1/2/2007

وصف الاسرى في سجون ايشل وهدريم ومستشفى الرملة الاوضاع الفلسطينية الداخلية بألمؤسفة والمخزية في نفس الوقت وأنها أزمة حقيقية تهدد حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية ، وأن المشاهد التي تبثها وسائل الاعلام من عمليات قتل وصدام مسلح وخطف مخجلة جدا وتمس إنسانية ووطنية وطهارة الشعب الفلسطيني المناضل .

سجن أيشل

تمكنت محامية مؤسسة مانديلا لرعاية شؤون الاسرى والمعتقلين بثينة دقماق اليوم الخميس 1/2/2007 من زيارة سجن ايشل بئر السبع حيث قابلت الاسيرين : مسلمة ثابت من قرية رامين قضاء طولكرم و يحيى السنوار من مدينة غزة .

وقد نقل الاسير ثابت عن الاسرى موقفهم الرافض كليا لما يجري من أحداث مؤسفة على الساحة الفلسطينية لا سيما في قطاع غزة ، مناشدا الجميع تغليب لغة الحوار والعقل على لغة الرصاص والقتل والنظر إلى المصالح الوطنية العليا والابتعاد عن الاحتكاكات المسلح وعمليات الخطف المتبادلة ، كما أكد ثابت على حرمة الدم الفلسطيني وقدسيته وضرورة إحترام دماء الشهداء والجرحى وعذابات الاسرى والمعتقلين الذين إزدادت معاناتهم والامهم بسبب تلك المشاهد المخزية من الاقتتال والصراعات الدامية بين الاخوة وأبناء القضية والخندق والهدف الواحد .

فيما إستصرخ الاسير السنوار كافة الاطراف قائلا : لا تقطعوا قلوبنا كل يوم لتكونوا مثل السجانين الذين ينهالون علينا بالعذاب اليومي ويصوبون علينا أسوأ الحقد والقهر ، إننا كأسرى ندعوكم إلى إحترام قداسة الدم الفلسطيني بأعتباره خطا أحمر وأن تسارعوا في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وتعزيز لغة الحوار … نناشدكم أن توقفوا كل مظاهر التوتر والصدام ، وأن تتمسكوا بالثوابت الوطنية فقلوبنا وراء القضبان تتمزق من وحشية وفظاعة تلك المشاهد من الاقتتال الدامي .

ففي الوقت الذي تتنازعون فيه وفي ليلة 15/1/2007 وبينما كنا نحن الاسرى نيام في قسم 4 الذي نحتجز فيه إقتحمت وحدة خاصة من الجنود الملثمين المدججين بالسلاح وإسطوانات الغاز والرصاص المطاطي وبمرافقة كاميرات التصوير سكوننا وغرفنا وأطلقت جام غضبها تجاهنا في غرفة 25 وغرفة 2 لتصيب بجراح ورضوض كل من الاسرى محمد دخان ، يحيى السنوار ، عبد المعطي هنية ، عبد الله الشرباتي ، يوسف سمرين ، محمد أبو سرور ، موسى عكاري ، إسماعيل عفانه ، الذين إصيبوا إصابات مختلفة بالرصاص المطاطي في اليدين والرأس والصدر والفخذ وتم إخراجهم حفاة مكبلين إلى ساحة القسم المكشوفة رغم إصاباتهم ، ليتم فرض العزل عليهم جميعا ووضعهم في قسم للعزل خالي من الحمامات ومن الاغطية والملابس ، كما تم فرض غرامات مالية عليهم تتراوح قيمتها بين 100- 400 شيكل .

وعلى أثر ذلك قمنا نحن الاسرى برفع أكثر من شكوى وصلت إلى عدة هيئات حكومية وقضائية وبرلمانية في إسرائيل طالبنا فيها بمنع دخول وحدات الملثمين إلى الاقسام ليلا ، وعدم إستخدام القوة والرصاص أثناء التفتيش ، والعمل على معالجة الاسرى المصابين فور إصابتهم ، وتوفيرالاغطية والملابس للاسرى الذين تم عزلهم وإلغاء الغرامات المالية التي تم فرضها عليهم .

