22/8/2008

* إعداد / عبد الناصر عوني فروانة

Ferwana2@yahoo.com

اسهاماً منا واجتهاداً شخصياً في تسليط الضوء على الأسرى القدامى ومعاناتهم المتصاعدة والمتراكم والمضاعفة ، وفي ظل قرار الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن اثنين منهم في غضون الأيام القليلة القادمة وهما عميد الأسرى سعيد العتبة المعتقل منذ العام 1977 وأبو علي يطا المعتقل منذ العام 1980 ، نُعيد نشر تقريرنا هذا الذي سبق وأن نشرناه بتاريخ 23 ديسمبر من العام الماضي ، بعد أن أجرينا عليه بعض التحديثات على الأرقام والمعلومات بحيث يغدو حديثاً بكل معنى الكلمة ، وذلك بهدف فتح ملف الأسرى القدامى وتسليط الضوء على معاناتهم ومعاناة ذويهم .

وفي الوقت الذي اعتبرنا فيه الإفراج عن العتبة وأبو علي يطا بالإنجاز وأشدنا بهذا الصدد بجهود السيد الرئيس أبو مازن وحكومته ، فاننا نأمل أن يشكل ذلك بداية لمرحلة جديدة تشهد اطلاق سراح كافة هؤلاء الأسرى القدامى وطي ملفهم بالكامل .

” الأسرى القدامى ”

” الاسرى القدامى ” اسم يحمل في ثناياه الكثير من الدلالات والحكايات منها ما هو مؤلم يعكس إجرام الإحتلال وعنجهيته ، ومنها ما هو مشرق يعكس شموخ الأسرى وصمودهم واصرارهم على التمسك بأمل الحرية .

” الأسرى القدامى ” مصطلح يطلق على قدامى الأسرى الفلسطينيين والعرب المعتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو في سبتمبر عام 1993 ، وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية في 4 آيار 1994 ، باعتبارهم قدامى الأسرى ، حيث أن أقل واحد منهم مضى على اعتقاله أكثر من أربعة عشر عاماً ، فيما أقدمهم مضى على اعتقاله أكثر من واحد وثلاثين عاماً ، وهؤلاء ليسوا من منطقة جغرافية واحدة ، بل من مناطق جغرافية مختلفة ومنهم من مناطق تتخطى حدود فلسطين .

ولهؤلاء حكايات وقصص طويلة تحتاج لمجلدات ولأشهر الكتاب والشعراء والمؤرخين لتدوينها ، فهم سطروا تجارب جماعية وفردية فريدة تعتبر الأولى على الصعيد العالمي ، مما أدخلهم موسوعة ” غينتس ” العالمية للأرقام رغماً عنهم .

ويقول الباحث بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة في تقريره أنه حينما نسلط الضوء على القدامى أو نمنحهم الأولوية ومزيداً من الإهتمام والتركيز ، فهذا لا يعني بالمطلق تقليلنا من شأن الآخرين، حيث أننا نكن جل احترامنا وتقديرنا لكافة الأسرى بدون استثناء أو تمييز ، ونادينا وننادي بحريتهم جميعاً ، ولكن للقدامى حق علينا بأن نضعهم في المقدمة ، ومن واجبنا السعي لتحريرهم أولاً حيث أن معاناتهم تتفاقم وأوضاعهم الصحية والإجتماعية تزداد سوءاً .

هؤلاء القدامى اعتقلوا بعد أن قدموا كل حسب استطاعته من أجل فلسطين ومقدساتها ، كي تعيش فلسطين حرة ويحيا الشعب الفلسطيني بحرية وكرامة وبدون احتلال ، وفي الأسر تحدوا الجلاد وتسلحوا بارادة صلبة وعزيمة لا تلين وبأمل لا زال قائماً .

ولكل أسير قصصه وحكاياته ، ولهؤلاء القدامى قصص وحكايات مضاعفة وأكثر مرارة ، فهم أفنوا زهرات شبابهم خلف القضبان ، وتعرضوا لصنوف مختلفة من التعذيب وتنقلوا للعيش من سجن لآخر ومن زنزانة إلى أخرى ، وذاقوا مرارة العزل بأنواعه المختلفة ، وعاصروا أجيال وأجيال ، فاستقبلوا آلاف الأسرى الجدد ، وودعوا أمثالهم .

