بيان حول مجزرة بليونش الرهيبة

30/9/2005

بألم و امتعاض شديدين تلقينا نبأ المجزرة الرهيبة التي ارتكبت في حق اللاجئين من جنوب الصحراء المتواجدين بغابة بليونش في المنطقة الحدودية قرب سبتة المحتلة والتي أسفرت عن مقتل ستة أشخاص من بينهم رضيع لا يتجاوز عمره ثلاثة أشهر و إصابة العشرات بجراح نقل بعضهم على أثرها إلى المستشفى المدني بتطوان.

و قد علمنا من مصادر موثوقة من عين المكان أن هذه المذبحة النكراء قد اشترك في تنفيذها كل من الحرس المدني الاسباني و القوات العمومية المغرب! ية.

كما تناهى إلى علمنا أن القوات العمومية المغربية قد داهمت اليوم الجمعة 30 شتمبر2005 غابة بليونش و سلبت المهاجرين كل ممتلكاتهم و قامت بتهديم مآويهم و حاصرت المنطقة من كل المنافذ.

إننا في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتطوان إذ نعبر عن إدانتنا الشديدة لهذا الفعل الإجرامي الشنيع: 1. نعبر لإخواننا ببليونش عن مشاطرتنا لهم حدادهم و أحزانهم و عن أخلص تعازينا لهم في فقدان أصدقائهم و أبنائهم.

2. نؤكد أن هؤلاء المهاجرين قد وصلوا إلى منطقة بليونش في واضحة النهار و على مرأى و مسمع من الجميع و بالتالي فهم ليسوا مهاجرين سريين بل مهاجرين في وضع غير قانوني أو بالأحرى لاجئين ينطبق عليهم تعريف اللاجئ المنصوص عليه في المادة الأولى من اتفاقية جنيف الخاصة بوضع اللاجئين لسنة 1951 – و التي صادق علبها المغرب – و اتفاقية منظمة الوحدة الإفريقية لعام 69 المتعلقة بالأوجه الخاصة بمشاكل اللاجئين في أفريقيا.

3. نعتبر رغبتهم في الهجرة إلى أوروبا هربا من الحروب و التصفيات العرقية و بطش الدكتاتوريات و الفقر و المجاعة و الأوبئة كنتيجة حتمية للاستعمار المب! اشر و الاستعمار غير المباشر القائم على التبادل غير المتكافئ و نهب خيرات البلدان الأفريقية ، نعتبر رغبتهم هاته بحثا عن الأمان و الاستقرار و شروط عيش أفضل مطلبا إنسانيا مشروعا يكفله الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و كل المواثيق الدولية ذات الصلة.

4. نطالب السلطات المغربية الكف عن القيام بدور الدركي نيابة عن دول الاتحاد الأوروبي و بفك الحصار عنهم و تمكينهم من الإسعافات الطبية الأولية و من الحدود الدنيا من مقومات العيش و الإقامة و بضرورة حماية حقهم في الحياة و في الأمان على شخصهم و حمايتهم من كل أنواع العسف و الاضطهاد و العنف المادي و المعنوي مهما كانت أوضاعهم القانونية.

5. ندعو المفوضية العليا للاجئين و السلطات المغربية و الاسبانية و كل دول الاتحاد الأوروبي استبدال التنسيق القائم على أسس أمنية محضة بتنسيق يروم معالجة هذا الملف على أسس سليمة تراعي الحق في الحياة و في التنقل و في العيش الكريم لكل البشر و تأخذ بعين الاعتبار الأسباب العميقة الكامنة وراء الهجرة.