2/3/2008

عدد من النساء تصوروا أن “ماما سوزان” لا تدري.. فقرروا أن يلحقوا بموكبها أثناء افتتاحها لقصر ثقافة حلوان ليقدموا لها شكواهن.. فقد أصبحن يعشن في الشوارع بعد أن صدر قرار بإزالة منازلهن.

تقول إحداهن:

إحنا تقريبا 26 أسرة.. كنا شاريين أرض.. تنازل من أصحابها لينا مقابل فلوس وعندنا العقود.. ما كناش نعرف إنهم مش مخلصين الأوراق.. هي أرض إصلاح.. وهم معاهم حيازة مش ملكية..

في 2004 سمعنا إن الأرض هتتاخد.. الأستاذ مصطفى بكري قال ابنوا وعيشوا فيها وما حدش يقدر ياخدها.. كلنا بنينا مع بعض تقريبا.. من غير مسلح.. طوب وخشب وعشنا.. وإحنا بنبني جالنا أمر إزالة.. خلصناها من القسم.. ومن بعدها ما حصلش حاجة.. ولا حد كلمنا في حاجة لحد فجر رابع يوم العيد الصغير (أكتوبر 2007).. عربيات أمن بالآلالفات ولا لما يكونوا إسرائيليين.. ما ادوناش فرصة.. مسلحين.. وبيقولوا العصيان اللي معاهم بتكهرب.. خرجنا من غير ما ناخد أي حاجة.. دلوقتي بيبنوا فيها محطة ميه.. وبيقولوا ده مشروع جمال مبارك..

يوم الخميس 21 فبراير كانت السيدة سوزان مبارك في حلوان تفتتح قصر ثقافة حلوان.. فذهبت النساء يحملن شكواهن لتقديمها لماما سوزان.. فكان ما كان.. كدمات وجروح وإهانة.. وكسر مضاعف في الكاحل الأيسر للسيدة أميمة سمير جبر يحتاج إلى جراحة وشريحة ومسامير..

السيدة أميمة سمير جبر ترقد الآن في قسم الكسور بالدور الخامس بمستشفى حلوان العام.. قدمت على طلب علاج على نفقة الدولة لكن طلبها، دونا عن كل الطلبات ضاع في ردهات الوزارة!!

تقول

كنا عاوزين نوصل صوتنا لماما سوزان.. اليافطة كان مكتوب عليها يا ماما سوزان هدموا بيوتنا.. واحد من الحرس.. كانوا اتنين لابسين مدني.. قال لي: دا انت بقى زعيمة.. قلت له: لأ، احنا غلابة وهدوا بيوتنا.. جه رئيس حي حلوان، وجيه الدخاخني.. وأخد الشكوى.. قلت له: طيب خد واحدة بس منا تكلمها.. قال لي: انتي متخيلة إن ممكن توصلوا.. دا انتو تتخرموا بالرصاص.. وبعدين قالوا انها خرجت وراحت الرعاية المتكاملة.. جرينا تاني.. منعونا .. قلنا لهم.. احنا مش خطر.. ده احنا حريم وأطفال..

احنا كنا واقفين قدام قصر الثقافة في حلوان.. جه الأمن وعمل كردون.. كنا واقفين بأدب.. قعدوا يزقوا فينا.. قلت له سيبنا احنا ستات.. واحد من الأفندية اللي لابسين مدني قال لي ارجعوا ورا وسلموا صور البطاقة.. ده خلاص الموكب مشي.. فعلا مشينا.. قعدنا على الإسفلت ناكل..

طلعت واحدة ست عندها ييجي 60 سنة وابتدت معانا خناقة من غير أي سبب.. مسكتني من صدري وهزتني جامد وقعدت تزعق لأختي وتقول لها انتي مجنونة.. دافعت عن أختي.. مسكتني من صدري وفجأة شفت اتنين من الأمن.. منهم الراجل اللي أخد مني الشكوى ومعاهم واحد لابس مدني وشايل شومة ونزلوا فينا ضرب.. أنا انضربت بالعصا والجزم بالذات على رجلي.. فجأة لقيت رجلي مش موجودة.. اتتكسرت.. والقدم لفت لورا والضرب نزل على راسي وكتافي.. كلي كدمات..

كان فيه تلات أمناء شرطة واقفين.. استنجدنا بيهم.. ما تدخلوش.. الستات دخلوا نقطة الشرطة (نقطة شرطة الزلزال) وقعدوا يصرخوا انهم ييجوا يوقفوا الضرب.. كان هناك 3 أنفار ردوا عليهم.. قالوا لهم امشوا.. طلبوا يعملوا محضر.. رفضوا.. وما حدش اتحرك يمنع الضرب عنا..

عرفت بعدها ان الناس اللي جريت مسكوهم بعد كام متر وضربوهم تاني ورا كشك العيش.. شرشحة وضرب بالجزم والعصيان الفاظ قذرة..