ومنهم من أمضى من عمره في السجن أكثر مما أمضى خارجه ، وبينهم من ترك أبنائه أطفالاً ، ليلتقي بهم ويعانقهم للمرة الأولى وهم أسرى مثله خلف القضبان كالأسير فخري البرغوثى الذي اجتمع بنجليه فى سجن عسقلان ليحتضنهم لأول مرة بعد اعتقال استمر سبعة وعشرين عاماً ، والأمر نفسه بالنسبة للاسير أحمد أبو السعود الذي ترك أولاده الخمسة في السنوات الأولى من عمرهم ليلتقي هو وأحد أبناءه بعد أكثر من عشرين عاماً في السجن بدلاً من أن يلتقيا في منزل العائلة كباقي الناس.

ومنهم من كبر أبنائه وتزوجوا ، واكتفى لأن يرسل لهم ببعض الكلمات كهدية بمناسبة زفافهم بدلاً من أن يحضر حفل الزفاف بنفسه .

ومنهم من فقد والديه أو احداهما ، دون أن يُسمح لهُ بأن يُلقي ولو حتى نظرة الوداع الأخير عليهما قبل الدفن ، وبعضهم محروم من زيارة الأهل منذ سنوات ، و الكثير منهم لم يرَ أحبة وأصدقاء له منذ لحظة اعتقاله ، بل ونسى صورهم وملامح جيرانه وحتى أقربائه ، ومنهم ومنهم … لكن جميعهم يحيون على الأمل رغم الألم ، وواثقون من يوم سيأتي حتماً ليروا فيه الحرية ووجوه أحبتهم بلا قضبان وقيود وبعيداً عن عيون وكاميرات السجان .

أوضاعهم المعيشية والصحية

وعن أوضاعهم المعيشية والصحية يقول الباحث فروانة أن ” الأسرى القدامى ” يعيشون أوضاعاً كباقي الأسرى ، فلا اعتبار لكبر سنهم أو لعدد السنين الطويلة التي أمضوها وآثارها السلبية عليهم من جراء ظروف السجون التى هي أصلاً لا تتناسب وأبسط الحياة البشرية وتفتقر لأدنى الحقوق الإنسانية ، و إلى وسائل الرعاية الصحية،.

فهم يعيشون مع باقي الأسرى في ذات الظروف الإعتقالية القاسية ويتعرضون لما يتعرض له الأسرى من معاملة غير إنسانية واستفزازات يومية وقمع متواصل ومداهمة غرفهم بشكل مفاجئ ليلاً ونهاراً واجراء تفتيشات استفزازية تخريبية تهدف الى ازعاجهم ومصادرة حاجياتهم أو اتلافهم من خلال قلب الحاجيات والمأكولات بعضها على بعض ، تلك المأكولات التي يشترونها من مقصف السجن وعلى نفقتهم الخاصة ، وفي أحياناً كثيرة ولأتفه الأسباب تقدم الإدارة على عزل بعضهم في زنازين انفرادية.

ولا تكتفي ادارة السجن بذلك بل تتعمد إجراء تنقلات مستمرة لهؤلاء الأسرى القدامى خشية من تأثيراتهم على الأسرى ولإحداث ارباكات وعدم استقرار داخل السجون .

وتنقلهم من هذا السجن إلى ذاك ، يعني جدلياً معاناة للأهل ، حيث عليهم التنقل معهم متحملين اشكال مختلفة من العذاب والمعاناة ، بسبب الحواجز واجراءات ادارات السجون الإستفزازية من تفتيش مذل وإهانة والحرمان أو تأجيل الزيارات والغاءها احيانا .

