25/11/2007

قال النائب عيسى قراقع مقرر لجنة الأسرى في المجلس التشريعي أن الاسرائيليين عاجلاً أم آجلاً سيفاوضون الأسرى وبالتحديد مروان البرغوثي وأن حتمية التاريخ تشير دائماً أن المحتلين سيجبرون في يوم ما على مفاوضة المعتقلين وخاصة ان تأثير الأسرى على المعادلة السياسية كبير جداً وبدون ذلك لا تحصل أي تسويات سياسية. جاء ذلك في حديث قراقع مع وفد برتغالي زار محافظة بيت لحم وهم مجموعة من المحامين ورجال الاعمال والنشطاء في حقوق الانسان…وأشار قراقع معلقاً على قائمة الافراجات الأخيرة التي نشرتها حكومة اسرائيل بأنها هروب من الحقيقة، وان الاسرائيليين يدركون تماماً ان قضية الأسرى هي حجر الزاوية في الصراع لأنها قضية الحرية، وازالة السجون وتحرير الأسرى هو الدليل العملي على السلام الجدي وانهاء المعاناة.ورد قراقع عن سؤال يتعلق باسم البرغوثي الغائب عن الأسماء بقوله على الرغم من قناعة الاسرائيليين وقيادتهم أنه بدون تحرير البرغوثي كقائد شعبي ومؤثر في مجريات الحياة السياسية لن يحصل أي تقدم ويبدو ان العقل الاسرائيلي حتى الآن لم يتعلم من التجارب السابقة، فالأسرى هم الذين اشعلوا الانتفاضة الاولى وقيادات الأسرى المحررين لعبوا دوراً في قلب الطاولة واشعلوا انتفاضة الحجارة التي ارغمت اسرائيل فيما بعد بالقبول بالاعتراف بـ م.ت.ف وبحقوق الشعب الفلسطيني.وأشار ان البرغوثي هو الخلية الأصلب في الدفاع عن شرعية ونضال الشعب الفلسطيني بما يرمز اليه من معاني الصمود والبطولة والحكمة في ادارة الصراع وما له من تأثير هائل واحترام كبير في صفوف الشعب الفلسطيني.

ولا زال البرغوثي الذي زاره معظم المسؤولين الفلسطينيين وحتى الاسرائيليين وأعضاء كنيست عرب هو الرقم الأصعب الذي لا يمكن تجاهله، وموقف البرغوثي السياسي له وزن كبير وهو لا زال يفاوض رغم اعتقاله ويحاور الاسرائيليين على قاعدة زوال الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.وشرح قراقع للوفد البرتغالي أن البرغوثي يمثل أجيالاً فلسطينية ولدت في ظل الاحتلال وعانت من ويلاته وملاحقاته، وأن البرغوثي أول الذين أدركوا ان الاسرائيليين لا يريدون سلاماً جدياً مع الشعب الفلسطيني وانما يريدون سلام العبيد والردع والسيطرة على الرغم من أنه من أكثر القيادات البرغماتية التي التقت بالاسرائيليين على مختلف الوانهم السياسية في محاولة لاقناعهم ان استمرار احتلال شعب آخر لا يحقق السلام والأمن للاسرائيليين…وأوضح قراقع ان البرغوثي الذي اعتقل في نيسان 2002 تعرض لتحقيق طويل وقاس استمر مائة يوم وعزل انفرادي لمدة عامين كان الاجرا في مخاطبة الاسرائيليين داخل قاعة المحكمة عندما رفض الاعتراف بشرعية المحكمة وقوانينها واعتبرها اداة للاحتلال…

وان رفع يديه المكبلتين بالحديد الى الاعلى وتحولت الى رمز الصمود والتمرد على المحتلين حيث علقت صوره في كافة مؤسسات وشوارع فلسطين تحولت الى رمز النضال الانساني العالمي عندما طبعت صوره على القمصان والشعارات المختلفة واذا كانت حكومة جنوب افريقيا العنصرية قد اضطرت بعد 28 عام من الحوار مع نيلسون مانديلا في زنزانته فانني ارى ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي ستفاوض البرغوثي في زنزانته رقم 28 في سجن هداريم.وتحدث قراقع ان كافة الاحداث السياسية منذ عام 2002 كان اسم مروان البرغوثي هم الاسم السياسي اللامع والذي اقتحم الاحداث بفضل التأييد الجماهيري واحترام الناس لمواقفه ورؤيته السياسية.

