26/3/2008
غزة-26-3-2008 – ناشد الباحث المختص بقضايا الأسرى ومدير دائرة الإحصاء بوزارة الأسرى والمحررين ، عبد الناصر عوني فروانة ، اليوم ، كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية الى تطوير آدائها والنهوض بمستوى فعالياتها بما يتناسب وحجم الخطورة التي يتعرض لها أكثر من أحد عشر ألف أسير وأسيرة ، ولا سيما القابعين منهم في أقسام وزنازين العزل الرهيبة .
وقال فروانة أن احياء ” يوم الأسير الفلسطيني ” الذي يصادف في السابع عشر من نيسان من كل عام ، يجب أن يكون هذا العام مختلفاً عن الأعوام السابقة من حيث الكم والنوع ، لا سيما وأن أوضاع الأسرى المأساوية تتفاقم ، وأن الفعاليات التقليدية لم تعد مجدية ومؤثرة ، وبالتالي لم تعد كافية لإجبارادارة مصلحة السجون على تحسين معاملتها وعلاقاتها مع الأسرى والأسيرات ، مدللاً على ذلك بمؤشر الإعتقالات المرتفع بشكل مضطرد ، واستمرار الإعتداءات على الأسرى بشكل عنيف ومتصاعد ، وانتقال أوضاعهم المعيشية من سيء الى أسوأ ، وقائمة المرضى منهم ارتفعت وسياسة الإهمال الطبي تمادت ، ، وأن العام المنصرم شهد رقما قياسيا من حيث عدد الأسرى الذين استشهدوا داخل السجون وقبل شهر التحق بهم الاسير فضل شاهين نتيجة الإهمال الطبي، واذا ما بقيت الأوضاع على حالها فمن الممكن أن نستقبل المزيد منهم على توابيت الموت في أي لحظة وهذا ما يخشاه ذوي الأسرى .
وجدد فروانة تأكيده على أن العام المنصرم كان الأكثر انتهاكاً لحقوق الأسرى والأسيرات ، وأنه شهد تصاعداً في معدل الإعتقالات عن العام الذي سبقه وأن الثلاثة شهور الماضية من العام الجاري شهدت ارتفاعاً في أعداد المعتقلين مقياسا بنفس الفترة من العام الماضي ، وان الأسرى والمعتقلين يتعرضون لهجمة غير مسبوقة تطال مجمل مناحي حياتهم وأوضاعهم بل وتمس شرفهم وكرامتهم .
ضرورة توحيد الجهود لنصرة الأسرى وتشكيل لجنة مشتركة
وتقييم وتقويم المرحلة السابقة
وناشد فروانة كافة فصائل العمل الوطني والإسلامي ، وكافة مؤسسات المجتمع المدني لا سيما المؤسسات الحقوقية والإنسانية ومن ضمنها المؤسسات المعنية بالأسرى ، الى ضرورة توحيد الجهود وشحذ الهمم واستنفار الطاقات بعيدا عن التجاذبات والخلافات والإنقسامات السياسية التي أثرت سلباً وبدون أدنى شك على مجمل قضايا الأسرى وفاقمت من معاناتهم ، مؤكداً على ضرورة العمل الجماعي لجعل قضية الأسرى قضيتهم المركزية وأن تغدو فعلاً لا قولاً قضية كل بيت وعائلة فلسطينية ، والعمل عبر وسائل الإعلام بكافة أشكالها ومسمياتها لنشر قضية الأسرى ومعاناتهم عربياً واسلامياً وعلى كافة المستويات ..
وطالبهم فروانة بضرورة تشكيل لجنة مشتركة والعمل بفريق واحد تحت مظلة وزارة الأسرى والمحررين وعلى أكثر من صعيد وتقييم وتقويم المرحلة السابقة واستحداث وابتداع سبل جديدة من شأنها أن تعيد الإعتبار لقضية الأسرى على الصعيد الوطني والقومي ، وأن تبرز للعالم معاناتهم التي فاقت حجم المعاناة في كل السجون الأخرى في العالم .
وأعرب فروانة عن استعداد وزارته للتعاون والتنسيق مع كافة الجهات لنصرة الأسرى والإرتقاء بحجم ومستوى الفاعاليات المساندة .