أوضاعهم الصحية

ويضيف الباحث فروانة قائلاُ بأن الأخطر من كل ذلك أن ادارة السجون لا تكترث لأوضاعهم الصحية الصعبة ، حيث أن جميعهم يعانون من أمراض مختلفة وبدرجات متفاوتة ، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد المتبعة في كافة السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، مما يفاقم أمراضهم ويؤدي الى استفحالها ، ويعرض حياتهم للخطر ، ومنهم من يعاني من أمراض خطيرة تستدعي عمليات عاجلة ، ولكن نادراً ما يتم نقل أحدهم إلى ما يسمى مستشفى سجن الرملة ، في ظل نقص العلاج الضروري وعدم السماح بادخاله من الخارج عن طريق الأهل أو وزارة الأسرى وهذا مخالف لكل الإتفاقيات الدولية التي تلزم الدول الحاجزة على توفير العيادات المناسبة والعلاج والأدوية الضرورية .

وجزء منهم إلتحقوا بقافلة شهداء الحركة الأسيرة ، بعد ان ساءت وتدهورت اوضاعهم الصحية ، ورفض سلطات الإحتلال الإفراج عنهم رغم مرور سنوات طوال على اعتقالهم مثل الأسير محمد حسن ابوهدوان من القدس، والذى استشهد فى مستشفى اساف هروفيه الاسرائيلى بتاريخ 4-11-2004 ، بعد أمضى 19 عاماً في الأسر، وأيضاً الأسير يوسف دياب العرعير من غزة والذي استشهد في سجن الرملة بتاريخ 20-6-1998 .

الموقف الإسرائيلي والإتفاقيات السياسية

لا زالت حكومات الإحتلال المتعاقبة تتمسك بشروطها ومعاييرها المجحفة الظالمة ، وفي هذا الإطار تصف هؤلاء القدامى ( بالأيادي الملطخة بالدماء ) ، وبالتالي ترفض إطلاق سراحهم أو إطلاق سراح أي من الأسرى الجدد الذين يخضعون لهذا التصنيف ، وبالتالي تم استبعاد هؤلاء القدامى من الإفراجات التي أعقبت اتفاق أوسلو والإتفاقيات الأخرى ، وأيضاً من تلك الإفراجات التي تندرج في إطار ما يسمى ” حسن النية ” ، باستثناء بعض الحالات المحدودة التي أفرج عنها ضمن تلك الإفراجات أمثال الأسير أبو السكر بعد أن أمضى 27 عاماً في الأسر وغيره من الأسرى بعد جهود مضنية من قبل الشهيد الراحل أبو عمار والسيد الرئيس الحالي أبو مازن وحكومته الموقرة ، لكن دون إحداث تغيير جوري على المنطق الإسرائيلي في التعامل مع هؤلاء ، وأيضاً كافة دفعات الأسرى التي أطلق سراحها خلال إنتفاضة الأقصى عقب شرم الشيخ 2 والتي جاءت في إطار ” حسن النوايا وبناء الثقة ” أو التي جرت عام 2007 ، هي الأخرى خلت من الأسرى القدامى ، ليس هذا فحسب بل عملية التبادل مع حزب الله في يناير 2004 لم تتضمن هي الأخرى أيٍ من هؤلاء الأسرى القدامى أيضاً ، ولكن الدفعة السادسة والأخيرة اشتملت على اسماء اثنين من هؤلاء بشكل استثنائي وهما سعيد العتبة وأبو علي يطا بعد جهود كبيرة بذلت من قبل السيد الرئيس وحكومته .

ولغاية الآن ما زالت ” اسرائيل ” تصر وتتمسك بمعاييرها وشروطها فى إطلاق سراح الأسرى ، وترفض الإستجابة للمطالب الفلسطينية الملحة بتفعيل اللجنة المشتركة وتغيير تلك المعايير وإطلاق سراح الأسرى القدامى .

اتفاقية شرم الشيخ تضمنت نصاً واضحاً يكفل الإفراج عنهم .. ولكن !

