28/4/2009

غزة – 28-4-2009 – ثمّن الأسير السابق ، الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ، اليوم ، الدور المصري الرسمي والشعبي في مساندة القضية الفلسطينية عموماً ، وفي رعايته للحوار الوطني الفلسطيني وسعيه المتواصل من أجل إنهاء حالة الإنقسام واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية خصوصاً .

وفي ذات السياق ناشد فروانة المتحاورين في القاهرة إلى العمل الجاد من أجل تذليل العقبات وإنهاء حالة الإنقسام المؤلمة واستعادة الوحدة الوطنية للشعب الفلسطيني ولشطري الوطن ، وذلك وفاءً للأسرى ونضالاتهم ، واحتراماً لتضحياتهم ، وتقديراً لعذاباتهم ومعاناتهم من أجل القضية الفلسطينية .

وقال في بيان صحفي تناقلته وسائل الإعلام اليوم ، بأن ” الانقسام ” الحاصل على الساحة الفلسطينية منذ عامين تقريباً ، لم يقتصر على تقسيم الوحدة الجغرافية لشطري الوطن ، وتمزيق وحدة النسيج الإجتماعي للشعب الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة فحسب ، بل امتد وطال وحدة الحركة الأسيرة التي لطالما تغنينا وافتخرنا بها وبمتانتها وصلابتها ، وامتد ليطال وحدة ذويهم أيضاً ، وأثر سلباً على شكل وحجم الفعاليات المساندة لهم ، بل ظهرت مشاهد مؤلمة يجب أن لا تتكرر .

وأضاف باختصار ” الإنقسام ” مزق وحدتهم ووحدة من يقف خلفهم بكل ما يعنيه ذلك من معاني ، وأضعف حضور قضيتهم على كافة المستويات المحلية والعربية والدولية ، وكان أحد الأسباب التي ساعدت إدارة السجون الإسرائيلية في الإنفراد بالأسرى وتعزيز الإنفصال فيما بينهم ، وتصعيد هجمتها ضدهم من خلال منظومة من الإجراءات تصاعدت تدريجياً إلى أن وصلت ذروتها في الآونة الأخيرة ، ولربما كان العامان الماضيان من الإنقسام ، لاسيما خلال الآونة الأخيرة ، هي الفترة الأسوأ منذ عقود من الزمن بالنسبة للحركة الأسيرة .

وأكد فروانة بأنه وبدون وحدة وطنية متينة داخل الأسر ، ومساندة موحدة وقويه خارجه ، لايمكن للحركة الأسيرة أن تتخذ خطوات استراتيجية للتصدي للإجراءات القمعية الأخيرة والتي حولت السجون والمعتقلات لمسرح من الجرائم الإنسانية بحقهم ، كما ولايمكن لها أن تدافع عن انجازاتها التي تحققت بدماء شهدائها ومعاناة وعذابات مئات الآلاف من المعتقلين .

رسالة الحركة الأسيرة
وأضاف فروانة بأن رسائل الحركة الأسيرة بمختلف أطيافها الحزبية والسياسية كانت ولازالت وستبقى على الدوام ، ذات مضمون واحد ، يدعم الحوار ، ويناشد الجميع بضرورة التوافق والخروج من الأزمة الراهنة وإنهاء حالة الإنقسام المؤلمة التي أضرت بالقضية الفلسطينية عامة ، وبقضيتهم خاصة ، بل وفي رسائل كثيرة دعت الحركة الأسيرة الفلسطينيين كافة للخروج للشارع عبر المسيرات والفعاليات المختلفة دعماً لحوار القاهرة وإنجاحه وضرورة تتويجه بانهاء حالة الإنقسام ، وبما يكفل اعادة اللحمة لشطري الوطن ويعزز الوحدة الوطنية الفلسطينية .

وأشار فروانة بأن الحركة الوطنية الأسيرة لم تعد تحتمل أكثر من ذلك ، وأن قرابة ( 750 ) ألف مواطن فلسطيني مروا بتجربة الإعتقال منذ العام 1967 ولغاية اليوم ، ولايزال منهم قرابة عشرة آلاف في غياهب سجون الاحتلال ، هؤلاء جميعاً ناضلوا وضحوا وأفنوا زهرات شبابهم وسنوات من عمرهم في سجون الاحتلال من أجل وطن واحد عاصمته القدس الشريف ، وليس من أجل وطن ممزق وشعب منقسم ، ومجتمع مفكك يتشاجر فيه الإخوة ويتقاتل فيه المقاتلون .

وأعتبر فروانة بأن إنهاء حالة الإنقسام واستعادة الوحدة الوطنية والجغرافية من شأنها أن تعيد لقضية الأسرى اعتبارها ، وأن تكون سندا قويا لهم ولنضالاتهم ضد إدارة السجون وممارساتها الدموية ، وعاملاً مهماً في وضع حد لمعاناتهم على طريق تحريرهم جميعاً وفي مقدمتهم القدامى .