16/7/2008
هذه الكلمات و الخلاصة التي استخلصتها الأسيرة المحررة لينا صدقي جوابرة من عصيرة/نابلس التي خاضت تجربة الاعتقال لمدة أربعة سنوات قضتهن في سجن الشارون قسم 11 و من ثم سجن الدامون حيث تم الإفراج عنها بتاريخ 13/7/2008 و اعتقلت بتاريخ 15/9/2004 و هي على مشارف إنهاء دراستها الجامعية(سنة رابعة تربية) . وعن تجربتها الاعتقالية ذكرت أنها تجربة لايمكن لأحد أن يتصورها ليس لي فقط بل لكل الأسيرات فظروفنا سيئة للغاية وزادت سوء بعد أن تم نقل قسم 11 لسجن الدامون حيث أننا رفضنا بداية النقل لسوء هذا السجن فأعلمتنا إدارة السجن أن النقل سيتم ولو بالقوة و الإجبار وهو لفترة مؤقتة لحين إتمام تصليحات في سجن الشارون قسم 11 و لدى وصولنا لسجن الدامون أعلمونا أن النقل دائم و لا رجعه لسجن الشارون و كل أقسام السجن تضم مساجين جنائيين و مدنيين .
و هو سجن سيء بكل ما تحمل الكلمة من معنى من الناحية المكانية رطوبة عالية و عفن و الفئران تعيش معنا و أصبحت جزء منا .
غير أن المختلف فيه عن سجن الشارون الرعاية الطبية فيه أفضل و أحسن بكثير و اعتقد أن هذا يعزى إلى ضرورة الاهتمام الطبي لان السجن لايصلح لإقامة الآدميين فيه ! و عملية النقل كانت تنظيمية بحتة أي شملت فقط بنات فتح و الجبهة الشعبية و تم إعادة بعض الأسيرات اللواتي ذكرن لإدارة السجن أن تنظيمهن فتح لكن لم تستمع لهن الإدارة و تم فصلهم عنا و إرجاعهم إلى قسم 12 سجن الشارون .
و قبل فترة زارنا الصليب الأحمر و قمنا باطلاعهم على أوضاعنا اللاانسانية التي نعيشها و قدمنا لهم احتجاج شديد اللهجة على دورهم السلبي جدا حيث أنهم يكتفوا فقط برفع تقارير لإدارة السجن دون أي تغييرات تذكر و أنهم لايستطيعوا أن يقدموا لنا أي مساعدة لتحسين ظروف اعتقالنا او نقلنا من هنا .
و عن الحالات المرضية الموجودة في سجن الدامون ذكرت الأسيرة كل من الأسيرات :الأسيرة أمل جمعه فقد تم تحويلها للمستشفى فور وصولنا لسجن الدامون و تم إعلامها أن نتيجة العينة التي أخذت من رحمها أنها تعاني من مرض السرطان و لابد من الحصول على قرار من المحكمة العليا لإجراء العملية لها و أحيانا يكون وضعها الصحي جيد وأحيانا يتدهور و هي في حالة نفسية سيئة وتخشى أن لاترى أهلها أبدا وان يصيبها مكروه .و يتم إعطاؤها 11 حبة مسكن لتتحمل الألم .
و هناك أيضا الأسيرة شيرين سويدان /من قلقيليه والتي تعاني من فتح في عملية قيصرية أجرتها قبل الاعتقال (ولادة) و لم يتم الاهتمام بالجرح فتعفن ووضعها حرج . وكذلك الأسيرة ورود قاسم من طيرة المثلث تعاني منذ وصولنا لسجن الدامون من ارتفاع بضغط الدم و يتم إعطاؤها دواء للضغط بالرغم من إن عمرها لايتجاوز 22 سنة . و هناك أيضا الأسيرة أيمان غزاوي من نابلس تعاني من غضروف بقدمها يسبب لها الام متواصلة.و في نهاية الحديث مع الأسيرة تمنت من كل قلبها الإفراج لكل الأسيرات و أن تدرك كل فتاة و تعي أن الظروف الاعتقالية الحالية من أصعب مايكون و ليست تسلية و أن لايعتقدن أن السجن و الاعتقال هو ملجأ لهن و مهرب أفضل من ظروفهن المعيشية و الاجتماعية .