23/2/2009

يدين المركز المصري لحقوق الإنسان بشدة الحادث المروع الذي شهدته منطقة الحسين بالقاهرة،وما نجم عنه من مصرع سائحة فرنسية وإصابة البعض الآخر،وهو ما سيكون له تأثير بالغ على السياحة المصرية في ظل أزمة عالمية عصفت بقطاعات عديدة ومنها السياحة،وهو من شأنه حادث يهدف إلى زعزعة استقرار البلاد بعد أن عاشت فترة هادئة نسبيا مقارنة بأحداث التسعينيات في نهاية القرن الماضي.

ويري المركز المصري أن هذا الحادث يعود إلى عدة أسباب ،منها شق أمنى يتعلق بتراخي بعض رجال الشرطة المكلفين بحامية المناطق الأثرية،وبالتالي يستغل هذا التراخي المجرمين والإرهابيين في تنفيذ مخططاتهم الدنئية،بالإضافة إلى أن وزارة الداخلية نجحت في مواجهة التطرف من الناحية الأمنية،ولكنها لم تفلح فى مواجهته فكريا،وهى الدعوة التي تجاهلتها كثيرا الداخلية،رغم أهميتها.

كذلك يرجع هذا الحادث إلى عدم مواجهة الأزمات الأخيرة بنوع من الجدية،وهو ما ترتب عليه تسلل بعض المتطرفين والخارجين عن القانون إلى البلاد بشكل غير شرعي،وبالتالي كان المناخ مهيأ لهم للقيام بهذه الحوادث التي تتسبب في زعزعة استقرار المجتمع،وتضعف الحركة السياحة،وتعرض آلاف من المصريين للتشرد ،ومن ثم هناك ضرورة لتغيير الاستراتيجية الأمنية في التعامل مع المعابر،وتشديد الرقابة عليها.

ويؤكد المركز المصري على ضرورة أن لا يتم استخدام هذا الحادث لإعادة تمديد حالة الطواريء،وانه من المهم سرعة تقديم قانون مكافحة الإرهاب للبرلمان،مع مراعاة الحقوق والحريات للمواطنين،وأن يستخدم القانون في محله،لا أن يتم استخدامه كذريعة لكبت الحريات وملاحقة السياسيين والنشطاء،وإنما لابد أن يتم استغلال هذا الحادث في إجراء حوار مجتمعي شامل مع كل فئات المجتمع لمواجهة الأفكار المتطرفة ،وإبراز المعاني النبيلة والقيم التي افتقدها المجتمع مؤخراً.

ويوضح المركز المصري على أن مصر شهدت عشرات الحوادث الإرهابية في ظل قانون الطواريء،ولم تمنع تمديد حالة الطواريء من حدوثها،وبالتالي لابد من تغيير العقلية الأمنية في التعامل مع الأزمات،بالإضافة إلى الاستفادة من الدروس الماضية،وإجراء حوار مع الجماعات الإسلامية وغيرها للتعرف على أسباب القيام بهذه الحوادث،كذلك محاسبة كل من ساعد أي متهم سواء كان مصري أو أجنبي في القيام بمثل هذه الحوادث المروعة.

كما ينوه المركز المصري على ضرورة أن تستخدم وزارة الداخلية أدوات جديدة لمواجهة الإرهاب،وأن تقوم بالتعاون مع المؤسسات الدينية لنشر قيم الاعتدال وقبول الآخر،وإبراز المخاطر التي تترتب على حدوث مثل هذه الحوادث الإرهابية،وتأثيرها على المجتمع أمام العالم الخارجي،وأن المصريين هم الذين يتضررون من جراء هذه الحوادث أكثر من غيرهم،وأنه يتم استخدام مثل هذه الحوادث الفردية ضد استقرار البلاد،رغبة من بعض الجهات في عرقلة برامج التنمية المصرية أو تعطيلها لأطول فترة ممكنة.

المـركز المصرى لحقــوق الانسان