10 يناير / كانون الثاني 2007
القاهرة – مصر

** الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – anhri **

شقيقته تقول: تخيل أن ابني هو ابنه الوحيد،عندما زرته لأول مرة كان يرتدي جلبابا من الخيش وأجبروه على الزحف على يديه ورجليه من مكان الحبس لمكان الزيارة كانت والدته تنتظره كل رمضان وفي الأعياد لـ14عاماً وعندما رأت وآثار تعذيب عليه أصيبت بجلطة وشلل نصفي

يد- تجمع المستقلين المصريين
ننقل لكم هذا التقرير الصادم الذي كتبته الصحافية سامية بكرى عن ضحية (ضمن آلاف الضحايا) للتعذيب المنهجي الممارس بسادية من قبل الأمن ضد معتقلين أبرياء في سجون النظام المصري، ونناشد المهتمين نشر هذه المأساة وتقديم المساعدة القانونية لصاحب هذا الحالة والضغط للإفراج عنه، خاصة أنه صحفي بجريدة الشعب ولم يتلق حسب عائلته أي دعم مادي، لا تتركوا الضعفاء يسحقون..

قامت إدارة سجون طره بحملة تنقلات للمعتقلين السياسيين المحتجزين بمستشفى سجن استقبال طره إلى مستشفى سجن ليمان طره بعد حملة صحافية، أهالي المعتقلين الذين تمكنوا للمرة الأولى منذ شهرين من زيارتهم لمدة ساعة قالوا إن حركة التنقلات وإن كانت سمحت لهم بزيارة ذويهم إلا أن إدارة السجن تعمدت تجريد المعتقلين المنقولين من كافة متعلقاتهم الشخصية من مفروشات وأدوية وملابس وأدوات مطبخ وأدوات شخصية، كما نقلوا إلى عنابر مزدحمة بالمعتقلين حتى أن بعضهم لم يجد سريرا لينام عليه رغم أحوالهم الصحية المتدهورة.

تقول بثينة شقيقة المعتقل عبد المنعم جمال الدين ” رغم إصابة أخى بالغضروف فقد تم منعه من جلسات العلاج الطبيعي وتدهورت حالته كما تم منعه من حضور المقابلة الشخصية للتقديم بالدراسات العليا بكلية الآداب.

وعن سبب اعتقاله تقول:” في ?? فبراير ???? ألقت قوات الأمن القبض علي عبد المنعم لاتهامه بالاشتراك في تنظيم “الجهاد” في قضية طلائع الفتح، وفي أكتوبر من نفس العام حصل على البراءة إلا أنه أودع في سجن طرة شديد الحراسة،و فشلت أنا و والدي في الوصول إليه وأصيبت أمي بأزمة قلبية وشلل نصفي وساءت حالتها الصحية كما تدهورت الحالة الصحية للوالد وحالتنا النفسية جميعا.

تضيف قائلة: شقيقي حاصل علي ليسانس آداب قسم تاريخ من جامعة القاهرة كما يدرس بقسم الدراسات الإسلامية بالجامعة الأمريكية.. لم يمارس أي عنف فقد حصل علي البراءة في قضية طلائع الفتح من المحكمة العسكرية حيث كان متهماً بالانتماء للتنظيم. طرقنا كل الأبواب لإخراج شقيقي الوحيد من المعتقل دون فائدة.

عبد المنعم جمال كان ضمن مائة معتقل ينتمون للجهاد أعلنوا منذ ? سنوات مبادرة “نبذ العنف” ومنذ ذلك الحين ينتظر أهله أن يعود إلي أحضان والدته المريضة بشلل نصفي والبالغة من العمر ?? عاماً ولم تعد تتمكن من التحرك خلف وحيدها ووالده الذي تخطي السبعين عاما و لا يزال يسعى أمام كل الأبواب لعله يجد من يخرج ابنه الوحيد من المعتقل.

تبكى شقيقته قائلة:” حتى أحكام محكمة الجنايات بالإفراج عنه لم تنفذ، وبعد فشلنا في رؤيته داخل سجن “شديد الحراسة” تم نقله إلي سجن “الوادي الجديد” وعلمنا بذلك صدفة حيث كنا نرسل إليه حوالات بريدية كي يستطيع أن ينفق علي نفسه داخل المعتقل..

في زيارات الوادي الجديد ذقت الأمرين فقد كنت أقوم بزيارته وحدي أو بصحبة أحد أولادي لعدم قدرة والدينا على التحرك والسفر لرؤيته.

تواصل “كانت حالتي تسوء كلما علمت أنه أضرب عن الطعام وكدت أموت عندما علمت أنه محمول علي كرسي في إحدى زيارات ابنتي له التي روت لي أنه كان يرتدي جلبابا من الخيش وأنه كان يطلب عدم زيارته لما يلاقيه من إهانات حيث يضطروه إلى الزحف علي يديه ورجليه من مكان الحبس لمكان الزيارة

كنت أسمع آهات المعتقلين المعذبين وأصوات الضرب والصراخ ونحن علي أبواب المعتقل، كان قلبي ينفطر لما يحدث بالداخل وتكرر عدم السماح لي برؤيته رغم ساعات السفر الطويلة وتكلفته، و عندما أعادوه إلى طره ورأت أمي حالته وآثار التعذيب أصيبت بجلطة في المخ والقلب وشلل نصفي كانت تنتظره كل رمضان وفي الأعياد كل عام أرسلت استغاثات إلي وزير الداخلية ومصلحة السجون والنائب العام دون جدوى رغم أن لديه مشاكل مرضية عديدة بالكبد والكلي والعظام والغضروف ونريد الإفراج عنه لعلاجه ومحاولة مساعدته في بناء أسرته المكونة من زوجته وطفلهما لاستكمال الحياة التي توقفت منذ ?? عاماً، حتى أنه تخيل أن ابني هو ابنه الوحيد،عندما زرته لأول مرة.

تضيف” حصل أخي على ليسانس الآداب والتحق بالجامعة الأمريكية قسم الدراسات الإسلامية ولم ينتم يوما لطائفة أو جماعة.. حاولت البحث عن مخرج له دون فائدة. كدت أموت رعباً عندما قالوا إنه متهم في قضية “العائدون من ألبانيا” وردت إلي الحياة ببراءته.

كل ما أطلبه إنقاذ أخي والاهتمام بصحته والإفراج عنه حتى تراه والدته ويربى ابنه ويعود لعمله حيث كان قبل اعتقاله يعمل صحفيا بجريدة الشعب إلا انه لم يكن قد تم تعيينه لذلك فليست له أية مستحقات مادية بعد إغلاق الجريدة مما يجعلني أقول لمن يصرون على بقائه في المعتقل “حرام عليكم” ألا يكفي 14عاما اعتقال بدون جريمة ولا مبرر “والله العظيم ” أخي ليس من أنصار العنف ولا التطرف وطالما انتقد الجماعات التي كان يشوب أفكارها العنف والمغالاة.

(المصدر: عين على مصر)
للمزيد من المعلومات
Yad_hand@yahoo.com

لمزيد من المعلومات برجاء الاتصال ب:
جمال عيد
المدير التنفيذي
الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
شارع 105 ميدان الحرية – المعادي – القاهرة – مصر
ت / فاكس : 5249544
إيميل : info@anhri.net
: gamal4eid@yahoo.com
الموقع: www.anhri.net