وبالرغم من أن اتفاق أوسلو والإتفاقيات اللاحقة لم تتضمن نصاً واضحاً يكفل الإفراج عن كافة الأسرى دون استثناء ، إلا أن اتفاقية شرم الشيخ الموقعة بتاريخ 4 سبتمبر 1999 ، عالجت جزءاً من الخلل وتضمنت نصاً واضحاً يكفل الإفراج عن كافة الأسرى القدامى حيث ورد النص التالي : ( ان الحكومة الاسرائيلية ستفرج عن المعتقلين الفلسطينيين الذين ارتكبوا مخالفاتهم قبل 13 ايلول 1993 ، والذين اعتقلوا قبل 4 أيار 1994 ( أي قبل إعلان المبادئ وقيام السلطة الوطنية الفلسطينية ) ، وسيشكلان الجانبان لجنة مشتركة لمتابعة القضايا المتعلقة بالافراج عن المعتقلين الفلسطينيين ) ، وأطلقت حكومة الإحتلال بموجب ذلك سراح المئات منهم ، فيما لا تزال تحتجز المئات منهم وترفض اطلاق سراحهم بالرغم من مرور أكثر من ثماني سنوات على تلك الإتفاقية وأكثر من أربعة عشر عاماً على اتفاق أوسلو.

الأمر الذي يستوجب أولاً تفعيل اللجنة الفلسطينية – الإسرائيلية المشتركة ونسف المعايير الإسرائيلية المجحفة التي تعتمد عليها الحكومة الإسرائيلية في تحديد قوائم الأسرى المقرر الإفراج عنهم ، والضغط من أجل إلزام اسرائيل بتنفيذ الإتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير الفلسطينية وسلطتها الوطنية .

الأسرى .. قضية وطنية ويجب أن تكون قضية عربية إسلامية

قضية الأسرى عموماً والقدامى خصوصاً أصبحت المعيار الأساسي لمدى جدية ” إسرائيل ” فى التعاطي مع العملية السلمية ، وقضية اطلاق سراح الأسرى القدامى بالذات تقف في صلب اهتمام الرئاسة والحكومة الفلسطينية ، وتقف على سلم الأولويات الفلسطينية عامة ، باعتبار ذلك مقدمة أساسية لنجاح وتقدم العملية السلمية .

فالشعب الفلسطيني لن يقبل بعملية سلمية تُبقى أسراه القدامى في السجون ، ودون جدول زمني واضح يكفل الإفراج عن كافة الأسرى ، وفي الوقت ذاته يعتبر الشعب الفلسطيني أن نجاح أي عملية تبادل للأسرى مع حزب الله أو مع الفصائل الفلسطينية مرهون بمدى شموليتها للأسرى القدامى .

ونجدد ثقتنا بالرئاسة والحكومة الفلسطينية بأنها لن تقدم على التوقيع على أي اتفاق لا يتضمن جدولاً زمنياً يكفل الإفراج عن كافة الأسرى وفي مقدمتم القدامى ، ونستحضر رسالة الرئيس أبو مازن التي وجهها للأسرى بمناسبة عيد الأضحى المبارك والتي أكد فيها أنه لن يكون هناك اتفاق سلام نهائي بدون الإفراج عن كافة الأسرى المناضلين وتبييض سجون الاحتلال و شدد سيادته على انه لن يألو جهداً من أجل تحقيق ذلك ، كما ونشيد بجهود وزير الأسرى أشرف العجرمي وزياراته المستمرة لأهالي الأسرى القدامى ، والإطلاع عن كثب على أوضاعهم ، وما تبعه من قرار للحكومة الفلسطينية برئاسة د. سلام فياض والقاضي بتكريم هؤلاء والتخفيف من معاناتهم المضاعفة ومعاناة ذويهم وصرف مبلغ ( 5000 $ ) خمسة آلاف دولار لذوي كل أسير أمضى أكثر من عشرين عاماً ولا زال في الأسر .

ومن جانب آخر فانني أناشد الأمتين العربية والإسلامية بتبني قضية الأسرى عموماً والقدامى خصوصاً ، لا سيما وأن هؤلاء الأسرى ناضلوا وضحوا من أجل قضية عربية اسلامية ، ومساندتهم والدفاع عنهم والعمل على تحريرهم ، هو أيضاً واجب عربي واسلامي .

الأسرى القدامى بالأرقام

( 345 ) العدد الإجمالي للاسرى القدامى المعتقلين منذ ما قبل أوسلو وقدوم السلطة الوطنية الفلسطينية في الرابع من آيار عام 1994 ، وهم موزعين على مناطق جغرافية مختلفة .

