5/3/2008

مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان تابعت بقلق شديد التداعيات البيئية والصحية الخطيرة التي خلفها العدوان الإسرائيلي على شرق مدينة جباليا، في أعقاب العملية العسكرية الإسرائيلية التي أطلقت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي (الشتاء الساخن ) ، و رصدت الضمير الأضرار الناجمة عن اجتياح القوات الإسرائيلية لهذه المنطقة ، التي أدت إلى تفاقم الأزمة البيئية و نقص المياه و مست خدمات المياه و مياه الصرف الصحي لسكان المنطقة .

حسب متابعة الضمير فإن العدوان الإسرائيلي على شرق مدينة جباليا طال البنية التحتية للمدينة ، خلال العملية العسكرية الإسرائيلية التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق مدينة جباليا في الفترة الواقعة ما بين يوم الأربعاء الموافق27/2/2008 و حتى صباح يوم الأحد الموافق 2/3/2008، حيث تعرضت عدد من شبكات المياه و الصرف الصحي لأعطال جزئية أو كلية، وبعضها تم تدميره بالكامل ،كنتيجة لعمليات التوغلات و التجريف التي أقدمت عليها قوات الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة المنكوبة ، و تفاقمت الأزمة البيئية في تلك المنطقة و قطعت المياه عن اغلب السكان المدنيين في مدينة جباليا .

ووفق مصادر مسؤولة في مصلحة مياه الساحل و بعض الجهات المختصة فإن الاجتياح الإسرائيلي أدى إلى تجريف جزء من خط المياه الرئيسي (12 أسبست )، والذي يغذي منطقة عزبة عبد ربه وشارع زمو مما أدى إلى انقطاع المياه كلياً عن حوالي 5000 مواطن، كما أسفر العدوان الإسرائيلي تجريف عدد من الخطوط الفرعية بأقطار 2 و3 سنتمتر، إضافة إلى نقص المياه عن سكان شرق مدينة جباليا الناجم عن توقف آبار مياه الشرب المغذية للمنطقة نتيجةً لانقطاع التيار الكهربائي طوال فترة الاجتياح.

وافاد مسئول قسم المياه في بلدية جباليا للضمير أن محافظات شمال قطاع غزة بشكل خاص، عانت خلال شهر فبراير /شباط الماضي و قبل العدوان الإسرائيلي على مدينة جباليا من تعطل و تدهور الوضع التشغيلي للعديد من آبار المياه ، حيث يبلغ عدد آبار المياه في شمال قطاع غزة 11 بئر، و قد تعطل عن العمل عدد من آبار المياه ، منها بئر المعسكر (E156) الواقع في معسكر جباليا و الذي يغذي منطقة يقطنها حوالي 30000 نسمة، ما تسبب بتأخير وصول المياه الصالحة للشرب لسكان المنطقة لتصلهم بواقع مرة واحدة كل 4 أيام و لمدة لا تتعدى الساعتين، و بئر الهسي الواقع بجانب سكة الحديد بين معسكر جباليا و بلدة جباليا، و يغذي منطقة يقطنها حوالي 25000 نسمة، كما أن بئر الشنطي الواقع على أرض الشنطي و الذي يغذي منطقة يقطنها 20000نسمة بالمياه قد توقف نهائياً عن العمل و بحاجة لصيانة و قطع غيار غير متوفرة في أسواق قطاع غزة .

الضمير تعتبر العدوان الإسرائيلي على شرق مدينة جباليا، و استهداف البنية التحتية و تدمير شبكات المياه و مياه الصرف الصحي ، هو استهداف مباشر لحقوق المواطنين والخدمات التي يستفيدون منها ، و انتهاكاً لحق المدنيين الفلسطينيين في العيش في بيئة صحية و غير ملوثة .

الضمير تعتبر تعطيل وشل عمل الآبار ينذر بكارثة بيئية وصحية وإنسانية في قطاع غزة،حيث ستتسبب بتفشي الأمراض وخاصة بين الأطفال، إلى جانب وصول مياه غير صحية لبعض المناطق، و عدم قدرة الموطنين من توفير المياه الصالحة للشرب و الطهي و النظافة الشخصية، في ظل نقص الإمكانيات المتاحة أمامهم.

الضمير إذ تستنكر استمرار الأوضاع اللانسانية التي يعيشها سكان قطاع غزة والناتجة عن الإجتياحات و التوغلات المستمرة ،و إغلاق ومحاصرة دولة الاحتلال للقطاع، والذي ينتهك حقوق الإنسان المنصوص عليها في منظومة الحقوق في المعاهدات والاتفاقيات الدولية، فإنها تعتبر ذلك عقابا جماعيا ضد المدنيين ،كونه يشكل انتهاكاً واضح لقواعد القانون الدولي الإنساني، وعلى وجه التحديد انتهاكا للمادة (55) من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ،و انتهاكا للمادة (54 ) من البروتوكول الإضافي الأول الملحق باتفاقيات جنيف لعام 1977 التي تحظر مهاجمة أو تدمير أو تعطيل الأعيان و المواد التي لا غنى عنها لبقاء السكان المدنيين و مثالها المواد الغذائية و المناطق الزراعية التي تنتجها و المحاصيل و الماشية و مرافق مياه الشرب و شبكاتها و إشغال الري .

تطالب مؤسسة الضمير المجتمع الدولي العمل على منع سلطات دولة الاحتلال الإسرائيلي من استهداف البنية التحتية الفلسطينية ، و توقف عمليات الاجتياح و التوغلات المستمرة التي تنفذها قوات الاحتلال في جميع محافظات قطاع غزة، و تمكين الجهات المختصة من إصلاح الأضرار الناجمة عن الاجتياح الإسرائيلي لشرق جباليا لمنع تفاقم الأزمة البيئية و تعطيل خدمات المياه و مياه الصرف الصحي للمواطنين المدنين الفلسطينيين في المنطقة المنكوبة.

كما تدعو مؤسسة الضمير المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل للضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف انتهاكاتها التي تعرقل عمل وصيانة آبار المياه الموجودة في قطاع غزة ، وذلك من خلال منع استمرار دولة الاحتلال اتخاذ إجراءات تقليص إمدادات الوقود و الكهرباء للقطاع، والسماح بإدخال الأدوات اللازمة لصيانة آبار المياه.

كما تدعو مؤسسة الضمير السلطات المحلية الفلسطينية لضرورة التحرك العاجل والفاعل من اجل محاولة منع تفاقم الأزمة البيئة والصحية الناتجة عن تدمير شبكات المياه في منطقة شرق جباليا و تعطيل عمل الآبار المياه في جميع محافظات قطاع غزة،للحد من مخاطرها على السكان، حيث أن تضاعف المشكلة ينذر بعواقب وخيمة و كوارث بيئية لسكان تلك المنطقة .

انتهي
مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان- غزة