17/11/2009

يعبر مرصد الحريات الصحفية عن اسفه البالغ للطريقة التي تتعامل بها لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب العراقي مع المستجدات التي تواجه الوضع الصحفي في البلاد ،وامتناعها عن ابداء رأي واقعي تجاه ماتتعرض له المؤسسات الصحفية واعلاميون من ضغوط وابتزاز من اكثر من جهة تشريعية وتنفيذية في الدولة العراقية .ويستغرب مرصد الحريات الصحفية عدم تدخل تلك اللجنة في قضية الدعوى القضائية غير المبررة التي هدد بها عدد من النواب ضد صحيفة المدى، على خلفية نشرها لمقال ينتقد اثراء اعضاء المجلس على حساب عامة الشعب، عدا التصريحات التي يطلقها برلمانيون بين حين واخر ضد صحفيين مايعرض حياتهم ومستقبلهم المهني الى الخطر ،ومن بينهم اعضاء في لجنة الثقافة والاعلام مايثير الدهشة ومزيدا من الاسف.

و في هذا السياق يحذر مرصد الحريات الصحفية من محاولات البعض من السياسيين و النواب العودة لسياسة تكميم الافواه وفرض سياسة الاعلام الموجه و الصحافة الدعائية.

ويرفض مرصد الحريات الصحفية ما ادلى به عضو مجلس النواب العراقي عبد الامير الغزالي من تصريحات خطيرة ضد الزميل هادي جلو مرعي اثناء حضورهما برنامجا حواريا في قناة الحرية الفضائية عرض ، الاربعاء الماضي، وتهجم فيه النائب الغزالي وهو العضو في لجنة الثقافة والاعلام على عدد من الاعلاميين متهما اياهم بالولاء للنظام السابق.

المدير التنفيذي لمرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي ، والذي حضر البرنامج الحواري في قناة الحرية أبدى رأي المرصد في احقية انتقاد الصحفيين لمؤسسات الدولة التشريعية و التنفيذية ، كما وابدى دفاعه عن صحيفة المدى ، ليتلقى اتهامات من قبل عضو مجلس النواب عبد الامير الغزالي بانه من فريق عمل عدي صدام حسين.

واتهم الغزالي صحفيين عراقيين منهم هادي جلو مرعي والكاتب وارد بدر السالم الذي انتقد مجلس النواب بمقال سابق، نشرته صحيفة المدى، تناول فيه اثراء النواب على حساب الشعب بالولاء للنظام السابق بسبب دفاع مرعي عن صحيفة المدى ونقد السالم لمجلس النواب .

وكانت صحيفة المدى قد نشرت ،الاسبوع الماضي، على صفحتها الرئيسية مقالا للكاتب وارد بدر السالم ضمنه رؤيته لأداء مجلس النواب وسعيه لتحقيق امتيازات خاصة حرم منها المجتمع العراقي بقطاعاته الواسعة مما اثار حفيظة اعضاء في المجلس وطالبوا بمقاضاة الصحيفة والكاتب .

ويقول هادي جلومرعي، ان من اساسيات عملنا في مرصد الحريات الصحفية الدفاع عن حرية التعبير وان ” ماكتبه السالم كان حقيقيا لان اعضاء مجلس النواب قد صوتوا على تلك الامتيازات” وبالتالي فان الكاتب والصحيفة لايمكن ان يدانا قضائيا لانهما نشرا حقائق ولم تكن ادعاءات.

ويضيف مرعي ، ان النائب الغزالي اتهمني بالولاء للنظام السابق بعد ان اطلع على كتاب لي اصدرته مؤخراً ادنت في قمع الصحفيين في ذلك العهد وعنوانه (تجربة صحفي) يتحدث عن الضغوط التي تعرض لها الصحفيون العراقيون قبل عام 2003 ،وبعدها .

مرصد الحريات الصحفية يعد الصحفيين و الكتاب الذين يبدون انتقادهم لمختلف السلطات من خلال مقالات واراء مناصرين لحرية التعبير و الديمقراطية الناشئة ، وان من يتهمهم بخلاف ذلك يسعى لتأسيس دكتاتورية جديدة لايمكن السماح لها في العراق الجديد.

ولذا فأن المرصد، يطالب لجنة الثقافة والاعلام في مجلس النواب بالاعتذار عن ماتسبب به النائب الغزالي من قلق بالغ لدى الكتاب والصحفيين العراقيين ،ويدعوها الى اداء دورها بالشكل المطلوب وعدم الخروج على السياقات الدستورية والعمل على توفير ضمانات لتاكيد حرية التعبير وتبديد المخاوف من وضع لايتلائم وحرية الصحافة والتعبير في العراق.

مرصد الحريات الصحفية (JFO) منظمة مستقلة ، مقرها بغداد ، تعنى بالدفاع عن الصحفيين والحريات الصحفية . و تعمل بشراكة منظمة مراسلون بلا حدود .