12 ديسمبر / كانون الأول 2006
بغداد – العراق
** مراسلون بلا حدود – RSF **
ترحّب مراسلون بلا حدود بعدول رئيس المجلس النيابي محمود المشهداني عن قراره القاضي بحجب الإعلاميين عن جلسات المجلس. فبعد أسبوعين من الغياب، باتت وسائل الإعلام تستطيع معاودة تغطيتها للجلسات البرلمانية على رغم خضوعها لبعض القيود. ومن جهة أخرى، تدين مراسلون بلا حدود اغتيال المصوّر العامل في وكالة الصحافة الأمريكية Associated Press Television Network حسوان أحمد لطف الله.
في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: “من السخف تحميل وسائل الإعلام مسؤولية الفتن المذهبية السائدة في البلاد لا سيما أن الصحافيين يتمتعون بواجبات تفرض عليهم معالجة المعلومات تماماً كما يتمتعون بحقوق باتت مهانة في العراق. فتشكل القيود المفروضة على حرية تحرّكهم، وإقفال بعض وسائل الإعلام، والتهديدات الرسمية جزءاً لا يتجزأ من عمل الصحافيين المحليين اليومي”.
وأضافت المنظمة: “أما التدابير الجديدة التي أعلنتها السلطات العراقية لضبط وسائل الإعلام فمقلقة خاصةً أن الحد الفاصل بين حماية أمن الدولة والرقابة بات رفيعاً جداً. لذا، نطالب السلطات بإبداء تحفّظها وحذرها حيال الموضوع”.
في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2006، منع الصحافيون من بلوغ البرلمان والمركز الدولي للصحافة المتواجد فيه تماماً كما حظر البث المباشر للنقاشات إثر نشوب نقاش حاد حول النعرات المذهبية التي تجتاح البلاد. فاحتج عدة نوّاب وممثلون عن بعض الأحزاب السياسية على هذا القرار الذي اعتبروه “غير دستوري” في حين أن محمود المشهداني برر قراره هذا بإثارة مقابلات النوّاب مع بعض الصحافيين ردود فعل حادة في صفوف الشعب أدت إلى تأجيج النعرات.
لا بدّ من التذكير بأن الحاكم الأمريكي الإداري السابق للعراق بول برمر أنشأ المركز الدولي للصحافة في العام 2003 لاستضافة الصحافة الأجنبية التي تغطي الحرب في العراق. إلا أن مهمة هذا المركز لا تقتصر على التغطية وحسب وإنما تتعداها لتوفير التدريب المهني للصحافيين العراقيين. أما اليوم فيسمح هذا المركز المتواجد في المنطقة الخضراء من بغداد والمزوّد بأحدث هيكليات الاتصال للصحافيين المحليين بالعمل بكل أمان.
لكن وزارة الداخلية قد أعلنت في 30 تشرين الثاني/نوفمبر 2006 عن إنشاء وحدة مراقبة لوسائل الإعلام تتولى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الصحافة. وقد حذّرت الوزارة بأنها “ستتخذ كافة الاجراءات الفورية والرادعة ضد وسائل الاعلام التي تسوّق الأخبار الكاذبة” وأنها “لن تتردد عن ملاحقتها وفقاً لأحكام القانون بغية منعها عن كسر إرادة العراقيين في مكافحة الإرهاب والجريمة”. وتتولى هذه الوحدة الاتصال بالصحافيين ووسائل الإعلام لتطلب منهم إصدار أو بث تكذيب للمعلومات التي تراها خاطئة. وفي حال الرفض، قد يتعرّض الصحافيون المعنيون للملاحقة.
كذلك، أشارت وزارة الداخلية في بيان أصدرته في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2006، إلى محطات التلفزة الفضائية التي “تعمد الى تضليل الرأي العام وإشاعة الفوضى لأجندة سياسية معينة وتستغل الأجواء من خلال قيامها ببث بعض الأخبار المغرضة والكاذبة والتي تلحق الأذى بأبناء شعبنا وتحاول أن تزعزع ثقتهم بقدرات الأجهزة الأمنية أو تنال من وحدة العراق”.
الجدير بالذكر أن مصوّر وكالة الصحافة الأمريكية APTN حسوان أحمد لطف الله البالغ 33 سنة من العمر قد اغتيل في 12 كانون الأول/ديسمبر 2006 في مدينة الموصل (على بعد 370 كلم شمالي بغداد) لدى توجهه إلى أحد المواقع الصناعية لتصليح سيارته. فما إن سمع دوي الرصاص بين شريطين حتى أخذ آلة تصويره ليصوّر المشهد ولكن إحدى هذه الرصاصات قد أردته قتيلاً.
منذ بداية النزاع في العام 2003، لاقى 139 صحافياً ومعاوناً إعلامياً حتفهم في العراق فيما لا يزال أربعة آخرون قيد الاحتجاز كرهائن.
لمزيد من المعلومات برجاء الاتصال ب: حجار سموني
مراسلون بلا حدود
شارع جوفري , ماري
باريس, 75009
تليفون: 33144838484+
فاكس: 33145231151+
بريد الكتروني: moyen-orient@rsf.org
الموقع: http://www.rsf.org