12/2004
إعداد الباحث عبد الوهاب صباح حيث يرصد التقرير تسلسل الاجراءات غير القانونيه التي قامت بها سلطات الاحتلال للاستيلاء والسيطره على فندق كليف الذي تعود ملكيته الى عائلة عياد من ابوديس حيث يكشف التقرير بطلان الاجراءات وزيف المسوغات والادعاءات الاسرائيليه التي قامت بها لنزع ملكية الفندق من اصحابه الشرعيين والتي تتناقض في مجملها مع القانون الانساني الدولي ومع الشرعيه الدوليه وحقوق الانسان ومع الرأي الاستشاري لمحكمه العدل الدوليه الصادر في التاسع من تموز عام 2004.
المنسق العام
المحامي على ابوهلال
فندق كليف
مقدمــة تاريخية: كان لتميز الموقع الدور الأكبر في تحفيز السيد نهاد أبو غربية الذي كان يعمل في مجال السياحة آن ذاك (وهو اليوم صاحب ومدير الكلية الإبراهيمية في القدس) لاستئجار المبنى عام 1961،حيث قام بتجهيزه وتوسيعه وببناء طوابق إضافية وتحويله لفندق سياحي، لاستيعاب الأفواج السياحية والحجاج الذين أموا الأماكن المقدسة في القدس من كل أقطار العالم لما تتميز به القدس من خصوصية عند كل الديانات السماوية. تألف الفندق من ثلاث طوابق بمسطح ( 2700) متر مربع ضمت ( 32) غرفه سياحته في المبنى، بالإضافة إلى مخيم في الساحة الخلفية من ارض الفندق باسم (انترنشنال كامب)، وعلى اعتبار أن القدس الشرقية والقرى المجاورة كانت تقع تحت الحكم الأردني توجه السيد نهاد بناء على عقد إيجار موقع مع المرحوم عبد الهادي عياد كمالك إلى الجهة الاردنيه المختصة لاستصدار شهادة التسجيل السياحة للفندق وقد سجل الفندق وحصل على الترخيص المطلوب باسم السيدة نديره زوجة السيد نهاد أبو غربية (شهادة تسجيل الفندق صادرة عن وزارة الاقتصاد الوطني الاردنية بتاريخ 16/1/1961 تسجيل رقم 1470 بمقتصى قانون تسجيل الاسماء التجارية لسنة 1953). في عام 1967 وفي أعقاب حرب حزيران وما ترتب عليها من احتلال إسرائيلي لكامل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، اتخذت السلطات الإسرائيلية وبدافع التوسع والضم قرار بتوحيد شطري مدينة القدس واعتبار المدينة كاملة ضمن حدود الدولة العبرية بحيث قامت بلدية القدس برسم حدود خدماتها لتصل إلى مشارف قرية أبوديس، هذا القرار أوقع فندق كليف والأرض الخاصة به في محاذاة حدود بلدية القدس بحيث ضمت الأراضي والمباني المجاورة للفندق من الجهة الغربية لحدود البلدية وفرضت عليها الضرائب والمستحقات أسوة بباقي المناطق في القدس الشرقية، فيما تم التعامل مع الفندق وفق الأوامر العسكرية الإسرائيلية كباقي أراضي الضفة الغربية على اعتبار أن الأرض والفندق من أراضي ما سمي وفق القانون الإسرائيلي يهودا والسامرة. بعد نهاية الحرب وما ترتب عليها من أوضاع جديدة توجه السيد عبد الهادي عياد إلى السلطة الإسرائيلية المكلفة بمتابعة أوضاع المناطق المحتلة في الضفة الغربية وهي الحاكم العسكري الإسرائيلي لاستصدار ترخيص لمتابعة النشاط السياحي وكانت الجهة المصادقة على منح ترخيص الفندق هو ضابط الحكم العسكري في الضفة الغربية( رخصة الحرف والصناعات رقم 1853,4080/218 تاريخ الصدور 1/1/1971 من قبل قيادة يهودا وشومرون) وليس وزاره السياحة الاسرائيليه كباقي المنشآت السياحية العربية في القدس الشرقية داخل حدود بلدية القدس، وصدر الترخيص باسم المرحوم عبد الهادي عياد، بحيث كان هذا أول اختبار لممارسة السيادة والملكية، خاصة بعد عمليات