بعد إصابة السيدة أميمة قام الأهالي باستدعاء سيارة الإسعاف نقلتها وأخريات إلى مستشفى حلوان العام.. وقبل أن تتلقى العلاج كان هناك أمين الشرطة يأخذ أقوالها:

الأول عملوا لي محضر شرطة.. أمين شرطة.. قلت فيه كل حاجة.. الساعة واحدة ونص بالليل جه ياسر الشناوي، ضابط مباحث في قسم حلوان، وعملوا محضر تاني وقعت عليه من غير ما أقراه.. الشيء الغريب إنهم تاني يوم عملوا محضر تالت.. جه محمد فهمي (نائب مأمور قسم حلوان).. سين وجيم.. وأنا مش شايفه بيكتب إيه.. مضيت تاني..

محمد فهمي قال لي عاوزين نخلص الموضوع واتكلم في التيلفون وقال لواحد: الموضوع خلاص وقف.. الموضوع اللي عندك في المحضر التالت.. كان رافض يتكلم معايا.. ويتكلم بس مع حنان.. (اصابة في الوجه والأنف).. وكل ما أحاول اتكلم يقول لي ده انتي بقى الزعيمة وانتي اللي قالبه الدنيا وانتي اللي جايبه الصحفيين.. وبعدين ابتدا يضحك معايا.. بس كان بيهددني.. قال لي: مش انت اللي جوزك كان في العشه بيشرب بانجو مع واحدة ست؟؟.. ما تزعليش.. دا أنا بس بأهزر.. ده انتي تلاقي جوزك دفع ليهم 100 جنيه ووصى عليكي عشان حد يضربك.. اشتكينا في كل حتة.. مافيش فايدة..

يوم 25 فبراير 2008 توجهت كل من السيدات حنان سلامة صديق وفوزية شعبان إبراهيم والهام عويس ونعمات سمير جبر وأمل سلامة صديق وفوزية أحمد محمد وكريمة سلامة وعبير أحمد محمد ومحروسة قاسم نصر وزوج السيدة أميمة سيمر جبر التي ترقد بمستشفى حلوان العام إلى السيد وكيل نيابة حلوان وقدموا بلاغ بما حدث وطلبوا الاستماع إلى أقوالهم .. فما كان من وكيل النيابة إلا أن سأل عن رقم المحضر ورفض الاستماع.. وحال التوجه إلى قسم شرطة حلوان للسؤال عن رقم المحضر سأل أمين الشرطة عن مكان فتحه وتم إبلاغه بأنه تم عمل المحضر بمستشفى حلوان العام فتوجهت النساء والمحامون إلى السويتش للاستعلام عن إشارة المستشفى، وبالسؤال في السويتش اتضح عدم ورود أية إشارة من مستشفى حلوان العام بالواقعة.. بعدها حصل المحامون على رقم المحضر من دفتر وارد القضايا وعادوا به إلى النيابة وبالاستعلام عنه اتضح انه لم يرد إلى النيابة.. فطلبوا مقابلة السيد وكيل النيابة لشرح الموقف وتوضيح الصورة حول امتناع الشرطة عن إثبات أقوال المجني عليهن في المحاضر وكتابة محاضر من وحي خيال رجال الشرطة وإجبار المجني عليهن على التوقيع عليها.. إلا أن وكيل النيابة وبعد الاستماع إلى ذلك من محامي المجني عليهن رفض فتح محضر وسماع أقوالهن وشهادات الشهود متذرعا بعدم ورود محضر الشرطة وتقرير المستشفى.. مخالفا بذلك قواعد قانون الإجراءات الجنائية التي تلزم بتلقي الشكاوى والبلاغات وسماع الأقوال وإثباتها في دفتر العرائض أو دفتر الأحوال حسب كل حالة.

بناء عليه فقد توجه عدد من المحامين ونشطاء حقوق الإنسان من كل من جمعية أنصار العدالة ومركز النديم لتأهيل ضحايا العنف، ومركز هشام مبارك للقانون، ومركز الحق في السكن، ومجموعة المساعدة القانونية يوم 27 فبراير 2008 لتقديم بلاغ للنائب العام بشأن الاعتداء الوحشي علي سيدات من كفر العلو بحلوان لمحاولتهن مقابلة السيدة سوزان مبارك حرم رئيس الجمهورية ورئيس المجلس القومي للمرأة. وقد أمر النائب العام بتحويل الأمر إلى المحامي العام لنيابات جنوب القاهرة الذي كلف رئيس نيابة حوادث جنوب بفتح التحقيق.

في هذه الأثناء لازالت السيدة أميمة تنتظر الموافقة على علاجها على نفقة الدولة، فهي تحتاج إلى جراحة وشريحة تثبيت ومسامير..