فمنهم ( 139) أسير من الضفة الغربية أقدمهم وأقدم الأسرى عموماً هو سعيد وجيه سعيد العتبة ( 58 عاماً ) من نابلس ، وهو أعزب ومعتقل منذ 29-7-1977.

و ( 135 ) أسير من قطاع غزة وأقدمهم الأسير سليم علي ابراهيم الكيال ( 57 عاماً ) من مدينة غزة ، متزوج ولديه بنت ومعتقل منذ 30-5-1983 .

و ( 47 ) أسير من القدس وأقدمهم الأسير فؤاد قاسم عرفات الرازم ( 50 عاماً ) أعزب ومعتقل منذ 30-1-1980 .

و ( 21 ) أسير من المناطق الفلسطينية التي أحتلت عام 1948 ، وأقدمهم وأكبرهم سناً هو الأسير سامي خالد يونس ، وهو متزوج ومعتقل منذ 5-1-1983 وقد تجاوز السبعون عاماً من عمره .

وبينهم ( 3 ) أسرى عرب وأقدمهم بشر سليمان المقت ( 43 عاماً ) المعتقل منذ 12-8-2008 ، الذي تسلم راية عميد الأسرى العرب من الأسير اللبناني المحرر سمير سامي القنطار ، بالإضافة الى الأسيرين صدقي سليمان المقت ( 41 عاماً ) ، وعاصم محمود والي ( 41 عاماً ) ، المعتقلان منذ 23-8-1985 ، وثلاثتهم من سكان هضبة الجولان السورية المحتلة.

بلغة الأرقام دخلوا موسوعة ” غينتس ” العالمية بشكل فرادي وجماعي

( 285 ) أسيراً من بين الأسـرى القدامى مضى على اعتقالهم أكثر من خمسة عشر عاماً ، بينهم ( 84 ) أسيراً مضى على اعتقاله أكثر من عشرين عاماً في الأسر ، وهؤلاء يطلق عليهم الفلسطينيون مصطلح عمداء الأسرى ، وهؤلاء موزعين على مناطق جغرافية مختلفة ، فمنهم ( 33 ) أسير من الضفة ، و( 18 ) أسير من القدس ، و( 18 ) أسير من قطاع غزة ، و( 12 ) أسير من مناطق ال48 ، ، و( 3 ) أسرى عرب .

فيما بينهم ( 13 ) أسرى مضى على اعتقالهم أكثر من ربع قرن ، وهم بالترتيب حسب الأقدمية : سعيد وجيه العتبة المعتقل منذ 29-7-1977 من نابلس ، نائل صالح برغوثي المعتقل منذ 4-4-1978 من رام الله ، فخري عصفور برغوثي المعتقل منذ 23-6-1978 من رام الله ، أكرم عبد العزيز منصور المعتقل منذ 2-8-1979 من قلقيلية، محمد ابراهيم أبو علي المعتقل منذ 21-8-1981 من الخليل ، فؤاد قاسم الرازم المعتقل منذ 30-1-1981 من القدس ، ابراهيم فضل جابر المعتقل منذ 1-8-1982 من الخليل ، حسن علي سلمة المعتقل منذ 8-8-1982 من رام الله ، عثمان علي مصلح المعتقل منذ 15-10-1982 من نابلس ، و جميعهم من الضفة الغربية باستثناء الرازم من القدس ، وسامي خالد يونس المعتقل منذ 5-1-1983 ، كريم يوسف يونس المعتقل منذ 6-1-1983 ، ماهر عبد اللطيف يونس المعتقل منذ 6-1-1983 ن وثلاثتهم من المناطق التي أحتلت عام 1948 ، بافضافة الى الأسير سليم علي الكيال من قطاع غزة والمعتقل منذ 30-5-1983 .

أسماء وأرقام فردية وجماعية في موسوعة ” غينتس ” العالمية

ويعتبر الأسير العتبة اقدمهم جميعاً حيث مضى على اعتقاله أكثر من واحد و ثلاثين عاماً ، وهو بذلك يكون قد حفر اسمه قسراً في موسوعة ” غينتس ” للأرقام القياسية ، حيث تعتبر أطول فترة في العالم ، ولم يسبق لأي أسير سياسي أن أمضى مثل هذه الفترة ، فحتى نلسون مانديلا لم يمضي سوى 26 عاماً ، وقاتل الرئيس الأمريكي جون كينيدي أمضى 28 عاماً خلف القضبان .

