25/2/2009

غزة – 25-2-2008 – اتهم الأسير السابق والباحث المختص بقضايا الأسرى عبد الناصر فروانة ، اليوم ، قناة الجزيرة الفضائية ، على اهتمامها الفائق بموظفها ” سامي الحاج ” السجين رقم ” 345 ” ومنحه عشرات الساعات من برامجها وبثها الفضائي ، واهمالها لقضايا قومية يمثلها آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الإحتلال الإسرائيلي وتجاهلها لمعاناتهم ومعاناة ذويهم ، وعدم منحهم سوى ثواني معدودة أو مجرد خبر في نشرة.

يذكر ان الزميل “سامي الحاج ” كان قد اعتقل من قبل القوات الأمريكية منتصف عام2002 ، وأمضى ست سنوات في سجن ” غوانتانامو ” وأطلق سراحه أواسط العام الماضي .

وقال فروانة بأن قناة الجزيرة القطرية كانت وفية الى أبعد الحدود لزميلها وموظفها منذ لحظة اعتقاله ، وأفردت له مساحات كبيرة في برامجها وبثها الفضائي وعلى موقعها الألكتروني ، خلال اعتقاله ، وتواصل انحيازها الكامل لقضيته بعد اطلاق سراحه من خلال برنامج وثائقي يبث على حلقات ، فيما لم تكن وفية على الإطلاق تجاه قضية قومية يمثلها آلاف الأسرى الفلسطينيين والعرب . واجب ولكن ؟

وأكد فروانة بأنه ومما لاشك فيه هناك واجب مهني وأخلاقي يجب ان تترجمه الجزيرة تجاه زميلها السجين رقم ” 345 ” ” سامي الحاج ” وأن تبدي اهتمامها الفائق به وان تطلق حملات المساندة والتضامن معه اثناء اعتقاله ، وان تواصل ذلك بعد اطلاق سراحه ، وتفرد له حلقات متعددة لسرد معاناته ، وتسلط الضوء على أيامه المريرة ومعاناة زملائه الاسرى في معتقل ” غوانتانامو ” ، من خلال برامجها المختلفة ، ولكن من واجبها ايضاً ان تبدي اهتماماً مضاعفاً آلاف المرات ، لتجارب جماعية سجلها مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين ذاقوا مرارة الأسر والتعذيب والمعاملة السيئة ولا زال منهم الآلاف قابعين في سجون ومعتقلات الإحتلال الإسرائيلي ، حتى غدى الإعتقال مفرد ثابت في القاموس الفلسطيني .

وأوضح فروانة أنه وبدون شك فان قناة الجزيرة رصدت ووثقت حملات التضامن معه ، لاسيما الفلسطينية منها ، من ندوات وإعتصامات رفعت خلالها صوراً له بجانب صور الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي ، كجزء من الوفاء الفلسطيني الرسمي والشعبي لسجين عربي شقيق سُلبت حريته ويعاني كما يعانيه أسراهم ، وتقديراً مهم لقناة الجزيرة التي كان يعمل لصالحها .

وتساءل فروانة ألا يستحق هؤلاء الأسرى وذويهم من ” قناة الجزيرة ” بأن يُخصص لهم برامج وثائقية وحلقات اسبوعية متواصلة ، يُسلط خلالها الضوء على ملفات ساخنة ذات الصلة بظروف اعتقالهم ومعاناتهم ؟

أمريكيا افتتحت غوانتانامو واحد و” اسرائيل ” العشرات

وقال فروانة : اذا كان معتقل ” غوانتانامو ” قد افتتح في القاعدة البحرية الأمريكية على أراضي احتلت من كوبا ، في يناير من العام 2002 ، وانه على مدى السنوات السبع الماضية، بلغ عدد الأشخاص الذين سُـجنوا فيه ( 900 ) معتقل ، لم يتبقّ منهم حالياً ، إلا ( 250 ) معتقل ، فان عشرات سجون ومعتقلات ” الغوانتانامو الإسرائيلية ” أقيمت على الأراضي الفلسطينية المحتلة ، وافتتحت منذ عقود طويلة من الزمن ، وان مجموع نزلائها من الفلسطينيين بلغ ( ثلاثة أرباع مليون مواطن ) ، وبقيّ منهم حالياً قرابة ( تسعة آلاف معتقل ) منهم المئات مضى على اعتقالهم عشرات السنين بل ومنهم معتقلين منذ أكثر من ربع قرن .

وتابع : واذا كانت الظروف التي يشهدها ” غوانتانامو ” صعبة وقاسية ، ونقلت بعض مشاهدها عبر الفضائيات ، فان الظروف التي تشهدها سجون الإحتلال الإسرائيلي ومنذ نشأتها ، لا تقل قهراً وبؤساً ، وهي الأكثر ظلماً وقهراً في العالم ، ويرتكب بداخلها جرائم انسانية تفوق الوصف ، وتحتاج الى وسائل اعلامية وطنية وقومية لإبرازها واظهار مدى حجمها وتسليط الضوء عليها .

وأضاف فروانة : بأن الرئيس الأمريكي الجديد ” أوباما ” قد صادق على قرار يقضي باغلاق معتقل غوانتانامو” خلال عام ، فيما سلطات الإحتلال الإسرائيلي تستحدث ” غوانتانامو ” اضافي لإستيعاب معتقلي حربها على غزة في معتقل النقب الصحراوي ، وما تصنفهم ” مقاتلين غير شرعيين !

وأعرب فروانة عن تضامنه مع السجين المحرر ” سامي الحاج ” وتفهمه لمعاناته ، مبرقا له ولعائلته وشعبه الشقيق أحر التهاني ،متمنياً له حياة سعيدة ومواصلة ميمونة لجهوده من اجل فضح ما يتعرض له الأسرى في معتقل ” غوانتانامو ” سيء الصيت والسمعة .

مناشداً قناة ” الجزيرة ” أن تعيد النظر في تعاطيها مع قضية الأسرى الفلسطينيين وأن تمنحهم المساحة التي يستحقونها من برامجها وبثها الفضائي ، باعتبارهم ناضلوا واعتقلوا وأفنوا زهرات شبابهم وأعمارهم من أجل قضايا عربية وقومية مقدسة ، والواجب يقتضي مساندتهم والوقوف بجانبهم .