الضم والاستيلاء الكبيرة التي تعرضت لها الأراضي الفلسطينية بعد الحرب والتي طالت معظم المساحات المخصصة لأغراض الزراعة والامتداد السكاني الطبيعي. الممارسات التي تثبت الملكية: في العام 1978 وهو العام الذي توفي فيها المرحوم عبد الهادي عياد، قام أبناءه على اعتبار أنهم الورثة الشرعيون حسب كل القوانين والتشريعات بإعادة تأهيل المبنى وتجهيزه للعمل كفندق سياحي مرة أخرى وعملوا على تسديد كافة مستحقاته الضريبية ورسوم الترخيص إلى ضابط الحكم العسكري في الضفة الغربية الذي أعطاهم شرعية العمل واستقبال الوفود السياحية من جديد الأمر الذي يعد إقرار أخر للورثة بعدم وجود أي منازع لهم في ملكيته، فيما تم تجديد الترخيص للورثة عنهم الدكتور وليد عبد الهادي عياد (الترخيص صادر عن قيادة منطقة الصفة الغربية صابط القيادة لشؤون السياحة داني شاحاك بتاريخ 16/12/1979 رقم الاشارة للترخيص 6807/م) . بدخول السلطة الوطنية الفلسطينية إلى مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال اتفاق أوسلو، وما ترتب على هذا الاتفاق من تقسيمات لمناطق السيادة والنفوذ، صنفت قرية أبوديس وباقي القرى المجاورة ضمن المنطقة(ب) والتي قسمت السيادة فيها على أساس أن الأمور الأمنية تبقى بأيدي الإسرائيليين بينما تعطى مهمة تسيير الحياة المدنية للسلطة الفلسطينية، بناء على هذا الفهم توجه أبناء المرحوم عبد الهادي عياد إلى وزارة السياحة الفلسطينية لترخيص الفندق دون أي اعتراض من الجانب الإسرائيلي وبالفعل حصل الفندق على الترخيص المطلوب وباشر العمل وتم تسديد كل المستحقات المطلوبة حسب الأصول للجهة المرخصة وذلك في العام 1994، وسارت الأمور بشكل طبيعي ولم يتغير الوضع ولم يبلغ أصحاب الفندق بأي جديد من قبل الإسرائيليين، على الرغم من أعمل الترميم التي شرع بها أصحاب الفندق في العام 1997 وبحكم حقهم في التصرف بالعقار حيث قاموا بإزالة جزء من العقار وإعادة بناءه بغرض التوسع والتحديث واستمرت أعمال الترميم بعد أن قام أصحاب الفندق بإشعار وزارة السياحة الفلسطينية لتجميد الترخيص من خلال طلب قدمه السيد علي عياد للوزارة، إلى أن اندلعت انتفاضة الأقصى وما ترتب عليها من أحداث أدت إلى توقف أعمال الترميم في الفندق لمدة ثلاث أعوام. ما بعد الجدار العنصري الفاصل أثبتت الأحداث اللاحقة والتجارب أن هذا الجدار لا يمكن أن يصنع الأمن بل على العكس فإن وجودة المستفز سيكون محفز على الدوام لزيادة العنف وابتكار الأساليب والوسائل لتجاوزه، فالجدار كواقع كان موجود منذ بداية حرب الخليج الأولى عام 1991 من خلال الحواجز الدائمة حول القدس من كل الاتجاهات والتي حرمت في الماضي السكان من التحرك بحرية لأي أغراض حياتية، ولكنها لم تمنع يوما عملية فدائية أو إستشهادية فقد يحتاج هذا الجدار إلى حماية على اعتبار أن من شيده يدرك تماما أنه لن يكون عصي على من طلب الشهادة في سبيل قضية الوطنية وأن الوسائل متاحة أمام الجميع لتجاوز هذا الوهم، إن هذا الجدار لن يعيق إلا الأطفال وكبار السن والمرضى والنساء، كذلك فإن اعتماد سكان القرى والأحياء المحيطة بالقدس والبالغ تعدادها السكاني قرابة 300 ألف نسمه في العمل ومصدر الرزق كان على مدينة القدس حيث تقدر نسبة العمال ب(23%) بلغت نسبة البطالة منهم 55%وهي مرشحة للزيادة بعد الانتهاء من العمل في الجدار، وهذا هو الهدف الحقيقي لإنشائه بالإضافة