03/05/2008
نادي الأسير يناشد لاتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون انتشار الفايروس والمطالبة بإخلاء مشفى الرملة
قامت محامية نادي الأسير الفلسطيني بزيارة إلى سجن مراش (مستشفى الرملة) بتاريخ 30/4/2008، والتقت خلال الزيارة بعدد من الأسرى الذين يقبعون في المستشفى نتيجة للامراض المختلفة التي يعانون منها، حيث التقت المحامية بالأسير (ع.أ) من القدس، وهو ممثل الأسرى في المستشفى، وفي افادة هامة جداً للأسير قال للمحامية
ان هناك مشكلة في غاية الخطورة يعاني منها الأسرى في المستشفى الا وهي انتشار جرثومة في الدم خطيرة جدا ومعدية، وقد اصيب بها حتى الان اثنان من الأسرى، ولم تقدم لهم الإدارة أي علاج بل قامت بعزلهم، وذكر الأسير ان احد الأسرى الذي اصيب بهذه الجرثومة هو الأسير (ر.ر) وقد تبين وجود الجرثومة في دم الأسير بنسبة عشرة الاف، ووصلت في احد الفترات إلى خمسة وعشرون الف، وقد أفاد الاخصائيون الذين احضرتهم إدارة المستشفى ان هذا المرض خطير جدا ومعدي وان أي انسان يعاني من جرح في جسمه فان احتمالية اصابته بالعدوى كبيرة جدا، كذلك الانسان المريض لا يوجد في جسمه مقاومة أيضا وامكانية اصابته بهذه العدوى أيضا كبير جدا، وتنبع المشكلة بان جميع الأسرى الموجودين في المستشفى مصابين ومجروحين واجسامهم عرضة كبيرة للاصابة بهذه العدوى، كما أفاد الاطباء انه لا يمكن القضاء على هذه الجرثومة كون علاجها غير موجود في اسرائيل.
وقد ابدى الأسير (ع.أ) قلقه الشديد حول خطورة الوضع الذي يمر به الأسرى المرضى في مستشفى الرملة واشار إلى ان انتشار هذا المرض قد يودي بحياة العديد من الأسرى اذا لم يتم السيطرة عليه واستمرار إدارة السجن في تجاهله واهماله علما بأنها لم تقم بأي خطوة من شأنها الاحاطة بهذا المرض والقضاء عليه سوى عزل الأسرى المصابين بالمرض. واضاف المحامي ان ما يزيد الوضع صعوبة ان الأسير (ر.ر) هو اصلا مصاب بالشلل ومقعد على كرسي وهو بحاجة لمن يساعده على القيام باموره فالاسرى كانوا يساعدوه على الاستحمام وغير ذلك، فهو لا يستطيع القيام باي شيء لخدمة نفسه فكيف يمكنه تدبر امره في العزل!؟.
اما الأسير الثاني المصاب بهذا المرض فهو الأسير (أ.أ) من رام الله، وهو مصاب برجله وجرحه مفتوح، والجرثومة منتشرة في دمه ووضعه خطير جدا. وقد اكد الأسير (ع.أ) ان الاسيران المصابان بالجرثومة موجودان في غرف العزل (الحجر) وان الإدارة لا تقدم لهما أي دواء كون علاج هذه الجرثومة غير موجود في اسرائيل، ولان علاجها يستدعي وجود (انتبيوتك) قوي جدا وهو غير موجود، مما جعل الجو العام في المستشفى سيء للغاية، وجميع الأسرى منزعجون جدا من الوضع الخطير والحرج الذي يهدد حياتهم جميعا. واضاف الأسير ان الأسير (م.ر) مصاب بسرطان الامعاء وقد اجريت له عملية جراحية استأصلت خلالها اجزاء كبيرة من امعائه ووضع له كيس للبراز ومن المفترض البدء معه بالعلاج الكيماوي وقد نزل وزنه حوالي 30 كيلو ووضعه في غاية الخطورة.