فلم يمنع السجن البرغوثي من التفاوض مع حماس لعقد هدنة عام 2003 ومن الاتفاق مع كافة التنظيمات على وثيقة الاسرى التي أصبحت وثيقة الوفاق الوطني وقاعدة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ولم يمنعه السجن من خوض الانتخابات التشريعية والمنافسة بجدارة والنجاح ممثلاً رؤية وتجربة حظيت بكل تقدير من الشارع الفلسطيني.وقال قراقع: ان البرغوثي يؤمن بمعادلة المقاومة والتفاوض كخطان متوازيان في ظل الاحتلال، وان فشل المفاوضات والاتفاقيات لا تثني الشعب الفلطسني عن استمرار المقاومة لان الشعب الفلسطيني يريد الحرية والاستقلال والعيش بكرامة كبقية شعوب الارض ولا يسعى الى تدمير دولة اسرائيل.ويعتقد البرغوثي ان استهتار حكومة اسرائيل بملف الأسرى واستخدام أساليب القمع ضدهم بما ينتهك القانون الدولي والانساني، وكذلك استمرار فرض شروط عنصرية سياسية وامنية على عملية اطلاق سراحهم لن تؤدي الى اي انفراج او تسوية عادلة بل تزيد من مستوى الاحتقان والكراهية والتوتر.وقال قراقع: البرغوثي يراقب بدقة كافة التحضيرات لمؤتمر انابوليس القادم وهو غير متفائل امام استمرار فرض الاحتلال حقائق مخيفة على ارض الواقع واستمرار مواقفها الرافضة للحل العادل المستند الى الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة ولكنه يعتبر انابوليس محطة تفاوض تشبه المعركة والمهم هو أن لا نتنازل عن حقوقنا الشرعية والثابتة وعلينا أن نجند هذا الزخم الدولي لصالح قضيتنا الوطنية وفضح سياسيات الاحتلال.وكشف قراقع عن رسالة من البرغوثي يؤكد فيها أهمية عدم التنازل عن اطلاق سراح 400 أسير يقضون سنوات طويلة في السجون زادت عن ربع قرن ومعتقلين اما قبل عام 1994 ويعتبر البرغوثي ان ذلك هو الحد الادنى لقياس مدى النوايا الاسرائيلية اتجاه الاسرى وكسر الفيتو الاسرائيلي بالافراج عن الاحكام العالية وقال في رسالته هؤلاء الاسرى واستمرار بقائهم في السجون علامة سوداء في وجه العدالة والسلام في المنطقة بل وفي وجه الضمير الانساني..وشرح قراقع ان الرغوثي يقرأ كثيراً في السجن ويتابع ما ينشر في الصحافة الاسرائيلية معتبراً أنه لا يوجد قائد وزعيم جريء في اسرائيل ليتخذ قراراًَ شجاعاً بانهاء الاحتلال.

وتنبأ قراقع ان الموجة القادمة اذا ما فشل مؤتمر انابوليس ستأتي من داخل السجون، هناك غضب وتوتر وقلق وشعور بالمهانة لدى قطاع كبير ضحى بسنوات عمره من أجل الحرية والاستقلال…على الاسرائيليين أن لا يغمضوا أعينهم عن حقيقة ما يمثله الاسرى ومروان البرغوثي فالمسافة لا زالت واسعة بين الجلاد وأصحاب الحرية وما بينهما تدور الحرب.لا يوجد شيء نخسره يقول البرغوثي في رسالته بل لا بوجد شيء لم يحصل لنا، تدمير وحواجز وجدار وكانتونات ومستوطنات واعتقالات وقتل يومي وحصار متواصل حتى رموزنا وقياداتنا السياسية اصبحوا داخل السجن من احمد سعدات حتى نواب التشريعي.وكان اكثر ما أقلق مروان البرغوثي هو انقلاب حماس في قطاع غزة، واعتبر الانقلاب طعنة سامة لوثيقة الوفاق الوطني وللوحدة الوطنية وخطر كبير على النظام السياسي الفلسطيني والمشروع الوطني… وهو ما زال يطالب قيادة حماس بالتراجع عن الانقلاب وتداعياته وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية مذكراً دائماً أننا جميعاً لا زلنا تحت الاحتلال تناقضنا الرئيسي وهو القاسم المشترك الذي يمكن ان نتفق ببرنامج وطني حوله ولا يوجد أهم من هدف دحر الاحتلال أولا.