وطالب فروانة كافة ابناء شعبنا ، بالكف عن اصدار بيانات الشجب والإستنكار حول ما يتعرض له الأسرى من قتل نفسي وجسدي متعمد ، والإبتعاد عن اطلاق عبارات التعاطف والتضامن ، والشروع الفوري في البحث عن آليات وأساليب مشروعة وأكثر جدية وتأثيراً ، والتوجه للمشاركة الفعلية في الأنشطة والفعاليات المساندة للأسرى وذويهم .
داعيا الجميع الى القيام بمسؤولياتهم وواجباتهم الوطنية والإسلامية ، تجاه طليعة الشعب الفلسطيني الشهداء مع وقف التنفيذ ، أولئك الذين ضحوا بزهرات شبابهم وبسنوات عمرهم خلف القضبان من أجل قضية فلسطين العربية الإسلامية وبالتالي مساندتهم والعمل من أجل تحسين أوضاعهم والسعي لاطلاق سراحهم هو واجب وطني وعربي واسلامي .
لتبدأ فعاليات ” احياء يوم الأسير الفلسطيني ” في الأول من نيسان
واقترح فروانة أن تبدأ فعاليات ” احياء يوم الأسير الفلسطيني ” في الأول من نيسان وفق آلية وطنية تكفل تواصل زخم الفعايات في كافة المحافظات الفلسطينية ، ويكريم خلالها شهداء الحركة الوطنية الأسيرة والأسرى القدامى والأسيرات ويجرى فيها زيارات لذوي الشهداء والأسرى ويعرض خلالها الأفلام الوثائقية وتنظم المسيرات والإعتصامات الحاشدة وتعقد المؤتمرات المميزة ..إلخ ، وإلزام الفضائيات العربية بالمشاركة في ابراز قضية الأسرى ومعاناتهم أو حجز مساحات فيها لعرض هذه القضية ، لا سيما وأن الفضائيات العربية وللأسف مغيبة لقضية الأسرى على مدار العام المنصرم .
ضرورة اشراك السفارات والجاليات ومكاتب الفصائل في الشتات
واقترح فروانة أيضاً اشراك السفارات الفلسطينية في الخارج وإلزامها بتنظيم الفعاليات بالتوالي ، وكذلك التنسيق مع الجاليات الفلسطينية والعربية في أوروبا ، ومكاتب الفصائل الفلسطينية المختلفة في الشتات ، كما واقترح أيضا التنسيق مع اخواننا في المناطق التي احتلت عام 1948 وبعض المؤسسات والشخصيات الإسرائيلية ، وأن ترتقي تلك الفعاليات تدريجيا لتصل ذروتها في السابع عشر من نيسان وتستمر الى الثاني والعشرون من نيسان ” ذكرى يوم الأسير العربي ” . دعوة القمة العربية لتبني قضيتهم
وطالب فروانة القمة العربية المقبلة التي ستعقد بعد ايام الى تبني قضية الأسرى ، وتمنى أن تشهد احتفالات ” يوم الأسير الفلسطيني ” هذا العام مؤتمراً عربياً اسلامياً ضخماً نصرة للأسرى ، داعيا أبناء الأمتين العربية والإسلامية الى المشاركة في تلك الفعاليات نصرة للأسرى .
وعلى الصعيد الدولي تمنى فروانة أن تشهد المحكمة الدولية في لاهاي أول قضية لمحاكمة مسؤولين في ادارة مصلحة السجون الإسرائيلية على جرائمهم بحق الأسرى ، كبداية لملاحقة كافة المجرمين.
الصمت الدولي وتخاذل مؤسساته يمنح الضوء الأخضر للإحتلال بالإستمرار في جرائمه
واعتبر فروانة أن صمت مؤسسات المجتمع الدولي وفي مقدمتها منظمة الصليب الأحمر الدولية ولا أباليتها بما يحدث في السجون الإسرائيلية من انتهاكات جسيمة لحقوق الأسرى وللإتفاقيات الدولية وفي مقدمتها اتفاقية جنيف الرابعة ، انما تعلن بذلك صراحة تخاذلها مع حكومة الإحتلال وتمنحها الضوء الأخضر للإستمرار في انتهاكاتها دون رادع حقيقي ، الأمر الذي يستوجب حملة دولية نوعية استكمالا للحملة التي أطلقتها وزارة الأسرى قبل شهر تقريبا للتأثير علي تلك المؤسسات واجبارها على التحرك الجدي ، للضغط على حكومة الإحتلال من أجل احترام الإتفاقيات الدولية المتعلقة بالأسرى ، واجبارها على تغيير معاملتها للأسرى وتوفير احتياجاتهم الأساسية وحماية حياتهم .