سجن هدريم

ففي سجن هدريم وأثناء زيارة محامية مانديلا بثينة دقماق لعدد من الاسرى فيه وهم : الامين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات ، عباس السيد من مدينة طولكرم ، بسام أبو عكر من بيت لحم ، الاسير الاردني سلطان العجلوني ، الاسير عبد الكريم عويس من مدينة جنين .

وأثناء الزيارة أكد أحمد سعدات أن الاسرى يستهجنون ويستنكرون تجاوز الخطوط الحمراء في حل إشكاليات الوضع الداخلي الفلسطيني وتغليب منطق الصراع على الوحدة ، ويناشدون جماهير شعبنا بأخذ دورها بكل الفعاليات الممكنه للضغط على أطراف الصراع لتغليب لغة الحوار الديمقراطي على لغة الاقتتال والاحتراب وإنتهاك حرمة الدم الفلسطيني وطهارة سلاحه ، والعمل على التسريع بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية بأعتبارها ضرورة وطنية داخلية لصيانة تضحيات شعبنا وتعزيز إنجازاته النضالية وأهدافه الوطنية ، كما طالب سعدات بأن يتم إستكمال الخطوات المتعلقة بأعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية .

فيما وصف القيادي في حركة حماس عباس السيد الاوضاع الفلسطينية الحالية بأنها أوضاع مؤسفة والاحداث المتصاعدة فيها تهدد حاضر ومستقبل القضية الفلسطينية ولا حل إلا بالاتفاق ومواجهة الحصار والضغوطات الخارجية مجتمعة من خلال التسلح بالوحدة الوطنية التي خدشتها هذه الاحداث كثيرا ، وأملنا بأت تكون المبادرات من الاخوة الاشقاء السعوديين وغيرهم تحمل في طياتها أمل حقيقي للشعب الفلسطيني ، وأنه ما لم تتفق حماس وفتح تحديدا ويتم تشكيل حكومة وحدة وطنية من الجميع على أساس وثيقة الوفاق الوطني التي أجمعت عليها الفصائل ووقعت في غزة بتاريخ 27/6/2006 ، فأننا وللاسف الشديد نقف أمام مجهول وقطعا مجهول مظلم .

أما الاسير بسام أبو عكر فقد عبر عن الاستياء الشديد حول ما يجري من سفك دماء وعنف بين أبناء الشعب الواحد خلال مرحلة تحرر وطني ما زال الاحتلال فيها يسيطر على كل جوانب ومناحي الحياة ويقتل ويغتال ويعتقل ويصادر الاراضي ويستهدف المقدسات ، وانه لشيء مخجل ومؤسف أن تصل حالتنا إلى هذا الضياع وكأننا نحيي النكبة الاولى ونشاهد آلامها من جديد ، الاسرى يناشدون العقلاء والشرفاء والاطهار بأن يبتعد شعبنا عن شبح الاقتتال وهذا الرعب وهذا الارهاب الذي لم نعهده ولم نشاهده ولم نتوقعه في يوم من الايام ، كنا نتوقع أن تتصلب جبهتنا وتتماسك وتترابط لنبذل كل الجهود لانجاز مرحلة التحرر الوطني والانعتاق من الاحتلال وتسود لغة الحوار والمحبة والتفاهم والنقاش على أرضية مصالح شعبنا الوطنية وليس الاقتتال على وهم وسراب السلطة .

وبدوره دعا الاسير عبد الكريم عويس المحكوم خمس مؤبدات و20 سنة إلى الاستجابة لنداءات الاسرى المتكررة والتي طالبوا فيها بوقف مهزلة الصراعات الداخلية وجرائم القتل والخطف المدمرة ، فالاسرى بات همهم الوحيد هو المساعدة رغم القهر والسجن والمعاناة في وقف نزيف الدماء والعودة إلى الحوار والوحدة الوطنية ، الاسرى يواجهون القمع والظلم والحرمان من زيارة الاهالي وإحتضان الابناء فيما يواجه شعبنا بنيران الاقتتال الداخلي والفلتان الامني .

