4 نوفمبر / تشرين الثاني 2009
تقرير – فلسطين
المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية( مدى)
(آيفكس/ المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية( مدى))- شهد شهر تشرين أول 2009 انتهاكات مقلقة للحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) العديد من الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين خاصة في مدينتي القدس والخليل من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تم الاعتداء على مراسلة ومصورة القدس نت ديالا جويحان، مراسلة الشبكة الإخبارية الفلسطينية (PNN) ميس أبو غزالة، مصور الاسوشيتدبرس محفوظ محمد أبو ترك ، كما تم الاعتداء على المصورين الصحفيين عبد الحافظ وناجح الهشلمون, كما اعتقلت الصحفي إياد سرور من مركز يافا للإعلام، في مدينة الخليل, بالإضافة لقيام أفراد من قوات الاحتلال الإسرائيلي بالتنكر بزي مصورين صحفيين في حي رأس العامود بمدينة القدس، ومنع طاقم الجزيرة من دخول القدس .
وفي الجانب الفلسطيني، اعتدت الشرطة الفلسطينية على مراسل فضائية القدس أيمن سلامة في مدينة خانيونس، واعتقل جهاز المخابرات الفلسطينية الصحفي صدقي موسى في مدينة نابلس، وتم الاعتداء على الصحفيين فايز أبو وبسام أبو عون، من قبل مواطنين فلسطينيين في غزة, كما أصيب المصور الصحفي عطا عويسات بحجر قذفه شاب فلسطيني في مدينة القدس.
من جهة أخرى فان مركز مدى يعبر عن قلقه من تجدد حملات التحريض ضد قناة الجزيرة على خلفية بث نشيد فلسطيني محرف (كان موطني)، علما أن حملات التحريض ضد وسائل إعلامية قد تؤدي إلى الاعتداء على مكاتبها أو طواقمها، كما حدث أكثر من مرة في السابق.
إن مركز مدى إذ يعرب عن استنكاره الشديد للاعتداءات على الصحفيين، خاصة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، والتي تعتبر خرقا فظا لحرية التعبير المكفولة في القوانين والمواثيق الدولية، وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فانه يطالب المجتمع الدولي بالضغط على حكومة إسرائيل لوقف اعتداءاتها على الصحفيين.
لقد احتلت الأراضي الفلسطينية مرتبة متدنية جدا في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لعام 2009، الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود مؤخرا (المرتبة 161 من أصل 175) ، ان احتلال فلسطين تلك المرتبة يعد مؤشراً خطيراً ومقلقا لواقع الحريات الإعلامية في فلسطين. ويعزي هذا التصنيف الذي يعتبر أفضل قليلا من العام الماضي(المرتبة 163 من أصل 173 ) إلى مواصلة قوات الاحتلال الإسرائيلي والأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة لاعتداءاتها الكثيرة والخطيرة على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية.
تفاصيل الانتهاكات
(3/10) – الاعتداء على مصور فلسطينيو 48 عبد الله فتحي زيدان، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس، وأفاد زيدان أنه تعرض للضرب على وجهه من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي عندما كان يصوّر في المسجد الأقصى. وأضاف زيدان: ” أنه عند حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحاً بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالهجوم على المعتصمين داخل المسجد الأقصى فهرب قسم منهم إلى الخارج وبقي القسم الآخر مع الشيخ كمال الخطيب، وأثناء الهجوم على المعتصمين قام أحد الجنود وضريني على وجهي فسال الدم وتورم وجهي.”
(8/10) – منع طاقم الجزيرة ( المراسل وليد العمري – المصور مجيد الصفدي – مساعد المصور عبد الناصر دعيرات) من دخول مدينة القدس عند حاجز حزما العسكري شمال مدينة القدس, وأفاد العمري الذي يشغل أيضا مدير مكتب الجزيرة في القدس أن جنود الاحتلال على الحاجز بالقرب من قرية حزما قاموا بإيقاف الطاقم واحتجاز هوياتهم ومنع المصور من التصوير, وأضاف العمري: ” اعتقدنا ان المقصود منع جميع الفلسطينيين من مواطني إسرائيل وكذلك الصحفيين العرب والأجانب من الدخول لمدينة القدس, إلا أننا لاحظنا أنهم كانوا يسمحون لهم بالمرور في حين تم منعنا لمدة حوالي ساعتين، حيث كان من الواضح ان المقصود بالمنع هو طاقم الجزيرة فقط”.
وكان طاقم الجزيرة متجها الى مدينة القدس لتغطية الأحداث التي كان يشهدها المسجد الأقصى, حيث كانت قوات الاحتلال تحاصره وتمنع دخول المصلين إليه.
(9/10)- تنكر قوات الاحتلال في زي مصورين صحفيين في حي رأس العامود بمدينة القدس، وقال عوض عوض رئيس لجنة المصورين الصحفيين الفلسطينيين، إن مجموعة من المواطنين أكدوا انخراط عدد من المستعربين، في وسط المتظاهرين الفلسطينيين المحتجين على الممارسات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى يومي الخميس والجمعة (8-9/10)، وهم يتنكرون بزي مصورين صحفيين ويحملون كاميرات، وقاموا باعتقال عدد من الشبان.
