9/10/2005
يعيش إخواننا الأفارقة السود – رجالا ونساء وأطفالا – الوافدين من البلدان الإفريقية جنوب الصحراء قصد الهجرة إلى أوروبا، أوضاعا مأساوية تتميز بالانتهاك السافر لأبسط حقوقهم الإنسانية المتعارف عليها كونيا بدءا بالحق في الحياة والسلامة البدنية والصحة والحياة الكريمة وحرية التنقل.
إن أشقاءنا الأفارقة المتواجدين بالمغرب قد غادروا بلدانهم هروبا من التفقير والتشريد والحروب والطغيان للالتحاق بأوروبا، عسى أن يجدوا هناك شغلا قد يوفر بعض شروط الحياة الكريمة لهم ولذويهم ببلدانهم الأصلية.
إلا أنهم، وبعد طول انتظار بالخصوص بالغابات الشمالية المجاورة لسبتة ومليلية المدينتين المحتلتين من طرف إسبانيا، وبعد ما كابدوه من حياة البؤس والتعاسة بتلك الغابات في انتظار تحقيق طموحهم في الالتحاق بإسبانيا عبر بوابة سبتة ومليلية أو عبر قوارب الموت، اضطروا في المدة الأخيرة وبعد أن اشتد الخناق عليهم، إلى اقتحام الأسلاك الحديدية الشائكة التي تفصل المغرب عن مدينتيه السليبتين.
فكانت المواجهة العنيفة والقاتلة من طرف القوات الأمنية والقوات المسلحة الإسبانية المغربية مع ما أدت إليه من قتلى (13 على الأقل منذ 28 شتنبر الماضي) ومئات الجرحى نتيجة استعمال الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع والضرب المبرح وأنواع مختلفة من التعنيف ناهيك عن التشرد والهيام وسط الغابات دون مأوى ودون أكل وشراب.
وتوج كل ذلك بتسليم السلطات الإسبانية للمهاجرين الأفارقة – الذين تمكنوا من ولوج سبتة ومليلية بعد المخاطرة بحياتهم – إلى السلطات المغربية وبحشد مئات المهاجرين الأفارقة في معتقلات أو نقلهم والرمي بهم عبر الحدود الجنوبية مع الجزائر أو موريتانيا في شروط تهددهم جميعا بالموت جوعا وعطشا ومرضا.
اعتبارا لما، سبق إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان:
1. يدين العنف الوحشي الذي أدى إلى تقتيل وجرح العديد من المهاجرين الأفارقة، ويدين كل الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف السلطات المغربية والأسبانية ضد أشقائنا الأفارقة مطالبا بفتح تحقيق محايد ونزيه للكشف عن المسؤوليات في ما حصل من انتهاكات ولمتابعة المسؤولين عنها.
2. يستنكر التعاون الأمني بين السلطات المغربية والأسبانية المؤدي عمليا إلى انتهاك حقوق الإنسان والمؤدي كذلك وعمليا إلى حماية وترسيخ الحدود المفبركة بين المغرب والمدينتين السليبتين. ويؤكد المكتب المركزي رفض الجمعية للعب دور الدركي المنفذ لسياسة الهجرة الأوروبية العابثة بحقوق الإنسان.
3. يطالب بتوقيف الإنزالات العسكرية المغربية الإسبانية وكل أشكال القمع ضد المهاجرين الأفارقة وبإطلاق سراح المعتقلين والمحتجزين من بينهم وبالكف عن تهجيرهم القسري للحدود مع الجزائر وموريتانيا وبتمكينهم فورا من العلاج والمأوى والتغذية.
4. يطالب المجتمع الدولي – والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بالخصوص – بتحمل مسؤولياته في تطبيق الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحق اللجوء وحماية المهاجرين والمناهضة للتعذيب وفي إيجاد الحلول الجذرية لمشاكل المهاجرين ولمطمحهم الإنساني في الهجرة نحو أوروبا لإيجاد فرصة للشغل والحياة الكريمة.
5. يدين النزعة العنصرية المتنامية في المغرب ضد إخواننا الأفارقة الوافدين من جنوب الصحراء ويدين سلوك بعض وسائل الإعلام – منها القناتين الرسميتين – التي تذكي بشكل مباشر أو غير مباشر هذه النزعة لدى المواطنين المغاربة.
6. وأخيرا إن المكتب المركزي يدعو كافة الديموقراطيين والديموقراطيات إلى دعم ومؤازرة أشقاءنا المهاجرين الأفارقة بدءا بالمشاركة المكثفة في الوقفة الجماعية الاحتجاجية والتضامنية مع المهاجرين الأفارقة المنظمة يوم الخميس 13 أكتوبر 2005 من الساعة الثامنة والنصف إلى التاسعة ليلا بشارع محمد الخامس – ساحة البريد – الرباط.