7/10/2006
أكدت محامية مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الاسرى والمعتقلين بثينة دقماق وعقب زيارتها لعدد من الاسرى المعزولين في سجن أيشل بئرالسبع يوم الخميس 5/10/2006 ، أكدت أن إدارات السجون ما زالت تصعد من سياستها في عزل الاسرى في زنازين إنفرادية وهذا مثبت من خلال التزايد في أعداد الاسرى المعزولين ، كما أن هذه الادارات تعزل الاسرى في ظروف صعبة وسيئة جدا وتحرمهم من العديد من الاحتياجات والحقوق خاصة زيارة الاهل ، وأقرب وصف للحالة الاعتقالية للاسرى المعزولين هو أنهم أحياء في قبور مظلمه
ففي سجن أيشل بئر السبع ( قسم 6 مغلق ) تمكنت المحامية دقماق من زيارة كل من الاسرى المعزولين : محمود عيسى من سكان عناتا ، حسن سلامه من سكان غزة ، محمد جابر من قرية كفر نعمة ، إضافة إلى زيارة الاسير موسى دودين في قسم 4 وهو قسم عزل جماعي يحتجز فيه حوالي 54 أسيرا ،وقد أكد الاسير حسن سلامه أن مجموع الاسرى المعزولين في ( قسم 6 مغلق ) بلغ 11 أسيرا بالاضافة له ، وهؤلاء الاسرى هم : محمد جمال النتشه من الخليل ، أسامه العينبوسي من طوباس منصور الشحاتيت من غزة ، منير أبو ربيع ، محمود عيسى من عناتا ، أحمد المغربي من بيت لحم محمد جابر من كفر نعمه هاني شعث من غزة ، محمد أبو سرور من بيت لحم ، إبراهيم شوكه من بيت لحم والذي تم تحويله إلى الاعتقال الاداري بعد أن كان موقوفا على قضية أمنية ، ويتواجد كل أسيرين في زنزانة واحدة ، ويتم إخراج كل أسيرين إلى ساحة الفورة لمدة ساعة واحدة وهم مكبلين باليدين والرجلين ويتم فكهما عند وصولهما إلى الساحة .
كما شكى الاسرى المعزولون من إغلاق حسابات الكانتين الخاصة بهم ، ومن الحرمان من زيارة الاهل لدرجة أن هناك أسرى لم يسمح لهم بزيارة ذويهم منذ ما يزيد عن 4 سنوات ومن هؤلاء الاسير حسن سلامه والاسير محمود عيسى لاسباب أمنية شملت حتى أمهاتهم .
وحول الاوضاع المعيشية للاسرى المعزولين ، أفاد الاسير محمود عيسى المحكوم 3 مؤبدات و45 عاما ومضى على عزله 4 سنوات ، بأن الاسرى المعزولين والاسرى بشكل عام يعيشون ظروفا إعتقالية سيئة وأنهم محرومون من أبسط الحقوق الانسانية والصحية والغذائية ، وهناك فصل تام بين الاسرى المعزولين كل في زنزانته ، وإستهجن عيسى إستمرار عزل الاسرى والقيام بنقلهم من عزل إلى آخر دون أسباب واضحه والاكتفاء بتيرير العزل بأسباب أمنية مجهولة .
وفيما يتعلق بالوضع العام الفلسطيني أكد عيسى أن الاسرى يتابعون بشكل كبير الاحداث في الخارج واصفا أياها بالجرح الاضافي للجراح التي يسببها الاحتلال ويعاني منها الاسرى بشكل عام والمعزولين بشكل خاص ، وكيف يتم تناسي الدماء التي نزفت من أجل فلسطين والتضحيات التي قدمها مئات الالاف من الشهداء والجرحى والاسرى .
وناشد عيسى الجميع للتعالي فوق الخلافات والتفاهات التي لا قيمة لها وضرورة مراعاة حرمة شهر رمضان الكريم والعمل على حقن الدماء الفلسطينية والالتفاف حول القضايا الاساسية ومنها قضية الاسرى ، فالاحتلال لا يفرق بين فتح وحماس ، فالكل تحت المطرقة والكل تحت الاحتلال .
وبدوره أكد الاسير موسى دودين على وحدة الصف الداخلي الفلسطيني معتبرا إنها مطلبا لكل إنسان فلسطيني شريف ، متمنيا أن تكون مصلحة الوطن فوق أي إعتبار آخر .
وطالب دودين كافة الفصائل الفلسطينية العمل على بلورة رؤية سياسية وقواسم مشتركة محذرا من وجود بعض الشخصيات من ذوي الاهداف الشخصية والمحسوبه على السياسه الامريكية والاسرائيلية في المنطقة ، وهذه الشخصيات غير معنية بوجود إتفاق وطني بين حماس وفتح ، كما أكد دودين على وجود ثقه عالية بدور العقلاء في الساحة الفلسطينية وبقادة الفصائل الذين لهم الاحترام والتقدير والمحبة ، ونناشدهم أن يتحملوا مسؤوليتهم الاخلاقية والدينية والوطنية في وقف هذه الفتنه ، فالفتنة نائمة لعن الله موقظها .