8/6/2006
لم تتمالك آمال مصطفى محمود ( أم أمل ) الاسيرة الوحيدة المحكومة من الجولان السوري المحتل ، نفسها عندما جاء موعد الافراج عنها اليوم 8/6/2006 من سجن تلموند للنساء بعد قضاء 4 سنوات ونصف من عمرها البالغ 45 عاما فيه ، وما أن داعبت شمس الحرية عيونها الباكية من شدة الفرحة حتى وجدت نفسها بين أحضان إبنها أمل وأختها نوال وأخيها قاسم ، لتذرف دموع الفرحة لأنعتاقها من بين أغلال الاسر وقيود السجانين .
وهذا المشهد المؤثر لم يمنع ” آمال” من التعبير عن حزنها لفراق زميلاتها في الاسر حيث وقفت لتقول : صحيح أن هذه اللحظات لا توصف فالحرية أكبر بكثير من المشاعر ، لكنني بحق أفتقد أخواتي وزميلات قيدي اللواتي تركتهن خلفي يحاصرهن الرعب والقهر والألم اليومي نتيجة سياسات القمع الاسرائيلي التي تمارس ضدهن حيث التفتيش العاري المهين والمعاملة الاستفزازية اللا إنسانية ، والنقص الحاد في الاكل والكانتين ، وحيث الأوضاع الصحية والمعيشية الصعبة رغم وجود العديد من الحالات المرضية والتي منها حالات القرحة وألم الظهر( الديسك) وضيق التنفس وغيرها من الحالات التي تحتاج إلى العناية الطبية والرعاية المتواصلة ، إلا أن إدارة السجن لا زالت تهمل وتماطل في تقديم العلاج اللازم وعلاجها الوحيد هو حبة ” الدكسامول” أو ” “الاكامول” مع كأس الماء وهو دواء لكل داء كما يدّعون .
وتضيف آمال والتي كانت قد أعتقلت بتاريخ 24/12/2001 بعد أن تم إستدعائها إلى مركز تحقيق في مدينة عكا ، تضيف بأن الاسيرات والبالغ عددهن 59 أسيرة في قسم 11 و49 أسيرة في قسم 12 في سجن تلموند للنساء ، يناشدن العالم وكافة المؤسسات الحقوقية والدولية التحرك الفوري لأنهاء معاناتهن ووضع حد للسياسة الاسرائيلية الوحشية التي تمارس ضدهن وبشكل يومي . وحول الاحداث الداخلية الفلسطينية التي تجري في مدينة غزة تقول آمال أنها والاسيرات والاسرى في السجون الاسرائيلية يناشدون القوى والفصائل الفلسطينية بان يتوحدوا ويوقفوا فورا كل مظاهر الفرقة والاقتتال لأنها تسيء إلى وطنيتهم وعادات وتقاليد شعبهم الحر المكافح .
أما إبنها الوحيد ” أمل” ومن شدة فرحته بعناق والدته ، لم يستطع التعبير عن لحظات السعادة التي عاشها أمام بوابة سجن تلموند ، ليكتفي بالقول : ” أن أجمل الامهات أمي ” فما بالكم عندما تكون هذه الام قد عادت إلى فضاء الحب والحنان بعد سنوات من الظلم والحرمان ؟!!!
فيما أكد الاسير المحرر إبن الجولان السوري المحتل أيمن أبو جبل على فرحة أبناء الجولان بنيل إبنتهم ” آمال ” حريتها متمنيا أن تعم الفرحة الكبرى جبال وهضاب الجولان بخروج كل أبنائه من السجون الاسرائيلية خاصة القدامى منهم أمثال بشر وصدقي المقت وسيطان وعاصم وكمال الولي وعباس ووئام عميشه وكميل خاطر والاخوة المعتقلين من قرية الغجر وكل الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون والمعتقلات الاسرائيلية ، مستذكرا مسيرة وبطوله الاسير المرحوم إبن الجولان المحتل المناضل هايل ابوزيد .
وبدورها إستذكرت محامية مانديلا ورئيس مجلس إدارتها الاستاذة بثينة دقماق حضورها مهرجان تكريم الاسرى المحررين ياسر خنجر وأمل عويدات ، واصفة وجودها اليوم في حفل إستقبال الاسيرة المحررة آمال محمود بأنه يدل على عمق التواصل بين أبناء القضية والمعاناة الواحدة ، مطالبة كل المعنيين والمسؤولين في العالم وفي منظمات حقوق الانسان والهيئات الدولية للتحرك الجاد والمسؤول للعمل على إطلاق سراح كافة الاسرى والمعتقلين في السجون الاسرائيلية دون قيد أو شرط أو تمييز .
والجدير بالذكر أن السلطات الاسرائيلية قد إشترطت عملية الافراج عن الاسيرة آمال محمود بأن يتم إخضاعها للاقامة الجبرية من لحظة خروجها من السجن إلى تاريخ 6/9/2006 .