3/3/2009

كان الإضراب وثقافة الاعتصام مرتبطة في يوم من الأيام بعمال المصانع والشركات وإضراب المتضريين من الخصخصة وخلافه؛ ولكن شهدت السنوات القليلة الماضية إضراب فئات أخرى جديدة تمثل نقلة نوعية في التخصصات ؛ حيث دخل الأطباء والصيادلة والمحامين والصحفيين دائرة الفئات المتضررة من بعض الأمور ومن ثم تجد الإضراب إمامها حلا لفتح حالة الحوار في محاولة للاستجابة لمتطلباتها .

واليوم يدخل إضراب عمال التليفزيون بماسبيرو من المخرجين والمذيعين والفنيين اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي أمام مبنى التليفزيون احتجاجا على استبعادهم من خطة التطوير ” الهيكلة ” التي يشهدها اتحاد الإذاعة والتليفزيون ؛ التي كان من شانها استبعاد القدامى والكفاءات والاستعانة بخبرات إعلامية من خارج قطاع التليفزيون.

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها حذرت مرارا وتكرارا قبل ذلك في بيانات لها من تدنى أوضاع العاملين داخل قطاع اتحاد الإذاعة والتليفزيون ؛ وأنها عند مناقشة تأثيرات قانون البث الفضائي المزمع إقراره في مصر ؛ حذرت المؤسسة من خطة التطوير والهيكلة التي سيشهدها القطاع لأنها ستؤدى إلى تغيير الخريطة الإعلامية لصالح المحاسيب ومن يرضى عنهم النظام .

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تؤكد أن الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عشرات العاملين بماسبيرو تأتى انطلاقا من غياب جهة الدفاع عن حقوق هؤلاء العمال وعدم وجود نقابة ترعاهم .

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تنتهز فرصة اعتصام العاملين بماسبيرو وتجدد مطالبتها التي نادت بها في أطار مشروع إعلام حر بضرورة وجود نقابة للإعلاميين على غرار نقابة الصحفيين تدافع عن حقوقهم وتتبنى مطالبهم .

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تؤكد انها حذرت قبل ذلك من أن مشروع قانون البث به العديد من القيود على حرية الرأي و التعبير حيث اعتمد على مفاهيم مطاطة وألفاظ مرنة دون وضع معايير محددة لها ؛ لكنها تصب في النهاية لصالح ما تراة الحكومة .

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تذكر الجميع على مطالباتها قبل سابق في ورشة عمل ” مسألة تنظيم البث المرئي والمسموع ” بضرورة إلغاء وزارة الإعلام المصرية، واستبدالها بهيئة إذاعة مستقلة تخضع لرقابة البرلمان بعيداً عن تدخل وسيطرة الحكومة. وإلى ضرورة إٌقامة حوار مجتمعي حول مشروع قانون البث المرئي والمسموع .

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تؤكد أن احتجاجات العمال التي تشهدها الميادين الرئيسية في مصر كل يوم ويفضها النظام بالقوة والمسئولين بالكلام المعسول أصبحت واقع ودليل على ضعف وهشاشة الاداء الحكومى في احتواء أزمات أبناءه؛ تلك الأزمات التي خلقتها الحكومة نفسها ؛ ففي القضية التي نحن بصددها تجاهل المسئولين في ماسبيرو أبناء المبنى من كفاءات واستعانوا بخبرات من الخارج غير مؤهلة وتحوط حولها شبهات الوساطة والمحسوبية بل أن المبالغ التي يحصل عليها الدخلاء اكبر بكثير من أبناء المكان ؛ وكان من الأولى في أطار الهيكلة محاولة توفيق أوضاع العاملين من خلال الاختبارات والدورات التدريبية للوقف على كفاءاتهم وإمكانياتهم , ولكن ما يحدث في قطاع ماسبيرو شانه شان بقية المؤسسات الحكومية التي تقوم باستغلال العمال كالطواحين ؛ أي استغلاهم للعمل في مرحلة مؤقتة ثم ينتهي دورهم.

مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني تذكر كل النشطاء والحقوقيون ووزير الأعلام الذي من شأنه إنهاء اعتصام عمال ماسبيرو أن مصر وطبقا لما أعلنته منظمة العمل الدولية خلال مؤتمرها العام فى أغسطس من العام الماضي احتلت المرتبة السابعة بين دول العالم الأكثر انتهاكًا لحقوق العمال والحريات النقابية بسبب التدخلات الحكومية والأمنية في شؤون التنظيم النقابي العمالي. وتم وضع اسم مصر ضمن القائمة السوداء للدول التي تنتهك الحقوق والحريات النقابية والعمالية علي مستوي العالم ؛ بل كان هناك نية لدي الدول الأعضاء بالمنظمة لفرض عقوبات دولية علي مصر، بسبب الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة في حق العمال .

مؤسسة عالم واحد