6/1/2008

غزة- 6-1-2007 – حذر الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة السرى والمحررين ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، من خطورة سياسة العزل الإنفرادي التي تنتهجها ادارة مصلحة السجون بحق الأسرى والأسيرات ، والتي تهدف الى تعذيبهم واذلالهم وكسر ارادتهم وتحطيم نفسياتهم ، معتبراً اياها أقسى أنواع التعذيب .

وأوضح فروانة أن سياسة العزل ليست مرتبطة بحقبة زمنية معينة ، بل انتهجت ومورست على امتداد الأسر في السجون الإسرائيلية كنهج منظم ، وتصاعدت خلال انتفاضة الأقصى وامتدت فترة العزل ، وافتتحت ادارة السجون أقساماً جديدة للعزل أكثر قسوة وقهراً من التي كانت قائمة ، وتعددت اقسام العزل الجماعية والزنازين الإنفرادية من ايلون الرملة واهلي كيدار وايشل في سجن بئر السبع ، الى الشارون والجلمة وعسقلان .

وبيَن فروانة أن زنازين العزل هي أقل ما توصف بمقابر الأحياء ، حيث يعزل من خلالها الأسير عن عالم الأسر ورفاقه الأسرى الآخرين ، بعد عزله عن العالم الخارجي و ويعيش وحيداً في زنزانة صغيرة جداً رديئة قذرة سيئة ، معتمة صامتة كصمت القبور بكل معنى الكلمة ، ويجرى فيها قتل الأسرى جسدياً ونفسياً ، وأن فترة العزل تمتد لتصل في بعض الأحيان الى أكثر من خمسة عشر عاماً كحالة الأسير أحمد شكرى المعتقل منذ أكثر من ثمانية عشرعاماً قضى غالبيتها العظمى ولا زال متنقلاً ما بين أقسام وزنازين العزل ، وهناك العشرات من الأسرى أمضوا في العزل أكثر من عشرة سنوات كالأسير عويضة كلاب ، لافتاً الى أنه يوجد الآن قرابة ( 40 ) اسير يقبعون في زنازين العزل الإنفرادية الموزعة على سجون مختلفة .

سياسة العزل لم تعد مقتصرة على الأسرى

وكشف فروانة أن سياسة العزل الإنفرادي لم تعد مقتصرة على الأسرى ، بل امتدت لتشمل الأسيرات أيضاً ، أمثال الأسيرة آمنة منى التي تقبع في العزل الإنفرادي منذ قرابة عام ونصف ، والأسيرة مريم طرابين(المحكومة 8 سنوات ) البالغة من العمر “28” عاما من قرية العوجا قضاء أريحا والأسيرة نورا محمد شكري الهشلمون من محافظة الخليل المعتقلة ادارياً .

وأعرب فروانة عن قلقه على حياة لكافة الأسرى المعزولين ، وبشكل خاص حياة الأسيرتين ( آمنه منى ونورا الهشلمون ) ، اللتين يخضن إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ ما يزيد عن عشرين يوما ، مشيراً الى أن الأولى منى اعتقلت قبل 6 سنوات وتقضي حكماً بالسجن المؤبد وهي ممثلة الأسيرات ، وأعلنت اضرابها لإستمرار عزلها منذ عام ونصف ، فيما أن الثانية الهشلمون اعتقلت في سبتمبر 2006 ، وأعلنت اضرابها المفتوح عن الطعام ، بسبب تمديد سلطات الاحتلال الاعتقال الإداري لها وللمرة السادسة على التوالي، ومنذ اليوم الثاني لإعلانها الإضراب وضعتها سلطة السجن بالعزل الإنفرادي في محاولة منها لإرغامها على فك اضرابها، الأمر الذي ترفضه وتُصر على الإستمرار به حتى يتم الإفراج عنها ، .

ومن الجدير ذكره أنها متزوجة وأم لستة أولاد، ويقبع زوجها في السجون الإسرائيلية أيضا ، وتعاني من مرض الكلى قبل اعتقالها والذي تفاقم بعد الإعتقال والإضراب عن الطعام كما تعاني من نقص في الوزن.

يذكر بأن وزير الأسرى و المحررين أشرف عجرمي تمكن قبل اسبوعين من زيارة الأسيرتان آمنة منى و مريم طرابين في مكان عزلهما في نفي ترتسيا و اطلع على أوضاعهن المعيشية ووعدهن بمحاولة حل موضوعهن مع ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية من واقع مسؤوليته .

وحمل فروانة إداراة مصلحة السجون الاسرائيلية ومن خلفها حكومة الإحتلال ، المسؤولية الكاملة عن حياة الاسيرتين وحياة كافة الاسرى والاسيرات في قبور زنازين العزل .

مطالباً في الوقت ذاته ادراج قضية الأسرى والأسيرات الذين يقبعون في زنازين العزل ضمن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي ، وناشد كافة السلطة الوطنية الفلسطينية والمؤسسات كافة ووسائل الإعلام امختلفة الى منح قضية العزل والأسرى المعزولين الأهمية التي تستحقها ، من أجل اغلاق هذا الملف المؤلم .