كما لم يسجل التاريخ ، ولم نسمع أو نقرأ في تجارب الشعوب ، عن تجربة جماعية لأسرى سياسيين وصل عددهم ( 84 أسير) أن أمضوا بشكل جماعي أكثر من عشرين عاماً في الأسر ، ولا عن مجموعة من الأسرى وصل عددهم ( 13 أسير ) أمضوا أكثر من ربع قرن في الأسر ، وهذا يعني أيضاً أن هؤلاء القدامى قد سطروا أسمائهم كتجربة جماعية في موسوعة غينتس للأرقام القياسية ، وقد يكونوا قد سجلوا أسمائهم في موسوعة ” غينتس ” بالنسبة لمجموع أيام الإضرابات عن الطعام التي خاضوها في الأسر خلال فترة اعتقالهم ..

وبذلك يكون الأسرى القدامى قد سجلوا عدة أرقام بشكل فردي وجماعي في موسوعة ” غينتس ” العالمية للأرقام القياسية .

وفي الوقت الذي نفخر فيه بهؤلاء وبصمودهم الإسطوري وثباتهم على المبادئ والأهداف التي ناضلوا واعتقلوا من أجلها ، إلا أننا نشعر بالخجل لإستمرار احتجازهم ، وعجزنا عن تحريرهم ، وعلى الفصائل مجتمعة أن تبحث هي الأخرى لأن تسجل أسمائها في موسوعة ” غينتس ” لقصورها في تحريرهم وتركهم في الأسر طوال تلك السنين ، فهي الوحيدة في العالم التي تركت أسراها عقود طويلة كهذه .

سنضطر لأن نسجل صفحات وليس أرقام في موسوعة ” غينتس ”

وإذا كنا اليوم نطلق مصطلح ” الأسرى القدامى ” على المعتقلين منذ ما قبل أوسلو وعددهم ( 345) أسير، فإنني أخشى استمرار اسرائيل في تعنتها وتمسكها بمعاييرها ، وبالتالي تطول فترة احتجازها لهم ، ولمن أعتقلوا بعدهم ، وغداً نضطر لأن نطلق مصطلح ” الأسرى القدامى ” على مجمل المعتقلين منذ ما قبل إنتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 وعددهم الآن قرابة ( 500 أسير) ، وتصبح القائمة طويلة ويفرج عن البعض منهم ، فيما ينضم أسرى جدد لقائمة من مضى أو سيمضي على اعتقالهم أكثر من عشرين عاماً ، وبذلك تبقى المشكلة قائمة مع تبدل الأسماء .

وبدون شك اذا استمر هذا الحال فسينضم العام القادم اسرى جدد لقائمة من مضى على اعتقالهم أكثر من أكثر من ثلاثين عاماً ، كما سينضم العشرات من الأسرى لقائمة من أمضوا أكثر من عشرين عاماً ، وبدلاً من أن يسجلوا أرقاماً فإنهم سيضطرون لأن يسجلوا رغماً عنهم صفحات في موسوعة ” غينتس ” العالمية .

وفي ختام تقريره أعرب فروانة عن أمه في أن يشكل الإفراج عن العتبة وأبو علي يطا بداية لمرحلة جديدة تشهد افراجات أخرى وبأعداد أكبر من الأسرى القدامى ، وأملنا الكبير في أن يرى جميع هؤلاء النور وينالوا حريتهم قريباً ، فكفاهم اعتقال ، وعلى العالم أجمع أن يدرك بأن الأمن لم ولن يتحقق يوماً إلا بالسلام القائم على العدل ويبدأ بإنهاء الإحتلال وإطلاق سراح كافة الأسرى وفي مقدمتهم الأسرى القدامى ضمن جدول زمني واضح وملزم .

* أسير سابق وباحث مختص بقضايا الأسرى ومدير موقع ” فلسطين خلف القضبان ”

www.palestinebehindbars.org