إلى النجاح الذي يحققه وببراعة وهو المطلب الصهيوني منذ أن وطأت أقدم الصهاينة على أرض فلسطين هو ضم الأرض والتوسع الاستيطاني فعلى صعيد القدس تمت مصادرة مئات الدنمات من الأرض وعزل أكثر من 300الف مواطن من ضواحي القدس خارج المدينة فيما حجز أكثر من 180 ألف داخلها، فيما جهز مخطط استيطاني واسع كان مبيت منذ سنين داخل القدس الشرقية كانت حصة أبوديس تجمع مكون من 240 وحدة سكنية ستقام على أرض أم الزرازير وخلة عبد التي هي ملك لعائلات من أبوديس مزروعة بأشجار زيتون تم اقتلاع العشرات منها أثناء العمل بالجدار، وقد كانت الخطوة الأولى بان استولى مستوطنون على بيت في خلة عبد وأقاموا فيه تمهيدا للبدء في العمل في مستوطنة أطلقوا عليها اسم جبل صهيون. الهدف الباشر من بناء الجدار الفاصل كان نص القرار الأول الصادر بحق منطقة أم الزرازير من قبل وزارة الدفاع الإسرائيلية رقم 48/03 بتاريخ 12/7/2003 يعلن عن مصادرة 42,5 دونم بطول 912م وعرض 70م كتلة رقم أربع من أم الزرازير وخلة عبد إلى الجنوب الشرقي من الفندق الموقع من قبل موشي كفليوسكي قائد قوات جيش الدفاع في منطقة يهودا والسامرة الذي جاء بالتزامن مع بدء العمل بجدار الفصل العنصري بمثابة ناقوس الخطر لعائلة عياد لقرب الأراضي المصادرة من الفندق، فسرعوا من وتيرة العمل في الترميم على الرغم من الوضع الاقتصادي السيئ لتجنب التدخل الإسرائيلي ما أمكن، ولمحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأرض والمبنى، في الوقت نفسه شرعت جرافات الاحتلال في تجريف الساحة الخلفية للفندق بحجة أن الجدار والطريق الالتفافي سيمران غرب الفندق بحيث يصبح الفندق شرق الجدار مما أتاح لعائلة عياد الحفاظ على الفندق دون الأرض. في شهر أيلول من نفس العام قدم ضابط من الجيش الإسرائيلي عرضا مغريا بتأجير الفندق أو بيعه لوزارة الدفاع الإسرائيلية مهددا الدكتور وليد عياد بأن هناك أساليب أخرى من الممكن اللجوء إليها إذا رفض العرض، كان الرد مباشر بالرفض، فقام الجيش الإسرائيلي بطرد عمال الترميم من الفندق بحجة أن الفندق يقع ضمن حدود القدس(إسرائيل) ولا يحق للعمال بحكم أنهم من الضفة العمل أو التواجد فيه. خيار القضاء في تاريخ 25/4/2004 توجه المحامي محمد بركه إلى المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس لاستصدار أمر مانع مؤقت يمنع قوات الجيش من الاستيلاء على الفندق لحين الحسم في القضية وفعلا صدر قرار من المحكمة يمنع الجيش الإسرائيلي من الاستيلاء على الفندق أو التواجد فيه لكن القرار أنتهك بعد شهر من صدوره وقام الجيش الإسرائيلي باقتحام الفندق وطرد من فيه واستعمله كمعتقل (للمتسللين) إلى القدس من المنطقة الشرقية فيما وضعت نقطة مراقبة ثابتة على سطح الفندق ليتحول الفندق السياحي إلى معتقل توقيف وتحقيق. لم يكن باستطاعة أصحاب الفندق بعد أن تم الاستيلاء على أملاكهم من قبل جيش الاحتلال الاسرائيلي وبعد أن فشلت محاولتهم الأولى في منع سلطات الاحتلال من التصرف بالفندق بموجب قرار المحكمة المركزية الذي تم خرقه من الجيش إلا إعادة الكرة بواسطة محامي إسرائيلي هذه المرة، حيث تم التوجه إلى المحكمة المركزية في القدس وأمام القاضية مريم مزراحي تقدم الدكتور وليد عبد الهادي عياد وأشقائه بواسطة المحامي الإسرائيلي شلومو ليكر ضد حارس أملاك الغائبين ووزارة الدفاع الإسرائيلية مطالبين ب:
|