21/1/2009

اثارت تصريحات الفنان عادل إمام بشأن الأحداث الاخيرة على غزة الكثير مِن الجدل والخلاف على كافة الاوساط السياسية والفنية والشعبية والعربية عندما ادان فيها الفصائل الفلسطينية المتناحرة وحملهم مسؤلية قتل المدنيين الابرياء في غزة ؛ وانتقد وهاجم حركة حماس ؛ وانتقد الوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي تعبر عن الغضب الشعبي فى الشارع المصرى والعربى والعالمى ، وانتقاده لشعار “بالروح بالدم نفديكي يا فلسطين” ؛ كذلك اثارت تصريحات الفنان صاحب الباع الطويل فى مناقشة القضايا الخلافية فى افلامه جدلا واسعا عندما رأى انه من الأفضل إرسال المعونات والفرق الطبية بدلا من التظاهر.

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تعلن انه برغم اختلافها مع الفنان الكبير فى تصريحاته الا ان ذلك فى النهاية رايه الشخصى الذى لا يعبر من خلاله عن رأى المجموع ؛ وهو ما كفله له الدستور والقانون ونصت عليه كافة الاعراف والمواثيق الدولية .

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى ترى أن فتوى إهدار دم الفنان عادل امام والمنسوبة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي”, فتوى جائره اذا كانت هذه الجماعات تؤمن وتطالب بحرية الرأى والتعبير فكل شخص مسئول عن رأيه ؛ ولا يمكن أن يحاسب عليه لدرجة تصل به الى اهدار دمه .

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى برغم من انها ليست مع احد ضد احد واينما تعبر عن نفسها كاحد المطالبين والمدافعين عن حرية الرأى والتعبير تذكر كل السياسين والنشطاء وكل الشعوب العربية انه لا ينبغى ان ننسى لنفس الفنان الذى اطلق تلك التصريحات قال وقت التصريح بها ” أكاد أبكى دمًا، مما يحدث الآن للفلسطينيين فى قطاع غزة”

وقال فى تصريحاته لأحدى الصحف المصرية اليومية المستقلة “حذرت القيادات المصرية القيادات الفلسطينية من الهجمات الإسرائيلية، لكنها لم تنتبه لذلك، وخاضت حربًا غير متكافئة، والأفضل أن تتوقف حمَّاس عما تقوم به، لأن إسرائيل لن تقابل ما تفعله حماس بالورود.

وطالب امام فى تصريحاته القيادات الفلسطينية بضرورة الالتفاف حول شعبهم بدلا من التخفى، لأن إسرائيل لن تتوقف عن ضرب الأطفال والمدنيين رغم البيان الذى أصدرته الإدارة الأمريكية.

وقال ايضا : أعتقد أن هذه الأفعال تفيد إسرائيل أكثر مما تضرها لأننا نخرب اقتصاد بلادنا، وتعجب عادل امام من تصريحات مهدى عاكف، مرشد الإخوان، الذى يحمل القيادات المصرية ما يحدث فى إسرائيل، ويقول إن النصر قادم لا ريب فيه.

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تذكر كل المدافعيين عن حرية الراى والتعبير ان المدرسة الأوروبية لحقوق الإنسان نشأت على أساس سياسي بسبب كون شعوب دول أوروبا على وجه العموم ، كانت تعاني من استبداد السلطة وتحكم رجال الكنيسة فكان الهدف الرئيسي منها هو حصول الفرد على هذه الحريات في مواجهة السلطة وبدت وكانها تمارس ضد السلطة أو رغما عنها وهذا يختلف عن المفهوم الإسلامي في الحريات الذي يرى إن تلك الحقوق ينبغي أن تكون عامة ، يتمتع بها الفرد في مواجهة الغير ، وليس في مواجهة السلطة وحدها وان الشريعة الإسلامية ترى ان الحقوق والحريات تنبع من فكرة مستقلة عن إرادة البشر وعن الزمان والمكان فهي في نظر الإسلام من نعم الله على عباده، وهي ليست سلاحا في يد السلطة، أو مسوغا لخروج الناس على المجتمع أو الحكام.

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدنى تؤكد ان حرية الراى والتعبير مكفولة بنص القانون والدستور حيث كفلتها المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الانسان التي تنص على أن ” لكل شخص حق التمتع بحرية الرأي والتعبير ويشمل هذا الحق حريته في اعتناق الآراء دون مضايقة وفي التماس الإنباء والأفكار وتلقيها ونقلها إلى الآخرين بأي وسيلة دونما اعتبار للحدود ” ؛ وهو نفس الحق الذى صانته كل المواثيق العربية ومن بينها الدستور المصرى ؛ وكفلتها المواد 18-22 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المتعلقة بحرية الرأي والتعبير

وكذلك كفلتها المادة 19/2 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية والتي تنص على أن ” لكل إنسان حق في حرية التعبير ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف دروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها للآخرين دونما اعتبار للحدود سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها”.