7/9/2006

الطــالب:
ونحن نتكلم اليوم بصدد العامل الأساسى فى العملية التعليمية وهو التلميذ أو الطالب من بداية اليوم الدراسى إلى نهاية اليوم الدراسى ونلقى الضوء على كثير من الواقع الذى يعيشه الطالب فى مدرسته.
أولاً: بداية اليوم الدراسى وغالباً فى معظم المدارس يبدأ اليوم الدراسى فى 7 صباحاً وذلك لوجود فترة ثانية بمعظم المدارس وهذا الميعاد يعتبر مبكراً جداً على معظم الطلاب وإذا لاحظنا طابور الصباح فى معظم المدارس سنجد أنه يستوعب نصف عدد الطلاب بالمدرسة لأن النصف الأخر يأتى بعد أو أثناء الطابور هذا إذا إلتزم الطالب بالحصة الأولى ولكن فى معظم الاحيان يصل الطالب بعد الحصة الأولى أو الثانية أو الثالثة وذلك لأن من حق الطالب أن يدخل مدرسته فى أى وقت شاء وممنوع على المؤسسة التعليمية طرده بحجة عدم تسرب الطلاب من التعليم ولا يوجد وسيلة عقاب تردع الطالب المتأخر ولكن توجد وسيلة عقاب تردع المدرس المتأخر وهو التوقيع فى دفتر التأخير أو الغياب وبذلك يشعر الطالب بشئ من الاستهزاء بمواعيد المدرسة حيث أن من حق أن يحضر ويكتب فى دفتر الحضور موعد حضوره فى أى وقت فممنوع عن المعلم أن يرفض دخول الطالب المتأخر الحصة بعد بدايتها وهذا بحجة دفع العملية التعليمية وعدم تسرب الطلاب من التعليم على حساب قيم الالتزام والانضباط.

الطالب والزى المدرسى:
ونتكلم أيضاً على الزى المدرسى الذى مفترض أن يكون عنوان الطالب الأساسى أن يكون ملتزماً بما يرتديه من زى خاص بالمدرسة لأحساسه بالأنتماء وياللأسف فإن الزى المدرسى يلتزم به فى اليوم الأول من العام الدراسى فقط ونجد باق العام الدراسى لا يلتزم به وممنوع على المدرسة إن تعاقبه على ذلك أو أن تعيده إلى المنزل للإلتزام بالزى ونجد ذلك غالباً فى مدارس البنين حيث لا قانون يجبر الطالب على ارتداء الزى المدرس بحجة عدم القدرة المالية على الإلتزام بالزى المدرسى و فى بعض الاحيلن يأتى الطالب الى المدرسة بدون حذاء وربما بصندل او شبشب فى قدمة ووسيلة العقاب ممنوعة بأمر الوزارة.

علاقة الطالب بمدرسه:
وهى علاقة شائكة مع اختلاف الأجيال واختلاف الأراء سنجد أنها علاقة تختلف بتوالى الأجيال وتباينها فى الطالب فى كثير من الأحيان لا يجد الجذب إلى المدرسة أو إلى التعليم عامتاً فهو مجبر من قبل الأسرة على التعليم ولم يهيئ نفسياً من صغره من قبل الأسرة على أهمية التعليم فهى عملية آلية ميكانيكية من صغره ما قبل التعليم الأساسى ثم المرحلة الابتدائية ثم الاعدادية وهكذا فستجد علاقة الطالب بالمدرسة علاقة ينقصها الكثير فهى محكومة بوقت الحصة وغالباً ما تكون مختلفة من مدرسة الى أخرى تتراوح ما بين 40 دقيقة ، 45 دقيقة ، 50 دقيقة و يجبر فيها المعلم على شرح المنهج الملتزم به من قبل الوزارة وبات على المعلم أن تكون علاقته بالطالب علاقة تعليمية وليست تربوية فلا وقت لدى المعلم للتوجيه التربوى فهو ملزم بتوصيل المنهج إلى الطالب اما من قبيل انة فهم أم لم يفهم فلا وقت للمناقشة والمجادلة والاقتناع فمعظم المناهج التعليمية لا يقتنع بها المعلم ولكن فهو أداة لتوصيل المعلومات إلى الطلبة طبقا لتوزيع المنهج على العالم الدراسى فيجب عليه أن لا يقدم ولا يؤخذ الدرس عن تاريخه.

