المغرب
** مراسلون بلا حدود – RSF **
تعبّر مراسلون بلا حدود عن بالغ نقمتها وذعرها إزاءالحكم الصادر بحق الصحافي العامل في مجلة الوطن الآن مصطفى حرمة الله والقاضي بسجنهلمدة ثمانية أشهر. فلا يدل هذا القرار إلا على الازدراء بكل أعراف القانون الدولي الذي يرفض رفضاً تاماً سجن صحافي بسبب جنحة صحافة. وفي هذا الإطار، أعلنت المنظمة: “تلاحظ مراسلون بلاحدود وتأسف للهوة التي تزداد عمقاً بين التزامات السلطات المغربية بتطبيقالديمقراطية في المملكة وممارسات هذه السلطات نفسها. وتذكّر بأنها المرة الأولى منذشهر تشرين الأول/أكتوبر 2004 التي يحكم على صحافي فيها بالسجن المطبق في المغرب. فيبدو أن الرباط اكتسبت امتياز الانضمام إلى نادي دول شمالي أفريقيا التي تعتقلالصحافيين مثل مصر وليبيا”.
وأضافت المنظمة: “لا يمكن تبرير احتجاز مصطفى حرمةالله بأي طريقة من الطرق. ومع أن مراسلون بلا حدود لم تقلل من خطورة هذه القضيةالتي تشهد على إدانة ثمانية ضباط، إلا أنه يستحيل القبول بحرمان صحافي من حريته إثرإجراءات قضائية غامضة. فقد قسم الملف الأساسي إلى شقين، أحدهما عسكري تم التحقيقفيه سراً، والثاني مدني أدين الصحافي بموجبه. الواقع أن هذا القرار يشبّه مصطفىحرمة الله صراحة بالمجرم. وقد تمت ملاحقته استناداً إلى القانون الجزائي وليس قانونالصحافة. إلا أنه لا يمكن لوم الصحافي على التصرّف وفقاً لما تمليه عليه مهمةالإعلام وعدم التقيّد بالالتزامات الواقعة على عاتق مخابرات الدولة”.
في 15 آب/أغسطس 2007، أصدرت محكمة الدرجة الأولى فيالدار البيضاء حكمها في قضية مدير النشر في المجلة الأسبوعية الوطن الآن عبد الرحيمأريري والصحافي العامل فيها مصطفى حرمة الله الملاحقين بتهمة “إخفاء مستندات تمالحصول عليها بواسطة جريمة” (المادة 571 من القانون الجزائي). وقد حكم عليهما علىالتوالي بالسجن لمدة ستة أشهر مع وقف التنفيذ ولمدة ثمانية أشهر فضلاً عن غرامةتبلغ 1000 درهم (أقل من 100 يورو) يتوجب على كل منهما تسديدها. وقد اقتيد مصطفىحرمة الله مباشرة إلى الزنزانة ليقضي عقوبته فيها. ومن شأن حيثيات الحكم التي يفترضتوفرها قريباً أن تسمح بالاطلاع على الحجج الكفيلة بتبرير إدانة هذين العاملينالمحترفين في القطاع الإعلامي.
استدعى رجال من الشرطة بلباس مدني كلاً من عبد الرحيمأريري ومصطفى حرمة الله للاستجواب في 17 تموز/يوليو واقتادوهما إلى مخفر الشرطة حيثخضعا للاستجواب. في العدد الأخير (رقم 253) الصادر في 14 تموز/يوليو، نشرت مجلةالوطن الآن ملفاً بعنوان “العلاقات السرية وراء حالة الذعر في المغرب” الذي تعاونعبد الرحيم أريري ومصطفى حرمة الله على إعداده. وقد استندت إحدى المقالات إلىمذكّرة صادرة عن المديرية العامة لمراقبة الأراضي تطلب من كل الأجهزة الأمنيةالتيقّظ إثر بث تسجيل عبر الإنترنت لجماعة إرهابية تطلق نداء إلى الجهاد ضد الأنظمةالمغربية وبالتحديد المغرب. وقد افتتحت محاكمة الصحافيين في 26 تموز/يوليو 2007. وفي خلال الجلسة الأولى، قررت محكمة الدرجة الأولى في الدار البيضاء تمديد احتجازمصطفى حرمة الله المعتقل في سجن عكاشة. أما مدير المجلة عبد الرحيم أريري فقد مثلحراً. >