمكن استخلاص ثلاثة عناصر أساسية يتكون منها التعذيب :
1- إلحاق الألم العقلي أو البدني الشديد أو المعاناة الشديدة.
2- عن طريق أو بموافقة أو إذعان من سلطات الدولة.
3- لغرض محدد مثل الحصول على معلومات ، أو العقاب ، أو الترهيب.
لا شك إن هناك مصطلحات قانونية أخرى تعبر عن درجة متفاوتة من المعاناة ولكنها ليست في قسوة التعذيب . ومن أمثلة ذلك المعاملة القاسية ، والمعاملة اللاانسانية أو التي تحط من كرامة الإنسان ، والعقوبات بأنواعها .
وباستثناء التعذيب ، فان صور سوء المعاملة الأخرى لا تستخدم بالضرورة لغرض محدد، ولكن يجب أن تتوافر فيها النية لتعريض الأشخاص للظروف التي تصل إلى أو تنتج عن سوء المعاملة . ولذلك فان العناصر الأساسية التي تشكل سوء المعاملة التي لاترقى إلى حد التعذيب يمكن أن تختزل إلى عنصرين هما:
1- التعريض المتعمد لآلام أو معاناة غير عادية،سواء كانت عقلية أو بدنية.
2- عن طريق ،أو بموافقة أو بإذعان من سلطات الدولة.
ولكي يمكن التمييز بين مختلف صور سوء المعاملة ومن تقييم المعاناة الناجمة، يجب أن ينظر وفي كل مرة إلى الظروف الخاصة للحالة والخصائص المميزة لكل ضحية على حدة . وهذا يجعل من الصعب وضع خطوط فاصلة دقيقة بين الصور المختلفة لسوء المعاملة، لان هذه الظروف وتلك الخصائص سوف تتفاوت. ولكن هذا أيضا يجعل القانون أكثر مرونة، حيث يمكنه من التأقلم مع الظروف . والنقطة الهامة التي يجب تذكرها هي إن كل صور سوء المعاملة ممنوعة بمقتضى القانون الدولي. وهذا يعني إن المعاملة،حتى وان لم تكن قاسية بدرجة ترقى بها إلى حد التعذيب (بالمفهوم القانوني)فإنها لازالت تعتبر انتهاكا من جانب الحكومة للمنع المفروض على سوء المعاملة.
الظروف والحالات التي يقع فيها التعذيب
إن من محصلة المواثيق الدولية المتعلقة بالتعذيب ،وبما ورد في لجان حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإقليمية وهيئة الصليب الأحمر الدولية ومنظمة العفو الدولية وغيرها من المنظمات غير الحكومية ان نعرض لظروف وحالات يقع فيها التعذيب.
1- حالات التمييز العنصري.
2- حالات الحرب الدولية والأهلية.
3- الظروف الأمنية الداخلية.
المسئولية عن التعذيب
أسندت لجنة حقوق الإنسان التي وضعت مشروع الاتفاقية المسئولية عن فعل التعذيب إلى :
1- مرتكب الفعل.
2- المحرض.
3- الموافق عليه.
4- الساكت عليه من المسئولين. إعداد/ المحامي