وسيلة العقاب
ربما أننا بصدد العلاقة بين التلميذ والمعلم فيجب علينا أن نتعرض لوسيلة العقاب فالعقاب بالنسبة للطالب مفقود فلا سلطة للمعلم فى عقاب الطالب المهمل داخل الفصل والغير منتبه والغير منتظم فالممنوعات كثيرة ممنوع الضرب ممنوع الطرد ممنوع استخدام درجات أعمال السنة للعقاب فلا داع للطالب من قبل المعلم وإذا حدث أى احتكاك بين الطالب والمعلم لسبب جوهرى فيردها الطالب إلى إجبار المعلم له للدخول إلى الدروس الخصوصية فأصبحت الدروس الخصوصية هى العفريت الذى يقفز من القمقم لدى أى توتر فى العلاقة ما بين الطالب والمعلم إذا عاقبه لتأخره او اهماله فى احضار أدواته أو السؤال عما شرح له من دروس فهو يعاقبه لعدم دخوله الدروس الخصوصية واصبحت العلاقة بين المعلم والتلميذ علاقة ندية ليست بها احترام.

التلميذ وولى أمره
وبما أننا نتكلم عن العقاب فلا نهمل دور الأسرة فى حل مشاكل أولادها وعلاقتهم بالمدرسة والمعلم فيوجد شئ من الاستنفار بين ولى الأمر والمعلم فهما فى علاقة من التحدى والاستفذاذ دائماً فإذا تعرض المعلم للطالب بأى وسيلة عقاب قانونية مثل حصوله على استدعاء ولى أمر من قبل الاخصائى الاجتماعى أو من قبل مدير المدرسة فولى الأمر يسمع الطالب بأنه لم يخطأ ولكنه مجنى عليه من قبل المعلم وكثير من المشاكل التى يتعرض لها المعلم داخل المدرسة مع إدارتها من قبل أولياء الأمور التى أدت وسائل الأعلام المختلفة دور سيئ فى توتر العلاقة بين المعلم وأولياء الأمور فهو دائماً متهم بالتربح وفقدان الضمير والزمة وليس لديه الحق فى الدفاع عن مجهوده داخل الفصل ليستوعب التلميذ ما يقوله ويؤدى ذلك إلى المشاكل اليومية وفى أحياناً كثيرة يتعرض المدرس لسباب والتشابك بالأيدى من قبل أولياء الأمور داخل المدرسة واحياناً يوجد محاضر فى الشرطة من قبل ولى الأمر والسبب الوحيد أجبار الطالب على الدروس الخصوصية وأصبحت هذه الوسيلة الوحيدة لمعاقبة المعلم والحد من سيطرته على الطلبة والاهتمام بعمله داخل المدرسة.

ويحضرنى شئ من هذا القبيل فأن بعض الطلاب يتجنى على المعلم حتى لو لم يكن معلم الفصل ولم يكن له أى علاقة بالطلاب ثم الأشراف المدرسى فإذا عاقبت طالب على عدم الالتزام داخل المدرسة يتجنى على المعلم بأنها وسيلة لإجباره على الدروس رغم عدم وجود علاقة داخل الفصل بين هذا المعلم وهذا التلميذ وأدى ذلك إلى اتجاه ولى الأمر إلى الإدارة والمدير العام للادارة وتقديم شكاوى من ولى الأمر ضد المعلم فدائما التلميذ على حق وفقد دور المعلم التربوى ويؤدى ذلك إلى عدم تعرض المعلم إلى الطلاب فلا تسميع ولا اهتمام بل عملية آلية يؤدى ما عليه فى حدود عدم حدوث مشاكل بين المعلم والطالب.