كما التقى المحامي بالأسير (م.غ) من جنين، وافاد بأنه لا زال يعاني من الوضع الصحي السيء ولم يطرأ عليه أي تحسن يذكر سوى ان الامه خفت بسبب الكورتزون الذي يتناوله كعلاج لمرضه وهو يعاني من جرثومة في الدم والطبيب يخبره ان هذه الجرثومة سببها وراثي وهي في الجينات مع العلم ان الأسير قبل السجن لم يكن يعاني من اية أمراض، وذكر الأسير انه اثناء وجوده في سجن هداريم خرج إلى عيادة الاسنان وبعد ان خرج من عند الطبيب بدأ معه التهاب حاد في فمه وهو يعتقد ان سبب مرضه ومشاكله الصحية والالتهابات التي يعاني منها بدأت من عيادة الاسنان في السجن وبسبب عدم تلقيه العلاج المناسب زادت حالته سوءا حتى وصل إلى ما هو عليه، وكان الأسير قد نقل قبل شهر إلى فحص العيون وتبين هناك ان الشبكية قد ضربت في عينه الشمال والعين اليمنى يستطيع ان يرى فيها على بعد 2.30 متر. وايضا التقى المحامي بالأسير (ب.ج) من طولكرم، ويذكر ان الأسير كان يعاني قبل اعتقاله من مرض القلب وقد زاد وضعه سوءا منذ اعتقاله حيث يعاني الان من عدة أمراض منها حصوة في الكلى ونزول دم مع البول واستفراغ مع نزول دم وتسكير شرايين، وعضلة القلب ضعيفة.
كذلك التقى المحامي بالأسير (م.ع) من الخليل وكان الأسير قد اصيب بثلاث رصاصات في رجليه، وفي المستشفى اجري له ثلاث عمليات ووضع له عظم اصطناعي في رجله الشمال وبلاتين. كما وحاولت المحامية الالتقاء بالأسير القاصر (ص.ر) من بيت ريما/ رام الله، الا ان الأسير وبسبب سوء وضعه الصحي وحاجته إلى العلاج لم يستطع النزول للقاء المحامية، ويبلغ عمر الأسير (17 عاما)، وهو مصاب جراء انفجار قنبلة في يده فتم نقله الى مستشفى رام الله لتلقي العلاج، الا ان المستشفى لم تستطع تقديم العلاج اللازم له مما استدعى نقله إلى مستشفى هداسا، واثناء نقله تم ايقاف الأسير المصاب على حاجز اسرائيلي، وقام الجنود باعتقاله بعد رؤيتهم لاصابته، ونقلوه إلى مستشفى الرملة وهو الان يتلقى العلاج في المستشفى وحالته مستقرة.وقد أفادت المحامية ان الإدارة الجديدة التي استلمت سجن مستشفى الرملة (إدارة نيتسان) تعاملها صعب جدا وهي تحاول اخفاء جرائمها تجاه الأسرى واهمالها لامراضهم ووجود فايروس يفتك بالأسرى داخل المشفى، من خلال منع المحامين من زيارة الأسرى المرضى، حيث كان من المفروض ان يتم التنسيق لزيارة المحامين من قبل ضابطة الأسرى والتي خرجت لاجازة من قبل فترة العيد، وطوال هذه الفترة والمحامية ترسل بتنسيقات وحتى تاريخ 29/4/2008 تمكنت من التنسيق لزيارة اليوم التالي مع ضابط الامن الذي اعطى الموافقة كحالة استثنائية كونه غير مسؤول عن اعطاء الاذن بالزيارة، ولكن لان المحامي يحاول التنسيق للزيارة منذ فترة طويلة اعطاه الضابط الاذن بالزيارة ولم يسمح له سوى بلقاء اربعة أسرى فقط..
هذا وقد حذر نادي الأسير الفلسطيني من خطورة الوضع المتردي والمتفاقم في مسلخ مشفى سجن الرملة الذي بات مكانا لاقتصاص إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية من المقاومة الفلسطينية.. وخاطب نادي الأسير كل من سيادة دولة الرئيس أبو مازن ودولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور سلام فياض ومعالي ووزير الصحة الفلسطينية ومعالي وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية ولجان الصليب الأحمر الدولية ومناهضة التعذيب الإسرائيلية وأطباء لحقوق الإنسان الإسرائيلية لضرورة التدخل الفوري والعاجل لمنع استشهاد الأسرى داخل سجن مشفى الرملة ومخاطبة الجهات الإسرائيلية المعنية لاتخاذ التدابير اللازمة للحيلولة دون انتشار الفايروس والمطالبة بإخلاء مشفى الرملة ونقل الأسرى المرضى من هناك لمستشفى لائق صحيا تتوفر فيه المعايير الصحية والدولية اللازمة لضمان العلاج.ويناشد نادي الأسير كافة المؤسسات الحقوقية والضمائر الحية في الدول العربية والغربية للتدخل لوقف سياسات الاحتلال الإسرائيلي في قتل أبنائنا داخل السجون الإسرائيلية وحسبنا خسارتنا لـ 195 أسيرا شهيدا داخل السجون من أبناء الحركة الوطنية الأسيرة منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي لأراضينا الفلسطينية.