12/5/2006

أعلن رئيس التجمع الشعبي للدفاع عن حق العودة عبد الله الحوراني أن مؤتمرا دوليا حول قضية اللاجئين وحق العودة سينطلق يوم غدا الجمعة (12/5) في مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة ويستمر لمدة ثلاثة أيام حيث سيتم خلاله مناقشة مواضيع تتعلق بحق العودة واللاجئين من خلال مشاركين من الخارج والداخل والسجون.

وشدد الحوراني خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في مقر وكالة أنباء رمتان بمدينة غزة على تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة، مؤكداً على أن حق العودة خطاً أحمراً لا يمكن تجاوزه، محذرا من المؤامرات التي تحاك لإسقاط حق العودة.

وواضح أن هذا المؤتمر كان مقرر من فترة وجيزة قبيل الانتخابات التشريعية، نافياً أن يكون قد تقرر لمواجهة موقف هنا أو هناك وإنما للتركيز على حق العودة والتوعية والتعبئة حول هذا الحق وتنظيم عملية الدفاع عنه، ومتزامنا مع الذكرى الثامنة والخمسين لنكبة الشعب الفلسطيني.

وقال الحوراني إن حديثنا عن قضية اللاجئين في هذا الوقت بالذات ليس من باب الترف السياسي رغم استغراب البعض في ظل الاهتمام بالقضايا الاقتصادية ولكننا نريد أن نذكر بهذه القضية التي أسقطت مؤخرا من الخطاب السياسي الفلسطيني، وذلك من اجل شطب حق العودة من الذاكرة وتغيبها بشكل مقصود لان حق العودة جوهر القضية الفلسطينية. مؤكدا أنهم يحرصون على الحديث عن حق العودة في كل الظروف.

وأضاف أن هذا المؤتمر الأول من نوعه بحيث يعقد على ارض فلسطينية شبه محررة ويستمر من الثاني عشر وحتى الرابع عشر من هذا الشهر، وسيشارك فيه باحثون من الداخل والخارج وأراضي الثمانية والأربعين والسجون حيث سيقدم خلاله 16 بحثا حول كافة القضايا التي تهم اللاجئين.

وأشار إلى هناك حركة لتفعيل الدفاع عن حق العودة وقد وجهت تلك الحركة رسائل لتلك المخيمات التي تعيش فيها وللمتآمرين على حق العودة من الإسرائيليين وغيرهم والذين يريدون تجاوز هذا الحق. حسب قوله.

وأكد الحوراني أن رد الفعل على الرسائل الموجهة للفلسطينيين في مختلف أماكن تواجدهم كان عشوائياً لذلك فان التجمع خرج لتنسيق الجهود التي تبذلها الجهات المهتمة بحق العودة لخلق اطار تنسيقي لها، وأن التجمع الشعبي يسعى لتشكيل لجنة قومية عربية تنبثق منها للدفاع عن حق العودة.

وفي معرض رده على سؤال حول اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993وما تضمنته بشأن حق عودة اللاجئين قال الحوراني أن “أصحابها يبررون مواقفهم بأنهم لم يريدوا التنازل عن حق العودة ولكن ترحيله مع القضايا الأساسية مثل الحدود والمياه والقدس إلى مباحثات الحل النهائي”، مشيراً إلى انه جرى تراجع كثير في العناوين المتعلقة بحق العودة.

وتطرق الحوراني للمبادرة العربية للسلام وذكر أن التباحث يجري الآن على المبادرة العربية التي اعتبرها تتحدث عن حل للاجئين وليس حقاً لعودة اللاجئين، كما أنها لا تنص على تطبيق قرار 194 والذي يقر بتطبيق حق العودة وتعويض الفلسطينيين عن الأضرار التي لحقت بهم من جراء تهجيرهم من ديارهم وليست تعويضهم عن أراضيهم التي هجروا منها.

ومن جهته أكد الدكتور كمال الشرافي احد القائمين على المؤتمر أن قضية اللاجئين هي قضية سياسية وليست إنسانية وهي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وليس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني كما يحاول البعض الترويج لها. ووجه الشرافي حديثه للجنة الرباعية الدولية انه يجب عدم حرف القضية الفلسطينية من قضية سياسية إلى قضية إنسانية رغم تقديره للدعم الاقتصادي وما وصل إليه الحال في الأراضي الفلسطينية.

وطالب الإعلاميين الفلسطينيين والعرب عدم الانشغال في القضايا الثانوية والهامشية خلال تغطيتهم للأحداث عن القضايا الكبرى للشعب الفلسطيني كقضية اللاجئين والقدس والمعتقلين.

وشدد أن قضية اللاجئين تكاد تكون القضية الوحيدة التي عليها إجماع فلسطيني بعدم التنازل عن حق العودة وكذلك إجماع إسرائيلي برفض حق العودة.

ومن المقرر أن يشارك في المؤتمر الذي سيستمر ثلاثة أيام متتالية في مركز رشاد الشوا الثقافي بغزة، عدد كبير من المختصين والباحثين والسياسيين من الأراضي الفلسطينية والمحتلة في العام 1948، والخارج، حيث من المقرر أن يناقشوا تطورات قضية اللاجئين الفلسطينيين، في ظل المرحلة الحالية، والتوقعات المستقبلية، وأوضاع اللاجئين في المخيمات، في الداخل والشتات.

وستبدأ الجلسة الافتتاحية يوم الجمعة بكلمة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، والدكتور زكريا الأغا رئيس دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير، وبكلمات من التجمع الشعبي للدفاع عن حق العودة، والأسرى في سجون الاحتلال، واللجان الشعبية وفلسطيني الداخل، ودول الشتات.

ويشمل اليوم الثاني للمؤتمر في جلسته الأولى بعنوان” مشاريع التسوية والتوطين” تقديم مداخلات وبحوث حول آثار مشاريع التسوية والتوطين ومخاطرها على قضية اللاجئين، وحق العودة، ووجهة نظر القانون الدولي من حق العودة، على أن تناقش الجلسة الثانية مدى تفهم المجتمع الدولي لحق العودة وكيفية إقناعه بتلبية هذا الحق، وحقوق المهجرين في الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948، تحت عنوان”حق العودة بين التجربة النضالية والقانون الدولي”.

أما الجلسة الثالثة فسيبحث المؤتمرون خلالها، و تحت عنوان” حق العودة رؤى ومواقف” الموقف العربي اتجاه حق العودة، من وجهة النظر الرسمية والشعبية، وموقف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من قضية اللاجئين، بالإضافة إلى مداخلة حول مدى الصراع بين فلسطيني الداخل والإسرائيليين على حقهم في العودة، وآثار النكبة.

وفي اليوم الثالث وتحت عنوان ” استراتيجيات وآليات الدفاع عن حق العودة” ستناقش الجلسة الرابعة دور دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير في الدفاع عن حق العودة، وآلية العمل الشعبي لذلك، بالإضافة إلى طرح تصورات واستراتيجيات عمل فلسطينية لضمان هذا الحق، على أن يبحث المؤتمرون في الجلسة الخامسة تحت عنوان” حق العودة:

أدوار وتجارب نضالية” دور الجاليات الفلسطينية في الشتات في الدفاع عن حق العودة، والتطور الديموغرافي للشعب الفلسطيني وأثره في الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى بحث مفهومي النزوح واللجوء على المقتلعين الفلسطينيين من أراضيهم. وستركز الجلسة الختامية للمؤتمر قراءة التوصيات والاقتراحات الناجمة عن المؤتمر.