الطالب والاختبارات الشهرية
فإن على الطالب أن يؤدى اختبار شهرى فى كل مادة على حدة وقد اتخذت الإدارة قانون بتوحيد الامتحانات الشهرية للطلاب بكل مدرسة ووضع جدول زمنى فى نهاية كل شهر ولكن لا يلتزم الطالب بالحضور الامتحان حتى لو أدى ذلك إلى فقدانه لدرجة الامتحان فأصحبت أعمال السنة نسبة ضئيلة للنجاح ونجد نسبة الحضور أيام الامتحانات أقل من معدلها طول الشهر وبالتالى فلا يلتزم المعلم الملاحظ داخل الفصل اثناء الامتحان بالجدية لأنه يقوم بالملاحظة على مادة غير مادته فلا يهمه الفوضى داخل الفصل أثناء الامتحان الشهرى ويقوم بعض المدرسين بامتحانات شهرية خاصة بفصولهم غير الامتحان الموحد على سمتوى المدرسة للجدية ومعرفة مستوى الطالب الحقيقى دون إهمال أثناء الامتحان الموحد.

وكل ما تهتم به المدرسة هو تنفيذ القوانين دون جديتها أو نتائجها التلميذ وحصص الأنشطة وياليت الوزارة تعلم بأن كل حصص الأنشطة المدرسة حصص ليست لها أهمية لدى الطالب أو مدرس النشاط فهى علاقة تسديد وقت الحصة ليست أكثر فمعظم مدرسين الأنشطة ليس لديهم الدافع لتوصيل أى معلوم لدى الطلاب فهم ليس لهم أهمية مدرس المواد الأساسية فهم لا يستفيدون شئ سوى مرتباتهم الهزلية فلا مجموعة مدرسية ولا درس خصوصى ولا احترام من قبل الطالب لهم فمعظم معلمى الأنشطة داخل الحصة يا أما متواجدين صامتين يا أما أمام الفصل للحديث مع الآخرين أثناء الحصة ومن أهم الحصص المدرسية لدى الطالبة حصة التربية الرياضية فهى حصة لكورة القدم فقط لا مجال لأى لعبة اخرى لعدم وجود امكانيات ولا أدوات وعدم اهتمام مدرس التربية الرياضية فأما هو من العاملين بالمقصف المدرسى فلا يتواجد فى فناء المدرسة لمتابعة الطلاب ولكن لزيارة دخلة بضعة قروش من مقصف المدرسة فيتركون الفصل داخل الفناء كما يشاء ويؤدى ذلك إلى الشوشرة على الفصول الأرضية التى أصبحت داخل الملعب لضيق المكان ومدرسيين الأنشطة كلهم لديهم أعمال بعد الظهر فمنهم من هو سائق تاكسى ومنهم من يعمل فى محل ومنهم من يقوم بعمل ليلى فيأتى إلى المدرسة منهك القوى للتوقيع والراحة وشحن بطاريته للعمل الأخر فلا مرتبه يكفى ولا هو راضى عن وجوده داخل المدرسة.

سأل مدرس التربية الرياضية يوم عن عدم ارتدائه بدلة التربية الرياضية فقال أنها غالية فثمنها يستحقه أولاده فلا إمكانية لذلك ومدرس التربية الزراعية يهتم داخل حصته ببيع بعض المنتجات للطلاب من عصير وسندويتشات ….. وغيره لزيادة دخله فلا معلومة تفيد الطالب سوى حشر الطلبة فى حجرة الزراعة أثناء الحصتين فقط لا غير.