وقد إشتكى الاسير عويس من قيام ادارة السجن بمنع أطفاله الصغار من الدخول إليه لاحتضانهم ومعانقتهم لاسباب أمنية علما أن ذلك مسموح وغير ممنوع ، إضافة إلى قيام الادارة أيضا بنقل أخيه الاسير حسان من سجن هدريم إلى سجن شطة مع العلم أنه أيضا مسموح بتجميع الاخوة مع بعضهم بنفس القسم والسجن .

مستشفى سجن الرملة

وفي مستشفى سجن الرملة تمكن المحامي إبراهيم محاجنة من زيارة كل من الاسرى المرضى : علاء حسونة من مدينة الخليل ويعاني من مرض القلب وضعف في عضلة القلب وأجريت له عملية قلب مفتوح وأنه في آخر فحص طبي له إتضح بأن القلب لايعمل إلا بنسبة 20% ، قاسم غالب عياد من السيلة الحارثية والذي يعاني من وجود عدة إصابات بالرصاص في يده ورجله وأمعائه وتم إجراء عملية جراحية له بعد أكثر من سنتين من إعتقاله لتسكير الامعاء لديه ، الاسيرربيع علي من قرية إسكاكا قضاء سلفيت ويعاني من شلل في الجزء السفلي من جسمه نتيجة تعرضه للاصابة بالرصاص في ظهره خلال إعتقاله ولا يستطيع التحرك إلا بأستخدام الكرسي المتحرك.

وقد أفاد هؤلاء الاسرى للمحامي محاجنة ، أن الطعام المقدم لهم كمرضى سيء وغير مناسب لهم وكميته قليلة وأن إدارة المستشفى لا تتعامل معهم كأسرى مرضى يجب العناية بهم وتقديم الرعاية الصحية لهم وانها تماطل في إجراء العمليات الجراحية لهم ، وأن الاسرى في المستشفى وعلى الرغم من سوء أوضاعهم ومرارة أوجاعهم الصحية يعيشون بمرارة وألم الاوضاع الفلسطينية بالخارج ويناشدون الجميع لاحترام عذابات الاسرى وتقدير تضحيات الشهداء والجرحى بوقف كل أشكال الاقتتال والاشتباكات المسلحة ويكفي شعبنا ما يمر به من حصار وجرائم قتل وإغتيال وإعتقال من قبل الاحتلال الاسرائيلي .

سجن هلكدار

وفي سجن هلكدار منعت إدارة السجن المحامية دقماق اليوم الخميس 1/2/2007 من زيارة عدد من الاسرى فيه بحجة وجود حالة طواريء داخل السجن علما أنه تم التنسيق للزيارة مسبقا ويوجد موافقة عليها والاسرى الذين كانت تنوي زيارتهم : صالح السبتي ، ثائر حامد ، إياد أبو حسنه ، عبدالله البرغوثي ، رائد الشيخ ، عميد الخطيب ، نضال زلوم ، معتز حجازي ، محمد عبد ربه .

وعلى أثر تدهور الاوضاع الاعتقالية للاسرى والاسيرات في السجون والمعتقلات الاسرائيلية وفي سياق الحملة المسعورة التي تشنها إدارات السجون بحقهم ، فأن مؤسسة مانديلا تطالب القوى الوطنية الفلسطينية ومؤسستي الرئاسة والحكومة لوضع حد لمظاهر الاقتتال والصراع الحاصل على الساحة الفلسطينية والعمل على تعزيز لغة التفاهم والحوار ، والاهتمام بمصالح وقضايا الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها قضية الاسرى والمعتقلين في السجون والمعتقلات الاسرائيلية .

إنتهى