(10/10) – الاعتداء على مراسل فضائية القدس أيمن محمد سلامة(35) من قبل الشرطة الفلسطينية في مدينة خانيونس، وأفاد سلامة انه حدثت مشادات بين مجموعة من المواطنين والشرطة التي كانت تقوم بإزالة التعديات على الشارع العام من قبل بعض المواطنين, فذهب ليتحرى الأمر لكي يخبر مكتب فضائية القدس إذا أرادوا تغطية الحدث، إلا أن احد أفراد الشرطة منعه من دخول المنطقة فاخبره انه صحفي فصوب سلاحه نحوه، فحدثت مشادة كلامية بينهما. وتابع سلامة قائلا: ” حضر شرطي آخر وبدون أن يعرف على ماذا نتجادل قام بضربي بهراوته، رغم أنني أخبرته بأنني صحفي والجهة التي اعمل معها, ثم تدخل عدد من المواطنين وقاموا بنقلي للمستشفى حيث كنت أعاني من رضوض في يدي اليسرى وساقي اليسرى, ثم توجهت إلى مركز الشرطة وتقدمت بشكوى ضد الشرطي الذي ضربني , فقاموا باعتقاله وأطلق سراحه بعد يومين قبل أن تتم مراسم الصلح.”
(10/10) – الاعتداء على مراسل جريدة الأيام فايز شكري أبو عون(49) عاما، والمدير التنفيذي لإذاعة صوت الشعب بسام سعيد أبو عون (47)، من قبل مواطنين أثناء تغطيتهم لاعتصام مجموعة من المواطنين في المنطقة المقابلة لجامعة الأقصى بغزة، احتجاجا على قيام البلدية بهدم محلاتهم التجارية غير المرخصة. وأفاد فايز أبو عون” لقد سمعنا بوجود اعتصام في منطقة احتجاجا على قيام البلدية بهدم بعض المحالات التجارية هناك. وعندما ذهبنا إلى المنطقة لتغطية الحدث، اخبرني عدد من المواطنين عن اعتقال ثلاثة من أبنائهم من قبل الشرطة المقالة.
فسجلت ملاحظاتي ودوّنت رقم هاتفه على ورقة. فاقترب مني مواطن أخر وحاول اخذ الورقة مني فتوجهت الى السيارة فلحق بي إلى هناك وحاول مجددا اخذ الورقة بالقوة لكني رفضت فقام بضربي على الجهة اليمنى من راسي ،وتجمع عدد كبير من المواطنين حوالي عشرين شخصا وقاموا ستة منهم بالمشاركة في الاعتداء علينا وعلى السيارة .
وأضاف بعد تعرضنا للضرب ذهبنا إلى مستشفى الشفاء لتلقي العلاج اللازم، ومن ثم ذهبنا إلى مركز الشرطة للتبليغ عنهم، وكانت المفاجأة عندما شاهدنا المعتدي الرئيسي يشتكي للشرطة، ويزعم أننا نكتب تقارير ونرسلها إلى جهات فتحاوية في الضفة. وختم أبو عون: لحسن الحظ لقد أجريت اتصالات مع عدد من الزملاء الصحفيين ومن المكتب الإعلامي الحكومي، الذين أكدوا للشرطة على مهنيتي وبأنني صحفي مستقل واعمل منذ 18 عاما في الصحافة، فاقتنعوا بشكواي وقاموا باعتقال المعتدي.
(15/10)- اعتقال مدير مكتب يافا للإعلام إياد شعبان سرور(36عاما)، من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة الخليل, وأفادت والدته أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بدق باب بيتهم في حوالي الساعة الواحدة والنصف صباحا وطلبوا من جميع أفراد العائلة الخروج من المنزل، ” قمنا بإيقاظ إياد الذي كان نائما وطلبنا منه الخروج معنا من البيت وفور خروجه قاموا باعتقاله وتقييد يديه, ثم اقتادوه معهم إلى جهة مجهولة, وقد علمنا بعد ذلك انه تم نقله إلى معتقل عوفر بالقرب من رام الله، ولم يسمحوا لنا بزيارته”, يذكر أن سرور قد اعتقل من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية في 14/10/2008 وأفرج عنه في التاسع من أيلول الماضي.
(21/10)- اعتقال “الصحفي الحر” صدقي محمد سلامة (25) من قبل جهاز المخابرات الفلسطينية في مدينة نابلس، وأفاد والده ان جهاز المذكور قام باستدعائه للتحقيق في الأيام الأربعة التي سبقت اعتقاله في21/10 حيث ذهب إلى المقابلة في ذلك اليوم وتم اعتقاله. يذكر ان صدقي عاد من الأردن مؤخرا حيث انتهى من تحضير رسالة الماجستير في الإعلام.