نيويورك, 28 نوفمبر 2006

لجنة حماية الصحفيين

هاجمت صحيفة الثورة التابعة للدولة جمال عامر رئيس تحرير صحيفة الوسط المستقلة لدى عودته من الولايات المتحدة, حيث كان يتسلم الجائزة الدولية من لجنة حماية الصحفيين لحرية الصحافة لعام 2006.

فقد نشرت الصحيفة مقال على الصفحة الأولى يوم 26 نوفمبر, تشير فيه إلى أن عامر عميل للولايات المتحدة و تحذر من احتمال اتخاذ إجراء قانوني ردا على مقالاته المنتقدة للمملكة العربية السعودية الشقيقة.

و أتهم المقال عامر و صحيفته المستقلة – “الوسط” – بالإضرار بالعلاقات السعودية-اليمنية, و اتهمه أيضا بالتعاون مع المخابرات الأمريكية, و علي ما يبدو أن السبب في هذا الهجوم هو الرد على إعادة نشر مقال في صحيفة الوسط في وقت سابق هذا الشهر, كان قد كتبه ضابط المخابرات الأمريكية السابق روبرت باير في مجلة “الأطلنطي” الشهرية, حيث ذكر باير أن بيت “سعود” الحاكم يواجه خطر الانهيار.

و ذكر مقال صحيفة الثورة تحت عنوان “لمصلحة من استهداف العلاقات اليمنية-السعودية؟” أنه “ليس بخاف على أحد النية السيئة التي تقف وراء مثل هذا النشر و من هم المستفيدين منه؟ خاصة إذا علمنا بأن رئيس تحرير الوسط يتواجد حاليا في الولايات المتحدة الأمريكية و يحظى برعاية جهات أمريكية و منها جهات معروفة بتوجهاتها الاستخباراتية”

و اتهمت الثورة عامر بالعمل لصالح أفراد غير معروفين بغرض تدمير العلاقات السعودية-اليمنية, و قدمت الصحيفة أيضا ما يبدو على أنه تهديد باتخاذ إجراء قانوني ضد الوسط, حيث ذكرت الجريدة “إن ما تقومون به يستنكره الشعب اليمني و يستهجنه لأنه تصرف يعبر عن الطيش و التطرف و عدم المسئولية, كما أنه تصرف يضعكم أمام المساءلة القانونية لأنكم بذلك تتجاوزون القانون و تضرون بمصالح الشعب”

و قال جويل سيمون المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين “لقد أزعجنا هذا الاعتداء اللفظي من قبل صحيفة تابعة للدولة ضد زميلنا جمال عامر” و أضاف سيمون “بالنظر إلى الواقع السياسي في اليمن, فإن نشر تلك المزاعم التلميحية و الغير مثبتة هو بمثابة تهديد”

و اعتادت جريدة الوسط, منذ تأسيسها على يد عامر في عام 2004 على أن تتناول بجرأة مواضيع الفساد والتطرف الديني وغيرها من المسائل السياسية الحساسة في اليمن, ففي أغسطس 2005 قام أربعة رجال يعتقد أنهم من قوات الأمن باعتقال عامر و احتجازه لمدة ست ساعات, حيث قاموا بضربه و اتهموه بتلقي أموال من الحكومتين الكويتية و الأمريكية, و حذروه ضد التشهير بالـ “مسئولين”, ثم اقتاد الرجال عامر و هو معصوب العينين إلى قمة الجبل حيث هددوه بالقتل, و قد تم هذا الاعتداء في أعقاب تفجير صحيفة الوسط لقضية تتعلق بعدد من المسئولين الحكوميين الذين أساءوا استغلال المنح الدراسية الخاصة بالدولة بأن قاموا بإرسال أبنائهم للدراسة في الخارج.

و قد تصادم عامر مع المسئولين اليمنيين بسبب انتقاده للسعودية, فقبل تأسيس جريدة الوسط عام 2004, كان عامر يعمل صحفيا بجريدة الوحدوي الأسبوعية المعارضة و أتهم بالإضرار بالمصالح العامة و إهانة الملك فهد عاهل المملكة العربية السعودية و إفساد العلاقات بين السعودية واليمن, كما قامت المحكمة أيضا في إحدى المرات بمنع عامر من ممارسة العمل الصحفي كليا.

لجنة حماية الصحفيين هي منظمة مستقلة غير هادفة للربح, و مقرها نيويورك , تعمل من أجل حماية حرية الصحافة في جميع أنحاء العالم , لمزيد من المعلومات يرجى زيارة الموقع الإليكتروني www.cpj.org