علاقة الطالب بالكتاب المدرسى
فى بداية كل عام دراسى يتسلم الطالب مجموعة من الكتب المدرسية تتخطى الثلاثون كتاب تكلف الدولة مبالغ باهظة فى الطباعة والورق وكل هذا الكتب ليس لها لزمة لدى الطالب فهى حق وفرته الدولة لبائعى اللب والبطاطا نهاية العام الدراسى فلا الكتاب المدرسى مقيد فهو كتاب ملئ بالحشو والأخطاء العلمية واللغوية ينفر الطالب من المذاكرة ويتجه الطالب إلى شراء الكتب الخارجية فهى تؤدى الغرض وأكثر وكأنها اتفاقية بين مؤلفى الكتب المدرسية ومؤلفى الكتب الخارجية لترويجها والتربح منها ويالها من مأساة كم كتب الأنشطة كتبه التربية الفنية والزراعية والحاسب الآلى وغيرها من كتب ليس لها مكان لدى الطالب سوى سلة المهملات نهاية كل عام فلا يشرحها المعلم ولا يهتم بها الطالب ولكنها عبأ على الوزارة وخزينتها كل عام وكأنه مال سايب يغترف منه بدون قيد أو حساب.

ميزانية النشاط المدرسى
فكل مدرسة لديها ميزانية نشاط لكل مادة يجب أن توجه لهذ النشاط ليستفاد منه الطالب ولكن تدخل هذه الميزانية تحت بند احتياجات مهمة لدى المدرسة أكثر أهمية من النشاط، فلا طالب يستفيد ولا المعلم يستطيع أن يستغلها فى عمل شئ يؤدى إلى جذب الطالب إلى أى نشاط أين النشاط الفنى بالمدرسة ؟ أين النشاط الرياضى بالمدرسة ؟ أين النشاط الزراعى بالمدرسة ؟ أين النشاط السياسى بالمدرسة ؟ فكلها نشاطات متفرضة وكأنها شئ ليس له لزوم لتنمية مدارك الطلاب والاهتمام بالنابضين والموهوبين وأعداد جيل للمستقبل من المبدعين، فالأبداع قد انتهى من هذا الجيل ونعيش على ماضى ملئ بالمبدعين فى كل المجالات وأصبح لدينا تارخ وليس حاضر.

علاقة التلميذ بالأسرة
فعلاقة التلميذ بأسرته هى البذرة التى يقوم عليها أشياء كثيرة فطرق التربية داخل الأسرة قبل العملية التعليمية تكون هى الأساس التى يتعود عليه التلميذ داخل المؤسسة التعليمية فطرق العقاب لدى الأسرة هى العقاب البدنى أو السباب فى كثير من الأحيان داخل الأسرة البسيطة فيتعود الطالب على العقاب بهذه الطريقة فحين يعاقب داخل المدرسة بأى وسيلة أخرى فهى وسيلة غير رادعة له لأنه تعود داخل الأسرة على هذه الوسيلة من العقاب ولكل وسيلة عقاب مميزاتها وأضرارها التى يجنى من ورائها المراد منها فأصبح المدرس مقيد بقوانين لعدم العقاب التى تعود عليه التلميذ داخل أسرته فيجب على الأسرة أن تعود التلميذ على وسيلة عقاب أخرى حتى لا يتعود على ذلك.

التلميذ ونهاية اليوم الدراسى
ونجد التلميذ فى نهاية اليوم الدراسى بعد دق جرس الحصة الأخيرة كالسجين الذى أخرج عنه فينطلق جارياً صائحاً فى سعادة مندفعاً إلى باب المدرسة وكأنه يريد الحرية التى سلبت منه داخل جدران المدرسة فلا وسيلة جاذبة للطالب داخل المدرسة يجعله يتمسك بوجود داخل المدرسة وعدم وجود إمكانيات لأى نشاط ولا حافز مادى أو معنوى يدفع الطالب على الاجتذاب إلى مدرسته وهكذا تكون المدرسة سجن كبير يقضى به التلميذ نصف اليوم بين الجدران والمنهج وللكتاب وعدم الإمكانيات هى السجان.