30/7/2009

في إطار إهتمام مؤسسة عالم واحد للتنمية ورعاية المجتمع المدني بدعم حرية الرأى والتعبير وتفعيل الصحافة المحلية، والتحول إلى الديمقراطية من خلال دعم سياسة اللامركزية، نظمت المؤسسة بالتعاون مع الوقفية الوطنية للديمقراطية، دورة تدريبية للصحفيين المحليين بمحافظة الإسماعيلية حول دور الإعلام المحلي في دعم اللامركزية، وذلك ضمن مشروع الإعلاميين المحليين الذي تنظمه المؤسسة تحت شعار “شبكة الإعلاميين المحليين لدعم اللامركزية” (داعم)، بمشاركة 25 صحفية وصحفي محلي، عقب ذلك ورشة تنشيطية لعضوات المجالس المحلية مسئولات الإعلام بمحافظة الإسماعيلية حول قانون الإدارة المحلية وسياسة اللامركزية.

بدأت فعاليات اليوم الأول بالتعريف بمفهوم اللامركزية وأنواعها وأهميتها في تحقيق التنمية في المجتمعات المحلية، كما تناول التدريب الدستور المصري والقوانين ذات الصلة وعلى الأخص قانون الإدارة المحلية رقم (43) لسنة 1979 وعلاقتها باللامركزية.

تناول التدريب الذي قام به عصام شيحه المحامي بالنقض أنواع اللامركزية وركز فيها على اللامركزية السياسية والإدارية والمالية، وشدد على أن اللامركزية لا تعني تنازل السلطات المركزية عن كل سلطاتها للإدارات المحلية، ولكن هى عملية تفويض ونقل وتنازل عن بعض هذه السلطات دعماً للحكم المحلي، وأضاف أن اللامركزية تساعد على الإسراع في التنمية لأنها تلبى احتياجات المواطن المحلى وتشركه في عملية صنع القرار خاصة إذا توافرت “الديمقراطية الحقيقية” والحكم الرشيد والتوازن بين السلطات، ومنح المجالس الشعبية المحلية سلطات واسعة في الرقابة على أداء السلطات التنفيذية من خلال العودة إلى حق الاستجواب وسحب الثقة، مشدداً على مشاركة منظمات المجتمع المدني من أحزاب سياسية ونقابات مهنية وجمعيات أهلية في عملية المساءلة والمحاسبة.

وتناول في الجلسة الثانية القوانين المصرية وعلاقتها باللامركزية وعلى رأسها قانون الإدارة المحلية، وأوضح أن قانون الإدارة المحلية به بعض المواد التي تشير إلى اللامركزية لكنها متعارضة مع أغلب مواد القانون والتي تكرس المركزية، وأوضح أنه توجد إرادة سياسية مصرية للتحول لللامركزية، ويتم حالياَ إعداد مشروع جديد للإدارة المحلية وسوف يرتبط به تعديل عدد من القوانين الأخرى، خاصة وأن القانون المذمع إصداره لم يتم الكشف عن مواده أو حتى المبادئ الأساسية له، وطالب الصحفيون المشاركون في التدريب بضرورة المطالبة بعرض المشروع على الرأى العام من خلال الأحزاب السياسية وأعضاء المجالس المحلية الشعبية ومنظمات المجتمع المدني لإبداء الرأى تقديمه للبرلمان.

وكان ماجد سرور مدير مؤسسة عالم واحد للتنمية قد افتتح التدريب منوهاً بأهمية مشروع دعم الإعلاميين للامركزية، وأكد أنه في نهاية الدورات التدريبية سيتم عقد ورشة عمل في القاهرة وسيتم دعوة المشاركين في الدورات التدريبية بإصدار دليل للإعلام المحلي حول اللامركزية والإعلام، وتأسيس شبكة الإعلاميين المحليين لدعم اللامركزية، وأوضح أن المشروع سيتم تنفيذه في ثلاث محافظات في المرحلة الأولى ثم يمتد إلى جميع محافظات الجمهورية في مراحله التالية، كما عرض سرور لأنشطة مؤسسة عالم واحد منذ إنشاءها والدور الذي قامت به في الانتخابات المحلية الأخيرة وتدريب أكثر من 400 مرشحة فازت منهن 227.

وفي اليوم الثاني عرض مجدى حلمى إستشاري التدريب، دور وسائل الإعلام والصحافة في دعم اللامركزية موضحاً أن الإعلام سيكون شريك أساسي في تطبيق اللامركزية خاصة في مرحلتى التحضير ومرحلة التحول إلى اللامركزية، وركز على دور الإعلام في توعية المواطنين بأهمية اللامركزية ومدى إستفادة المواطن المحلي منها.

كما ركز حلمي على الدور الرقابي خاصة في مرحلة التحول إلى اللامركزية وهى المرحلة التي تشهد العديد من الأخطاء بسبب عدم إستيعاب المسئولين المحليين والمركزيين لفكرة اللامركزية، ومن هنا يبرز الدور الرقابي للإعلام لكشف هذه الأخطاء والعمل على إصلاحها ومحاسبة المسئولين عنها، موضحاً أن للإعلام دور في المحاسبة والمساءلة، وأكد أن الإعلام المحلي سيستفيد من التحول للامركزية لأنه سيكون الإعلام الأولى بالرعاية وسيتعاظم دوره مقابل تراجع دور الإعلام المركزي، وسوف تزيد الاستثمارات المالية في مجال الإعلام المحلي، مما دفع المشاركين إلى إثارة قضية التراخيص للإعلام والصحف المحلية موضحين أن معظم الصحف المحلية في مصر تصدر بتراخيص أجنبية.

كما عرض عصام شيحة لسلبيات وإيجابيات اللامركزية وسبل تفادي السلبيات، موضحاً أن هذا الأمر يحتاج إلى تدريب العاملين في الإدارات المحلية على أساليب اللامركزية وكيفية اتخاذ القرارات والتخفيف من اللوائح والقوانين والقرارت التي تحكم العمل المحلي مع تطبيق معايير الحكم الرشيد وتفعيل آلية المراقبة والمساءلة والمحاسبة، واقترح الصحفيون مجموعة من النقاط لتفعيل التوجه للامركزية، وهى:

  1. إجراء إصلاحات دستورية في مجال النظام المحلي.
  2. تفعيل النصوص المتعلقة باللامركزية في القوانين الحالية.
  3. الإبقاء على نمط المجلسين مع تحقيق التوازن بينهما.
  4. أن يكون التمثيل في المجالس الشعبية المحلية على أساس عدد السكان.
  5. إعادة النظر في تعدد المستويات المحلية.
  6. تكوين اتحادات محلية.
  7. تحديد اختصاصات في كل مستوى محلي لتطوير القدرات الفنية والإدارية للعاملين.
  8. تفعيل دور كل من وزارة الإدارة المحلية والمجلس الأعلى للإدارة المحلية.

وفي ختام الورشة أعلن ماجد سرور مدير عالم واحد عن تنظيم مسابقة لأفضل ثلاث موضوعات تنشر في الصحف المحلية حول اللامركزية، وقرر أن تقوم المؤسسة بطبع هذه الموضوعات في نشرة يتم توزيعها على مستوى المحافظة والجمهورية، كما سيتم منح جوائز مالية للفائزين.