24/1/2007

يحق لنا أن نحزن ونبكي
يحق لنا أن نتألم
ويحق للكل أن يعزينا فيك

في فقداننا للتي ساهمت في تأثيث الفكر النسوي وعقلنة مسار الحركة النسوية في بلادنا
والتي بحثت في أعماق حراك التونسيات على مدى قرن في أول بحوثها الجامعية لتبين تواصل الأجيال في خلق نهضة فكرية نسوية تكذيبا لتاريخ يروي البعث من عدم..

يحق لنا أن نتصور مدى الفراغ ستتركه فينا وهي التي جادلتنا ونقدتنا وكانت منا وإلينا

فقد كانت تصوغ افكارها بقوة وتعبر عنها دون أي تنازل بكلمة معقلنة وهادئة ضد كل نمطية أو أفكار مسبقة من خلال عينين مشتعلتين فطنة وذكاء كعيني هرة برية ووديعة في آن واحد لم تكن ثرثارة لأن الكلمة عندها تزن طنا ولأن كلمتها كانت الحرية والالتزام ..

لأنها كانت الصدق والثبات على المبدأ و النزاهة الفكرية والعلمية
لأنها كل هذا فقد رحلت بصمت وتحملت آلامها في صمت إلى آخر رمق واختارت أن لا تثقل كاهل أحد عدا ثلاثة ممن فرضوا أنفسهم عليها فرضا في الفصل الأخير..

يؤلمنا أن ترحلي بهذه السرعة لتتركي فراغا في حراك التونسيات.. في حراكهن الخفي.. في الوعي وفي اللاوعي.. في الفوضى والانتظام ..أنت التي تناولته بقوة المنطق وشفافية البرهان وكلك ثقة في تواصل هذا الحراك فيك وفينا ..في زمن رديء همش العقل وشوه الالتزام.

رحلت أيتها الصديقة الرقيقة الحادة ونحن في أمس الحاجة لتجميع صفوفنا ونضال الفكر وثباته في أكثر من أي وقت مضى..

ويحق لنا اليوم ولكل مناضلات الحركة النسوية اللواتي صعقن بالخبر وتجمعن لوادعك بأعداد غفيرة أن نقدم لك هذه التحية وأن نحمل إليك من خلالها كل الوفاء.

عن الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات