24/8/2009

“إن ما سوف نقوم بتصويره في الغد سيصيب قلب العالم.. وسيعرفون جميعاً كل مانقوله.. لقد وجدنا لغة عالمية, تجاوزت كل اللغات والكلمات. قوة سوف تجعل من الناس أخوة وتنهى كل الحروب إلى الأبد, فتذكر ذلك عندما تقف خلف الكاميرا”.. المخرج: ديفيد جريفيث .

من المتعارف عليه أن الأفراد تعكس مجتمعاتها بيد أن إحداثيات تلك المجتمعات محفورة داخل هؤلاء الافراد مع بدايات نشأتهم داخلها, لذا فمن غير الممكن النظر لرؤى الإبداعية والمشاريع الإنسانية دون الوضع في الإعتبار الأبعاد الإجتماعية ومدخلات الظروف التاريخية والخلفيات السياسية التى تؤثر بشكل كبير على موهبة الفرد والتى تنعكس بالتالى على توجية تلك الرؤى الإبداعية لرصد تفاصيل هذا المجتمع.

وتلعب السينما بشكل خاص دوراً في غاية الأهمية بالصوت والصورة الحية في توعية الناس والشعوب بحقوقها الإنسانية الموثقة في الدساتير والتشريعات الوطنية والدولية، والتى تؤكد على ديمقراطيتها ومراعاتها لحقوق الانسان، ولاسيما في دول العالم الثالث.

وبهذا فإن الأفلام السينمائية مثلما هي تلعب دوراً مهما مؤثراً في توعية الناس بحقوقها الإنسانية فإنها في ذات الوقت تلعب دوراً كبيراً في غاية الأهمية بفضح إنتهاكات حقوق الإنسان. وليس من قبيل المبالغة القول أن السينما هي أكثر الوسائل الإعلامية المؤثرة تأثيراً هائلاً في تعرية الممارسات والإنتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان على اختلاف أشكالها، سواء ارتكبت بحق الأفراد بمختلف فئاتهم او انتهاك أي حق من حقوقهم الانسانية المقررة في دساتير الدول الحديثة والمواثيق والتشريعات الدولية المعاصر.

فالأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بالمجتمع المصري، قد أدت لإحداث تطوير علي صعيد السينما المصرية، فقد شهد صيف 2009 العديد من الأفلام الروائية الطويلة التى رصدت حال المجتمع بصيغ ابداعية جديدة اتسمت بالتجديد في طرح بعض القضايا الشائكة في المجتمع وخاصة فيما يتعلق بقضايا حقوق الانسان وتوعيه بها.

وقد تحولت السينما التي كان يغلب عليها الطابع الكوميدي, إلى سينما تعكس الواقع بجميع تفاصيله, فقد غلب على سينما صيف 2009 طابع شديد الواقعية لما تمثله من المشكلات الأقتصادية التي يتعرض لها المجتمع، والتأثيرات الأجتماعية، والأوضاع السياسية، وحالة الترقب والخوف علي مستقبل النظام السياسي المصرى. والتي وضحت في الأفلام التى سوف يتناولها هذا التقرير, لتكون هذه الافلام مرآة تعكس أوضاع المجتمع الحالية.

فقد شهد هذا الصيف العديد من الأفلام التى تناولت عدداً من قضايا حقوق الانسان والتى تنوعت ما بين مشكلات المواطنين في المناطق العشوائية والمهمشة من المجتمع كما جاء في قصة فيلم (إبراهيم الأبيض), وقد تطرق فيلم (دكان شحاته) لقضية ممارسة الديمقراطية وتأثيرها على السلام المجتمعى. بالإضافة إلى بعض الأفلام التي تناولت صورة من صور التكافل الاجتماعية والمشكلات الاقتصادية في المناطق الفقيرة والتى صورها فيلم (الفرح) وقد حازت قضايا المرأة على نصيب أيضا كما في فيلم (احكى ياشهر زاد) ومايتعلق بانتهاك حقوقها الإنسانية, وقد تناول (فيلم بوبوس) ظاهرة الفساد التى اتنشرت في المجتمع المصري والتى اضرت بمصالح المواطنين .

لذا سوف يعرض هذا التقرير تحليل حقوقى لأفلام صيف 2009 وما جاء بها من القضايا التى تم معالجتها, ورصد العديد من المشكلات التى يواجه المواطن المصري ولكن من خلال عدسة كاميرا سينمائية. يوليه 2009

أهم أفلام صيف 2009
1- ابراهيم الابيض
بيانات الفيلم:

بطولة: احمد السقا- هند صبرى- عمر واكد- محمود عبد العزيز- سوسن بدر- باسم سمرة – فرح يوسف – حنان ترك قصة: عباس ابو الحسن – اخراج : مروان وحيد حامد- انتاج : جود نيوز – تاريخ الانتاج : 2009 مدير التصوير: سامح سليم – موسيقي تصويرية: هشام نزيه – مونتاج: خالد مرعي – ديكور: انسي أبو سيف – ملابس: ناهد نصرالله – مهندس صوت: حسن أبو – منتج فني: إيهاب أيوب – منتج منفذ: عمرو الصيفي

ملخص قصة الفيلم:
الفيلم تدور أحداثه حول قصة شاب يعيش في أحد الأحياء العشوائية.يتم قتل والده امام عينه وحينها يجد نفسه محاطاً بظروف من شأنها تغيير مسار حياته ويواجه العديد من المشاكل لكونه يحترف بعض الأعمال الإجرامية، فيحاول أن يحقق ذاته وأن يواجه المجتمع ولكنه يتعرض للمزيد من الأزمات التي تنتهى بفشل علاقته بالفتاة التي يحبها ومقتله. تتوالى الأحداث في أحد المناطق العشوائية في مدينة القاهرة والتى يعيش فيها إبراهيم الأبيض والتى يحترف فيها البلطجة والأعمال الغير قانونية، ويظهر في هذه الأحداث كبائع للمخدارت هو وصديقه “عمرو واكد” والذى يعد أقرب شخص لإبراهيم الأبيض حيث قدما ثنائى للعمل الإجرامى في تلك المناطق العشوائية الى أن يقابل إبراهيم فتاة أحلامه”حورية ” (هند صبرى) والتى يكتشف فيما بعد أن والدتها هى من تسبب في مقتل والده لتظهر لنا المفاجاة أن هو نفسه قاتل والد حورية انتقاماً لأبيه, ومن ثم تلجأ حورية لكبير المنطقة وهى شخصية محمود عبد العزيز “عبد الملك زرزور”.

والذى يعد اليد الطولى بالمنطقة وفي الوقت ذاته يحب الفتاة الصغيرة “حورية” منذ نعومة أظافرها, إلى أن تصل أحداث الفيلم إلى ذروة وتأجج الصراع بين كل من إبراهيم الأبيض من ناحية وحورية وزرزور من ناحية أخرى والتى تنتهى معها أحداث الفيلم بمقتل إبراهيم الأبيض على يد رجال زرزور وبمساعدة صديقه عمرو واكد وايضا مقتل حورية على يد زوجها زرزور.

اهم القضايا التى تناولها الفيلم:
القصة تبحث – في قالب إنساني – واقع المهمشين الحقيقي كما يعيشون في مصر, حيث تعد شخصية إبراهيم الابيض واحدة من أحد الشخصيات التى تعيش في واقع صعب داخل المناطق العشوائية في مصر والتى تتسع خريطتها يوم بعد يوم وتتسع معها ثقافة العشوائيات وأنماطها الإجتماعية. والتى تفرز لنا أنماط مختلفة من البشر تساهم بشكل مباشر في تغير الأنماط الاجتماعية في المجتمع المصري, مع إتساع رقعة المناطق العشوائية وثقافتها والتى تفتقر إلى مقومات الحياة الأساسية وتفرض أسلوب حياة على هؤلاء المواطنين تبعد كل البعد عن العيش في حياة كريمة التى نصت عليها المواثيق الدولية ذات الصلة او حتى الحد الأدنى من حقوق الانسان.

يجسد الفيلم أحد الشخصيات الخارجة عن القانون التى تعيش بتلك المناطق والتي تعد أحد البؤر الإجرامية وبيئة خصبة لنموها, حيث لا تخضع تلك المناطق الى أي نوع من أنواع الرقابة أو القانون. حيث يعيش الناس في تلك المناطق بقوانين خاصة بيهم مما يوحى بوجود دولة داخل الدولة, وهو ما يتنافى مع مبدأ سيادة القانون حيث يسود في بعض تلك المناطق عادات وتقاليد وقوانين خاصة بهم وهو ما تجلى في صورة “عبد الملك زرزور” كبير تلك المنطقة والتى تسير وفق رؤيته وقانونه االخاص بعيداً عن القيم والمبادئ الأساسية والنظام العام الذى يحكم المجتمع ككل. والتى تعد من أهم مظاهرها هى العنف المجتمعى, إن حالة العنف فى مجتمعنا تتميز عن أى حالة عنف فى الدول الأخرى لأن المجتمع لديه مفرداته الخاصة التى يتعامل بها ، وهو مايفسر تأصيل مفاهيم العنف في الممارسة اليومية للمجتمع بشكل عام في وتلك المناطق العشوائية أو التى يقطنها المهمشين بشكل خاص. وهو ما ظهره الفيلم من حالة العنف والدموية المبالغ فيها التى تسببت فيها ثقافة العشوائيات وترسيخ مبدأ سيادة القوة في مواجهة مبدأ سيادة القانون. ولظاهرة العشوائيات في مصر أبعاداً عديدة كان من أهمها و التى ركز عليها الفيلم :
البعد الاقتصادى: حيث ينشغل الناس في المجتمعات العشوائية بإشباع الحاجات الأساسية أو كفاية الحد الادنى من مقومات الحياة و الذى يضمن المحافظة على النوع , ومع ارتفاع معدلات البطالة في تلك المناطق نظرا لافتقارهم الى المؤهلات اللازمة يعمل الكثير منهم في مهن مؤقتة او ان يمتهن البعض اعمال منافية للقانون( كاحتراف البلطجة او الترويج للمخدرات وبيعها كما ظهر في الفيلم ) ومع الانخفاض الواضح في دخول قاطنى تلك المناطق الذى يعكس مدى فقرهم وهو ما يحدد معالم حياتهم وتشكيل مكانتهم الاجتماعية ورسم سلوكياتهم ومدى تحقيق متطالبتهم الضرورية والتمتع بالحقوق الاقتصادية التى تكفل مقومات الحياة للانسان والتى نص عليها في العديد من المواثيق الدولية ذات الصلة كالاعلان العالمى لحقوق الانسان والعهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

البعد الاجتماعي: نتيجة للفقر وظروف المعيشة القاسية وافتقار المناطق العشوائية للحد الأدنى من الخدمات الاساسية لتوفير مقومات الحياة, تعانى تلك المناطق من العديد من المشكلات من اهمها عمالة الاطفال وتسربهم من التعليم وزيادة نسبة الامية, بالاضافة الى معاناة قاطنى تلك المناطق العشوائية من تفكك العلاقات الاجتماعية بين أفرادها والتى تؤثر بشكل مباشر على علاقتهم الاجتماعية في نطاق الأسرة الواحدة أو في نطاق المنطقة, وهو مايفسر انتشار قيم وعادات سلبية كانتشار العنف في التعامل بين أفراد الأسرة أو بين أفراد المجتمع, واقتناعهم بثقافة االعنف في التعامل مع مشاكلهم, وإمكانية فرض العدل بالقوة على الدولة والمجتمع ككل.

البعد الأمنى: لعدم وجود تخطيط حقيقى للمناطق العشوائية والتى يصعب بالتالى متابعتها وفرض السيطرة الامنية والرقابة عليها مما يؤدى الى تنامى فئات من ساكنى تلك المناطق والتي عندها قابلية للجريمة, وتعد التجمعات العشوائية مرتع خصب للبيئة الحاضنة للعنف والانحراف وتهيئة الظروف المناسبة لارتكاب الجرائم, وكما أنها تعد مناطق موبوءة ويتنشر فيها الإدمان وتجارة السلاح وتجارة المخدرات فضلاً عن تفشي أعمال الدعارة والبلطجة مما تكثر معه حملات القبض والاحتجاز التعسفى و إجبار البعض منهم للعمل كمرشدين لدى الأجهزة الأمنية وهو ماينتهك بالتالى حق المواطنين في الحرية والأمن الشخصى وعدم استغلال النفوذ والسلطة من قبل الجهات الامنية.

البعد السياسي: ينشأ عند ساكنى تلك المناطق إحساس بالامبالاة والعداء تجاة الدولة و أجهزتها المختلفة ويصبح لهم قانونهم الخاص ووضع قواعد عرفية داخلية والتى تؤدى الى الاستغناء عن أجهزة الدولة وغياب القانون وسيادة منطق القوة, ونتيجة للتهميش والاقصاء المتبع تجاه ساكنى الشعوائيات من قبل الدولة والمجتمع أدى إلى ثقافة الانغلاق وزيادة انتشار السلبية السياسية والشعور بعدم الانتماء للوطن، ويتحدد انتمائهم للمنطقة التى يقطنون بها بقوانيها الخاصة. والتى تنعكس بالتالي على وعى المواطنين بحقوقهم السياسية والمشاركة في ادارة الشأن العام للبلاد وممارسة الديمقراطية.

البعد الثقافى: قصة إبراهيم الأبيض صورة لشاب يعانى من العديد من المشكلات، وهى تجسيد لبعض المشكلات لقطاع عريض من من الشباب الذى يقطن تلك المناطق العشوائية, فمشكلة العشوائيات لا تنحصر فقط في كونها ظاهرة جغرافية أو ديمجرافية, بل تشمل أسلوب للحياة والمعيشة فقد أصبحت ثقافة يمارسها العديد من المواطنين, حيث ينشغل الفرد في تلك المناطق بإشباع الحاجات الأساسية فيهدر الكثير من الطاقات البشرية التى تساهم في تطور الحياة الانسانية وهو مايتمثل في حق الانسان في التنمية, فاتساع الفجوات بين الفئات الاجتماعية يؤدى الى التركيز على إشباع الحاجات الفردية على حساب قيم العمل الجماعى.

أخيراً رصد الفيلم صورة لمواطن يعيش في منطقة عشوائية بما تحمله تلك المنطقة من مشكلات ولكن ليس بهدف التعاطف معه, بل لكشف بعض انماط الحياة العشوائية و التوعية بما يجرى في تلك المجتمعات, وذلك حداً لهذه المشكلة, ويعد التصدى لمشكلة العشوائيات من منظور حقوقى أكثر من التزام اخلاقى بل يقع على عاتق المجتمع ككل ليس فقط على المستوى المحلى بل على المستوى الدولى , وذلك بموجب الاتفاقيات الدولية ذات الصلة.

2- دكان شحاته
بيانات الفيلم:

بطولة : عمرو سعد – هيفاء وهبى – عمرو عبد الجليل – غادة عبد الرازق – محمود حميدة – طارق عبد العزيز – عبد العزيز مخيون – رامى غيط – صبرى فواز – أحمد وفيق – محمد كريم – ريهام يوسف تأليف :ناصر عبد الرحمن – إخراج : خالد يوسف- انتاج : شركة مصر للإنتاج السينمائى

ملخص قصة الفيلم:
تبدأ أحداث الفيلم بمانشيتات صحف، ترجع بالزمن الى عام 1981 يوم مقتل”الرئيس السادات” في العديد من اللقطات التي تمثل انهيار في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية سواء كانت على المستوى المحلى او الدولى: ( لقطات لرئيس”اوباما” وانسحاب القوات الامريكية من العراق, وضرب الرئيس “بوش”بالحذاء, واخبار عن انتشار مرض انفلونزا الطيور، وحريق قصر ثقافة بني سويف، وبعض مظاهر الارهاب ، وحرب العراق واعدام الرئيس صدام حسين ،ومجاز غزة والانتفاضة، واعتقالات المعرضين السياسين ثم تعود بنا مرة أخرى إلى اغتيال الرئيس السادات).

ومع موت “الرئيس السادات” يولد “شحاته” “عمرو سعد” في الصعيد، لينتقل به والده”حجاج””محمود حميده” إلى القاهرة، حيث تكون المدينة شبه فارغة من الحياة بسبب قرار منع التجول ، الا من المظاهر العسكرية ، و جنازير الدبابات ، وأعداد غفيرة من قوات الامن ، والعربات الثقيلة تحتل قلب المدينة ، حيث يعمل والده حجاج في بيت صديقه القديم الدكتور “مؤنس” الذي خرج لتوه من السجن على خلفية اغتيال “السادات”.

ومن سياق الفيلم نعرف أن “حجاج” سبق له وان تزوج من امرأة اخرى ولديه ولدان وبنت منها. ويقوم “مؤنس” باعطاء “حجاج” غرفه وجزء من الارض ويسجلها باسمه, ليفتح محل للبيع الفاكهة في الحي الراقي يطلق عليها اسم ابنه الاصغر”شحاته”، الأمر الذي يخلق حالة من الغيرة عند الاخوة.

ويكبر شحاته ويتعرف على “بيسه” “هيفاء وهبي”، التي تكون سبباً اضافياً لتأجيج الصراع بين الاخوة، خاصة “سالم” “محمد كريم” الشخصية الانتهازية الذي يستغل طمع شقيقها البلطجي”كرم” “عمرو عبدالجليل”، لكن الأب “حجاج” بما يحمله من حب استثنائي لابنه الاصغر، وما يملكه من سلطة معنوية، يقوم بطلب يد”بيسه”لابنه”شحاته”. فهو امتداد لصورة والده”حجاج” يأخذ عنه قيم الصعيد الاصيلة. وهو الاقرب إليه من بين الإخوة والاكثر ملازمة له. لكن الأحوال تتغير بسرعة كبيرة. فالاخوان على عكس”شحاته” يدخلان عالم العمل غير الشريف ويموت الأب وتتوالى أحداث الفيلم. ليعود ابن الدكتور”مؤنس” بعد موته أيضا من أمريكا، ويكون أول مشروع له هو بيع الفيلا والأرض التي حولها. لكنه يصطدم بعقبة “دكان شحاته” الذي يرفض التنازل أو البيع

وهنا يبدأ التحالف مابين ابن الدكتور والاخوة. وامام عناد “شحاته” يلفق له أخويه تهمة تزوير ختم والده التي تؤدي به إلى السجن ويتم بيع الفيلا والأرض إلى سفارة أجنبية هي السفارة الاسرائيلية.

” وفي ظل المناخ السياسي العام الذى لا يجد حرجا في تكليف البلطجي “كرم” بالترويج للانتخابات في الحي، بشراء اصواتهم الانتخابية واستغلال حاجتهم وفقرهم، وربطهم بقطعة نقدية مقسومة الى نصفين ، يأخذ المواطن نصفها الثاني بعد التصويت .

ويدخل “شحاته” السجن. واخوه”سالم”يتزوج من”بيسه” بطريقة اشبه بالاغتصاب. وكانت قد رفضت هذا الزواج والذى اسفر عن انجاب ولدا.

يتزامن دخول “شحاته” للسجن مع ازمة الخبز، وحالة الفوضى في الشارع المصري. لكنه رغم الظلم الذي يقع عليه لايفقد حنينه لوالده بما يمثله من حقبة جميلة وحالمة في تاريخ مصر. ويقضي فترة الحكم في السجن ليخرج بعد ذلك ليجد حالة من العنف بين الناس، الذين فقدوا الكثير من علاقاتهم الانسانية بسبب الوضع العام. ويخرج “شحاته” وليس في ذهنه سوى البحث عن اخوته، حيث يجد اخته “نجاح” “غاده عبدالرازق” والتي تخفى عنه زواج أخيه من خطيبته السابقة “بيسه”، ولا احد يريد ان يدله على طريق اخوته، رغم تأكيده للجميع انه عاد فقط ليسامح اخوته وانه لايفكر بالانتقام ابدا.

ويعلم “شحاته” بفرح ابن اخيه الكبير، فيقرر الذهاب للفرح، فتتلاشى صدمة الاخ الاكبر وخوفه وهو يشاهد “شحاته” مقبلا عليه مبتسما مخرجا له بطاقة والده. ولكن”سالم” يظهر فجأة وويطلق رصاصة في الظهر يتبعها برصاصات اخرى, ويتحول الفرح الى فوضى تمتد الى الشارع المصري في فوضى عارمة، وحالة قصوى من العنف: استخدام الاسلحة البيضاء وحالة من عدم الامن، وسيطرة الجماعات المتطرفة على الشارع المصرى وفرض افكارها بالقوة ، لتعود القاهرة تحت وطأة الجنازير والعربات الثقيلة وقوات الامن لتكون مدينة خالية من الحياة ، بعد فرض عدم التجول ، في مشهد مشابه تماما ليوم مقتل السادات وولادة”شحاته” مع فارق ان نهاية الفيلم في مرحلة مابعد حكم”مبارك”في العام 2013.

اهم القضايا التى تناولها الفيلم:
يدخل الفيلم منطقة شائكة لم يسبق للسينما المصرية ان طرحتها بمثل هذا الوضوح ، حيث يناقش فترة حكم الرئيس”مبارك” منذ استلامه الحكم بعد اغتيال الرئيس”السادات”. ولا يكتفي بذلك وانما يتساءل عن مصير مصر بعد حكم ” الرئيس مبارك” حيث تنتهي الاحداث في العام 2013.

ولما كانت هذة الفترة قد شهدت العديد من الاحداث من ارتفاع معدلات الفقر في مصر واتساع مظاهره بالاضافة الى وجود العديد من التجاوزات والمخالفات لذوى النفوذ والاستغلال وتحالف السلطة مع البلطجية وحوادث اهمال ادت الى موت الكثير من المصريين خلال الفترة الماضية، يعلن الفيلم في نهايته عن انذار عن ما سيصيب المجتمع من فوضى. حيث يصور الفيلم التغيرات التى أصابت المجتمع خلال تلك الفترة.

ففي داخل مصر زيادة الأسعار والتى تنعدم معها سبل الحياة الكريمة وتحقيق الحد الأدنى من مقومات الحياة، وازدياد الفوارق الطبقية وتاثيرها الكبيرعلى انعدام تكافؤ الفرص بين المواطنين, وازدياد تغول السلطة وقسوة قبضة الأمن, بالاضافة أى هروب الشباب لتحقيق ذاتهم الى العنف عبر البلطجة أو من خلال الجماعات المتطرفة أو ترسيخ المبادئ الهدمة في المجتمع التى تؤثر على حقوق الانسان المصري.

ونجد أن هناك العديد من المتغيرات في الخارج التى تركت اثراً كبيراً على حياة المواطن المصري والتى شكلت في انماط الحياة المصرية والتى كان اهمها الانتفاضة الفلسطينية والمجازر الاسرائيلية، والحروب الاهلية في لبنان، وغزو الكويت والحرب على العراق، والحروب التي لا تنتهي في منطقة الشرق الاوسط. كل تلك المتغيرات الداخلية والخارجية قد شكلت في وجدان المواطن المصري وأثرت عليه بشكل مباشر في نمط حياته وممارسة لحقوقه الانسانية المكفولة له في جميع المواثيق الدولية ذات الصلة التى نظمت ممارسة تلك الحقوق.

ويظهر الفيلم العلاقة بين ممارسة الديمقراطية وتحقيق السلام المجتمعى , حيث تتجسد تلك العلاقة من خلال عرض بعض الصور من غياب الشفافية والمحاسبية وتفشي الفساد وسيطرة بعض الجماعات على كافة المجالات التى تنعدم معها التعديدية خاصة السياسية منها، وتغييب القوى الوطنية عن الساحة السياسية, واستغلال السلطة والنفوذ. بالاضافة إلى إتساع رقعة المناطق العشوائية وترويج للثقافتها القائمة بشكل أساسي على استخدام العنف كأسلوب للحياة, واستغلال بعض الجماعات ذلك من خلال استخدام العنف كأسلوب للتعبير عن أفكارها والتى تبدأ من تغيير الهويات الاجتماعية والثقافية للمواطنين والتى تغير بالتالى في المكون الثقافى للمجتمع ليصل الى التاثير في العملية السياسية وهو مايهدد السلام الاجتماعى ويتعارض مع قيم المواطنة في المجتمع.

حيث جسد الفيلم العديد من أسباب عدم تحقيق السلام المجتمعى من خلال طرح بعض النماذج على مستوى الاسرة والتى تنعكس بالتالى على المجتمع, فنشر ثقافة التسامح والسلام الداخلي للأسرة المصرية وحسن التعامل مع الآخر المختلف سواء مجتمعيا أو ثقافيا أو دينيا أو حزبيا هى من اهم المقومات الاساسية لتحقيق السلام المجتمعى, بالاضافة إلى تحسين المناخ السياسي لممارسة الديمقراطية والذى يتطلب بيئة اجتماعية عادلة، وبيئة ثقافية متسامحة، وبيئة سياسية تتصف بالتعددية. حيث يعد هذا السياق الطبيعي لبناء سلام اجتماعي حقيقي.

ومن ناحية أخرى تطرق الفيلم الى طرح بعض التوقعات التى ستصيب المجتمع المصري في حال عدم تحقيق السلام المجتمعى وتحقيق متطالبته والتى من اهمها سيادة القانون, ففى وجود حالة من القانون الموازي في المجتمع التي تحكتم على مبدأ القوة واللجوء إلي أعمال العنف والبلطجة، والتى تنتج عنها حالة من الفوضى في إدارة شئون العلاقات بين افراد المجتمع الواحد. والذى تؤثر بالتبعية على تطور حركة التنمية التى لا يمكن فصلها عن السياق العام للمجتمع.

ناقش أيضاً الفيلم بعض قضايا المرأة التى تعد أحد مقومات تحقيق السلام المجتمعى والذى يؤدى غياب دورها إلى اختلال القوى في المجتمع. فقد تطرق الفيلم لوضعية المراة في المجتمع, يتجلى ذلك من خلال حرمان النساء في الصعيد من الارث وايضاً اعتبار المرأة جزء من التركة وافقادها لدورها الاجتماعي وانتهاك حقها في اختيار الزوج المناسب لها, كل ذلك في إطار منظومة المجتمع التى تسيطر عليه الافكار الذكورية تجاة المراة.

إلا أن ممارسة الديمقراطية كانت أهم القضايا التى لاتزال هى المحرك الأساسي في تحقيق السلام المجتمعى وهى الفكرة ذاتها التى أكد عليها الفيلم في نهايته, محذراً من عواقب وخيمة ومن خلق حالة من الفوضى تعم المجتمع إذا لم يتم إ صلاح حقيقى على جميع المستوايات.

3- الفرح
بيانات الفيلم:
بطولة : خالد الصاوى– دنيا سمير غانم – جومانا مراد – كريمة مختار – باسم سمرة – ياسر جلال – ماجد الكدوانى – روجينا – مى كساب – حسن حسنى – محمود الجندى – صلاح عبد الله – سوسن بدر – علاء مرسى – سليمان عيد – سعيد طرابيك – شمس – رامز أمير – حاتم جميل .

قصة: أحمد عبد الله- إخراج : سامح عبد العزيز – التصوير السينمائى : ماهر أبو سليمان – الملابس: إسلام يوسف المونتاج : عمرو عاصم- إنتاج : أحمد السبكى – ديكور : إسلام يوسف -مهندس الصوت : احمد جابر

ملخص قصة الفيلم:
يقدّم «الفرح»، لوحة عريضة لمجموعة من شخصيات، تتوزع بينها الهموم والأحداث، فينعدم التركيز على شخص واحد، بل تتقاطع الخطوط وتتداخل وتتكامل، والشخصيات يجمعها حدث أو مكان رئيس، بل وزمان قصير محدد بيوم واحد.

خلال يوم شاهدنا ما يحدث للجميع عبر إقامة فرح في حي شعبي فقير، كتعبير عن شريحة من اناس، إن لم يكن عن المجتمع الواسع.

فيتم سرد تفاصيل المجتمعات الشعبية في فرح وهمي. شخصيات الفيلم كلهم في حاجة إلى مال، يقرر صاحب الفرح ويدّعي «زينهم» اقامة فرح وهمى وذلك لشراء ميكروباص على ان تكون العروس الوهمية أخته وهى «جميلة» ” جومانا مراد” التي تسكن في طنطا والتى تعانى هى وخطيبها من اصرار والدها على اقامة حفل زفافها في اقرب وقت على أن تكون ” الدخلة بلدى” وذلك للاعلان عن عذرية نجلته أمام أهالى المنطقة وهو ما يجعل كل من العروسين لجؤء الى عملية “ترقيع غشاء البكارة ” والتى سوف تكلف مبالغ لا يقوى كل منهما على دفعها لذا يوفقوا على تمثيل دور العروسين في الفرح الوهمى.

وفي الفرح نشاهد من يمسك بالميكروفون ليقدمه ويحيي المعازيم بطريقة شعبية بالغة الطرافة (ماجد الكدواني)، ويقدم الفيلم شخصية المونولوجيست القديم «الذي راحت عليه» (صلاح عبد الله). كذلك تحضر «سميرة بيرة» (دنيا سمير غانم) التي تحمل صندوق المشروبات وتوزعها على المعازيم، وتبدو في ثياب تكاد تخفي أنوثتها كي تأمن شر من في قلبه طمع حيث انها البنت البكر لوالدته التى تعول اسرة كبيرة لذا تعمل في مجال بيع البيرة في الافراح وتلجأ لارتداء هذه الملابس، ورغم ذلك تتأثر بالحنان الذي يعاملها به أحدهم (باسم سمرة)، وحين يتصوّر أنها صيد سهل يحاول اغتصابها تؤدى الى قتل باسم سمرة على يد سميرة بيرة. وأيضا الراقصة (سوسن بدر) التي تحاول والدة زينهم “كريمة مختار” إقناعها بألا تتعرى، لا سيما أن الأخيرة تمثّل الخير، وتساعد البسطاء الطيبين لكنها تموت فجأة خلال الفرح، فيكون على زينهم إما أن يدفنها وإما أن يكمل خطته كي يحصل على غايته. وإذ تثور الزوجة على الزوج وتغادر البيت احتجاجاً على استكماله الفرح، بينما جثة أمه في الغرفة على حالها.

ويُطرح الفيلم السؤال التالي: «ماذا لو فعل الإنسان هذا… وماذا لو تصرف على نحو نقيض؟», ويقدم الفيلم الخيارين وهما إما استكمال الفرح وعدم الاعلان عن وفاة والدة زينهم وذلك لجمع باقى مبالغ “الجمعية” وهو الخيار الذي لجأ أليه زينهم, أو الأعلان الفورى عن الوفاة وبالتالى سيخسر زينهم تلك الأموال، وأخيراً، تُعرض النهاية البديلة.

اهم القضايا التى تناولها الفيلم:
مع تزايد الأعباء الاقتصادية علي المواطنين (محدودي الدخل) في الآونة الأخيرة علي نحو غير مسبوق نتيجة ثبات الدخول وزيادة الأسعار وتزايد معدلات البطالة، وإعادة الدولة النظر في قضية الدعم الحكومى. يأتى محدودى الدخل في مقدمة فئات المجتمع التي تعاني من تردي الأوضاع الاقتصادية. ويطرح ذلك تحديات جمة بالنسبة لمسألة العدالة الاجتماعية في المجتمع حيث تتضاءل شريحة من يملكون المال وتتسع شريحة الفقراء والمهمشين.

يقدم الفيلم معاناة المواطنين الذين يتم انتهاك حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية في بعض المناطق الفقيرة والمهمشة في مصر وهو مايظهر بشكل جلي في حاجة ابطال الفيلم للمال لسد الاحتياجات اليومية ( التى تعد من مقومات الحياة الأساسية), وهو يفسر لنا التغيير في الأنماط السلوكية للمواطنين وفرض بعض صور التكافل الاجتماعى – و ان كان بلا وعى حقيقى لذلك المفهوم – ومن هنا تتضح صورة التكافل الاجتماعى – ان صح التعبير – و الذى يمارسه سكان المناطق الفقيرة لدعم الأسر فى الازمات والاسر المقبلة على الزواج بتكاليفه المجهده والضرورية داخل تلك المجتمعات ، رسم صناع الفيلم صورة ” الجمعية” او” تجميع نقطة الفرح الوهمى كما جاء فى أحداث الفيلم ” , وتحويل تلك العادة المتاصلة في المجتمع المصري الى واجب وذلك لمساعدة المواطنين بعضهم البعض. وبالتقادم تحول شكل المجاملة الاجتماعية المتمثلة في “النقوط” الى شكل اخر شبة الزامى لرد تلك المبالغ لاهلها في مناسبات اخرى وذلك للتغلب على الازمات المالية أو لكفاية الحد الأدنى من مقومات الحياة والذى يعد من الحقوق الانسان الاساسية

فقد أشارت التفسيرات الدولية لهذا الحق إلى أن أنسب الوسائل لإعمال الحق في كفاية من مقومات الحياة تتفاوت حتما تفاوتاً كبيراً من دولة إلى أخرى ويكون لكل دولة طرف هامش مناسب في اختيار مناهجها الخاصة، غير أن العهد يشترط بوضوح أن تتخذ كل دولة طرف ما يلزم من خطوات لتضمن لكل التمتع بهذة الحق. ويستلزم هذا الأمر اعتماد استراتيجية وطنية وتصميم سياسات لضمان الاحتياجات الاساسية, استنادا إلى مبادئ حقوق الإنسان .

فقد أبرزت المرجعيات الحقوقية “الحق في الدعم” كمطلب لتحقق العدالة الاجتماعية للمواطنين, حيث أوضحت العديد من المواثيق الدولية والوطنية التزامات الدولة تجاه المواطن وفى إطار حقوق الإنسان فقد توسعت الهيئات الدولية فى تفسير وتوضيح دور آلية الدعم كأهم الوسائل والسبل لتمكين الأفراد والجماعات غير القادرة من الحصول على حقوقها الاجتماعية والاقتصادية, والتى تاكد على موضوع ترشيد الدعم والوصل الى طريقة مُثلى لوصوله لمستحقيه والعمل على انشاء آليات التوزيع للسلع الإستهلاكية المدعمة وإنشاء شبكة توزيع للسلع الإستهلاكية تصل إلى المستحقين دون معاناة أو زحام

ومع انسحاب دور الدولة والمجتمع المدنى في كفالة حقوق المواطنين الاقتصادية. ومع تزايد الأصوات المنادية بالغاء الدعم الحكومى نجد أن المجتمعات الفقيرة كونت منظومة للتكافل الاجتماعى يدور فيها راس المال – مع انعدام فكرة الحصول على ارباح- الهدف الرئيسي هو كفاية الاحتياجات الاساسية.

لذا ظهرت الدعوة لإقامة نقاش وحوار مجتمعى تشارك فيه كافة مؤسسات وهيئات الدولة على اختلاف طبيعة عملها، ومنظمات المجتمع المدنى فى مصر والذى يضم العديد من الأحزاب السياسية والنقابات المهنية والجمعيات والمنظمات الأهلية ، بهدف ترشيد الدعم وتوصيله للمستحقين له ، مع طرح السياسات والخطط المقترحة لتحقيق هذه الغاية .

فنجد أن الفيلم قدم وصفاً واقعياً لما يتعرض له قاطني المناطق العشوائية حيث يتضرر القاطنين بالمناطق العشوائية والمرتفعة الكثافة السكانية – على سبيل المثال وليس الحصر إمبابة وبولاق الدكرور وعزبة الهجانة وغيرها- من الانسحاب المتسارع للدولة من المجالين الاقتصادي والاجتماعي غير أن ذلك لم يصاحبه سياسات اقتصادية واجتماعية جديدة حتى الآن – وما ترتب على ذلك من تقلص فرص العمل أمام خريجى التعليم الفنى والجامعى من قاطنى هذه المناطق والذين يفتقرون لمهارات سوق العمل من ناحية والعلاقات مع الشخصيات ذات النفوذ فى المؤسسات والأجهزة الحكومية والشركات الاستثمارية من ناحية ثانية ، علاوة على تقليص القاعدة الاقتصادية للدولة من خصخصة لقطاع الأعمال العام وتقليص للإنفاق الاجتماعي وتضاؤل الموارد المخصصة للدعم السلعي وخفض الإنفاق العام على التعليم والصحة والإسكان وبالتالي زيادة الأوضاع المعيشية في هذه المناطق سوءاً مما يتطلب تمكينهم من الحصول على حقوقهم الضرورية والحيوية في الصحة والإسكان والتعليم وتوفير مصدر دخل ثابت يكفي النفقات الضرورية لأسرهم.

بالرغم من ان الفيلم قد رسم صورة لبعض العلاقات الانسانية إلا أن تلك العلاقات قد أظهرت قضية احتياجات المواطنين الاقتصادية والاجتماعية التى يجب العمل معها على سد الاحتياجات الاساسية لمقومات الحياة الكريمة.

4- بوبوس
بيانات الفيلم:

بطولة : عادل إمام – يسرا – أشرف عبد الباقى – رجاء الجداوى – مى كساب – عزت أبو عوف – حسن حسنى – عبد الله مشرف – محمد شومان – ميسرة – يوسف داوود – حسن كامى – أحمد دياب – ضياء الميرغنى – نضال الشافعى – يوسف فوزى – سامح الصريطى – أيمن عزب – أحمد صيام – لطفى لبيب .

تأليف : يوسف معاطى – إخراج : وائل إحسان – التصوير السينمائى : إيهاب محمد على – الملابس : إسلام يوسف – المونتاج : معتز الكاتب – الموسيقى : عمرو إسماعيل – انتاج : عمرو الصيفى الصوت: طارق علوش – انتاج : جود نيوز للإنتاج الفنى

ملخص قصة الفيلم:
تدور احداث الفيلم في اطار كوميدى حول رجل اعمال متعثر ( عادل امام) نتيجة الأزمة المالية العالمية وتتراكم ديونه للبنوك وبرغم ذلك يجد مساندة كبيرة من بعض ذوى النفوذ في الدولة والذى يحاول مساعدته، وتنشأ علاقة حب بينه وبين سيدة أعمال أيضا متعثرة (يسرا) ومتأثرة بالأزمة المالية بعد أن تضطره الظروف للإقامة بنفس الفيلا التي تقيم فيها يسرا، بعد أن رفضت بيعها وتمسكها بالإقامة بها، وتجري العديد من الأحداث والمفارقات في الفيلم خلال هذه الفترة.

اهم القضايا التى تناولها الفيلم:
تدور أحداث الفيلم عن قضايا الفساد التى انتشرت في المجتمع المصري والتى من شأنها أن تضر بمصالح وحقوق المواطنين فقد رسم صورة رجل الأعمال وعلاقته بموظفى الدولى الفاسدين, وذلك لتحقيق أهداف ومكاسب شخصية.

فقد أوضح الفيلم صورة من صور إساءة استخدام السلطة العامة (الحكومية) لأهداف غير مشروعة وغالباً ماتكون سرية لتحقيق مكاسب شخصية والتى ظهرت على شكل استغلال النفوذ والسلطة والاحتيال ومحاباة الاقارب والمحسوبية, حيث يعد الفساد السياسي أخطر أنواع الفساد لما له تاثير على عملية التنمية في المجتمع وهو مايؤثر على ممارسة الديمقراطية ومبادى الحكم الرشيد, وهو ما يؤثر بالتالي على مؤسسات الدولة التى تعانى من استنزاف مصادرها وعدم ادائها لدورها المنوط بيه الذى ينعكس على حقوق المواطنين.

فقد عرف البنك الدولى الفساد على أنه: سوء استخدام المصلحة العامة لتحقيق أهداف خاصة، وتنبع المشكلة الأساسية لهذا التعريف من الربط بين الفساد والدولة والقطاع العام، مما أسهم فى بروز اتجاه ينادى بالتخلص من القطاع العام لحل مشكلة الفساد، بينما تتعدى أشكال الفساد وعوامل انتشار الفساد وغياب الشفافية قضية القطاع العام وجودا وعدما.

وفى هذا السياق، يمكن التمييز بين ثلاثة أنواع من الفساد هى:
1-الفساد على المستوى الفردى: ويحصل المواطن بموجبه على حق من حقوقه من خلال الرشوة وذلك لسرعة الحصول على هذا الحق.

2-الفساد الإدارى: وهو ذلك النوع من الفساد الذى ينتهك القواعد القانونية، فهو تفسير القانون وفقا للمصلحة. 3-الفساد السياسى: هو أخطر وأهم أنواع الفساد وذلك لارتباطه بكبار المسئولين بالدولة.

أما العوامل التى تؤدى إلى غياب الشفافية تسهم في تنامى ظاهرة الفساد في المجتمع المصري وقد اظهرت الدراسات التى اعتمدت على (مؤشرات مدركات الفساد) في رصدها لظاهرة الفساد العوامل التالية :
1-البيروقراطية التى توسعت بشكل كبير فى مصر فى الفترة الأخيرة.
2-الإيرادات الريعية أو الدور الذى تلعبه الدولة من خلال التدخل فى العطاءات والمناقصات، وهو أساس الفساد فى أى مجتمع.
3-اختلالات الأجور.
4-الخصخصة.
5-الاستيلاء على أراضى الدولة (وضع اليد).
6-الاحتكار والممارسات الاحتكارية.
7-ضعف السياسة المالية.

فقد أظهر الفيلم بعض من تلك الأسباب, والربط بين ظاهرة الفساد وتأثيرها على حقوق المواطن بشكل مباشر والاضرار بمصالحه. من خلال تجسيد الفوارق الطبيقة بين طبقة رجال الأعمال و بين المواطن البسيط الكادح والذى يعانى من عدم كفاية احتياجاته الأساسية, في مقابل تسهيل العديد من القروض لبعض رجال الاعمال ذوى النفوذ, فالمشكلة الأساسية التى تكمن وراء ظاهرة الفساد ليست فى الأجهزة الإدارية فى مصر وحسب , بل في البيئة التى تعمل فيها تلك الأجهزة، ومن ثم يجب إصلاح تلك البيئة أولا حتى يمكن للجهاز الإدارى للدولة أن يعمل فى بيئة ملائمة وتوافر نظام يتم العمل به، ويتسم بدرجة عالية من الكفاءة ويسمح بالشفافية والمحاسبية.

وتعد مصر واحدة من الدول الموقعة على اتفاقية الأمم المتحدة لمحاربة الفساد وأحد بنود تلك الاتفاقية يتعلق بتجريم الرشوة الدولية، الا انه الى الان لم يصدر بعد قانون مصرى يجرم الرشوة الدولية.

وتعانى مصر من بعض المشكلات التى تؤثر بشكل مباشر في تنامى ظاهرة الفساد في مصر فيما يتعلق باختيار الموظف العام تنتمى إلى مجال القيم حيث تشير معايير تجنيد الموظف العام إلى أسبقية أهل الثقة كانت على أهل الكفاءة والخبرة. ومن ثم فإن إصلاح القطاع العام فى مصر يتطلب أن يكون اختيار الموظف العام مستنداً إلى معايير الجدارة دون غيرها وذلك حتى يتمكن الجهاز الإدارى من أن يعمل بكفاءة.

كل ذلك يوضح الحاجة الملحة لوضع خطط للقضاء على ظاهرة الفساد من خلال وضع قاعد معلومات عن الهيئات المختلفة المنوطة بمكافحة الفساد فى مصر بأشكالها المختلفة، وذلك لتوفير أساس يمكن على أساسه إجراء دراسات مسحية عن أوضاع الفساد فى مصر للتعرف على المجال الأكثر فساداً وعوامل غياب الشفافية وانتشار الفساد فى مجالات دون غيرها، سواء كانت عوامل تشريعية أو إدارية أو غيرها, بالاضافة الى دراسة سبل تفعيل دور المؤسسات المعنية بمحاربة الفساد فى مصر.

5- احكى ياشهر زاد
بيانات الفيلم:

بطولة : منى زكى – حسن الرداد – محمود حميدة – سوسن بدر – نسرين أمين – رحاب الجمل – ناهد مدحت السباعى – محمد رمضان – الأردنية صبا مبارك – حسين الإمام – شادى خلف – ريهام سالم – محمد فريد – البرنس – تميم عبدو – عزت إبراهيم – سناء عكرود – فاطمة – سلوى محمد على – منحة البطراوى – هياتم .

تأليف : حيد حامد -إخراج : يسرى نصر الله – مدير تصوير: سمير بهزان – الملابس : دينا نديم المونتاج : منى ربيع – الموسيقى : تامر كروان – مدير الانتاج الفنى : مصطفى الفرماوي- مهندس الصوت : اجمد جابر- انتاج : شركة مصر للسينما
ملخص قصة الفيلم:
تقوم الفنانة منى زكي في الفيلم بدور مذيعة في إحدى القنوات الخاصة، وتقدم برنامجاً حوارياً “توك شو” مع المسؤولين؛ حيث تظهر بعد مشهد يوحي بالبرودة التي تعيشها وزوجها الصحفي الوصولي والانتهازي (حسن الرداد)، وهي تشاهد حوارها مع أحد الخبراء الاقتصاديين (محمود حميدة) الذي يحمل الجمهور مسؤولية غرق العبارة والهجرة غير الشرعية، مبررا مسلك الحكومة.

وخلال تطور الفيلم يتم تعرية العلاقة الزوجية التي تربطها بزوجها، فهي سيدة مخلصة لعملها وأفكارها، في حين يقف زوجها حجر عثرة في وجهها لتلميح أحد المسؤولين له بأنهم غير معجبين بالبرنامج، مشيراً له من بعيد عن إمكان تعيينه رئيسا لتحرير إحدى الصحف القومية في حركة التغيرات الجديدة لقيادات هذه الصحف.

وفي محاولة لإنقاذ حياتها الزوجية من الانهيار تبدأ “هبة” بطلة الفيلم سلسلةً من الحلقات عن قضايا المرأة، وعلى الرغم من إدراكها أن قضايا المرأة في جوهرها قضايا سياسية، إلا أنها لم تتصور أنها “سياسية إلى هذه الدرجة، ولم تكن تتخيل إلى أي مدى يمكن أن تتقاطع أزمتها الخاصة مع أزمة “أماني” العانس المتباهية بعذريتها نزيلة المصحة النفسية، أو “صفاء” التي قضت عقوبة طويلة في السجن لارتكابها جريمة قتل، أو الدكتورة “ناهد” التي أجهضت نفسها واعتقلت في مظاهرة فردية أرادت فيها فضح الرجل الذي خدعها قبل أن يصبح وزيراً. ففي هذا الفيلم تقوم المذيعة بالكشف عن الواقع الاجتماعي، وتعريته من خلال النماذج التي تلتقي بها، وتقدمها على الشاشة.

وفي نموذج آخر تقدم قاتلة هي (رحاب الجمل)، والتي يتكشف من خلال استرجاعها لأحداث حياتها أنها كانت وشقيقاتها ضحية للعامل الذي حل مكان والدهن المتوفى في محل الدهانات الذي يملكه؛ حيث “يضاجعهن” وفور اكتشافهن هذه الحقيقة نقوم الاخت الكبرى بقتله.

وفي النموذج الثالث الذي تقدمه منى زكي مع الفنانة المغربية سناء عكرود تكشف عن الفساد الذي يلف الحياة السياسية؛ إذ يتبين أن الخبير الاقتصادي الذي ظهر في أول الفيلم (محمود حميدة) أصبح وزيراً في الحكومة، وأنه قبل ذلك كان يلجأ للزواج من بنات الأسر الغنية ويقوم بابتزازهن والحصول على أموال منهن والفتاة تمثل إحدى هؤلاء البنات، بما يحمله هذا المشهد من قضية اغتصاب المرأة بطريقة دبلوماسية يوازي اغتصاب السلطة بنفس الطريقة.

وينتهي الفيلم ومنى زكي مضروبة من زوجها بعد مشهد عنيف جمع بينهما أثر فشله في الحصول على منصب مدير تحرير الصحيفة القومية محملا إياها مسؤولية فشله بسبب برنامجها.

وكانت منى زكي خلال تقديمها الشخصيات النسائية تكتشف في كل لقاء نقاط خلل في علاقتها مع زوجها، وعند وصولها للذروة تكتشف أنها ضحية رجل وصولي فتقدم نفسها في البرنامج وهي شبه مشوهة من الضرب الذي تلقته من زوجها كحالة من الحالات الإنسانية التي تقدمها في البرنامج، تثبت من خلالها أنه لا علاقة إنسانية يمكن لها أن تتطور في ظل مجتمع غير إنساني.

اهم القضايا التى تناولها الفيلم:
قدم فيلم “إحكي يا شهرزاد” واقعا سياسي واجتماعى من خلال عرض نظرة المجتمع المصري للمرأة بشكل عام من خلال حكايات لعدد من النساء في شكل أقرب لحكايات ألف ليلة وليلة, فقد تناول الفيلم عدد من القضايا التي تتعلق بحقوق المرأة الانسانية و التى تتعلق بكافة اشكال العنف ضد المراة,ونظرة المجتمع للمرأة نظرة تتسم بالذكورية الشديدة وذلك من خلال تجسيد شخصيات الفيلم لأدوار تحمل كل منها قضية مختلفة، تمثل مشكلة في المجتمع و الذى يعد القاسم المشترك بينهن هو العنف على جميع المستويات .

تتباين مستويات الحكايات، فكريا وفنيا، فترمى الحكايات على تأكيد على تقاليد المجتمع الشكلية التى تفرض على المراة والتى ينبغى معها ان لا تخرج عن السياق العام ،ولابد أن تذعن لإرادة تلك التقاليد حتى لو كان ذلك ضد رغباتها او ضد حقوق المراة الانسانية
فيضتح من الفيلم الازدوجية التى يعانى منها المجتمع المصري في التعامل مع المراة وحقوقها فقد صور الفيلم على سبيل المثال(قضية فرض الحجاب على المرأة) والتي تعاني منها عدد ليس بالقليل من النساء، بارتدائهم الحجاب خوفاً من نظرة المجتمع أو إرضاءاً لزوج أو فرضاً من أب أو أخ، وبالتالي لا تلتزم به خارج إطار هذه البيئة، وهو ما شاهدناه في حالة العاملة بمركز التجميل والتي ترتدي الحجاب أثناء عودتها إلى منزلها خوفاً من نظرة من حولها سواءاً في المواصلات أو نظرة جيرانها في الحي الشعبي الذي تقطن به.

تعرض الفيلم ايضا لقضية العنف ضد المرأة وهو مايعرف بسلوك أو فعل موجّه إلى المرأة يقوم على القوة والشّدة والإكراه، ويتسم بدرجات متفاوتة من التمييز والإضطهاد والقهر والعدوانية، ناجم عن علاقات القوة غير المتكافئة بين الرجل والمرأة في المجتمع والأسرة على السواء، والذي يتخذ أشكالاً نفسية وجسدية متنوعة في الأضرار.

ويتنوع العنف ضد المرأة بين ما هو فردي (العنف الفردى) ويتجسد بالإيذاء المباشر وغير المباشر للمرأة الجسدى او النفسي أياً كان، وبين ما هو جماعي (العنف الجمعي) الذي تقوم به مجموعة من افراد المجتمع ضد مجموعة اخرى والذي يأخذ صفة التحقير أو الإقصاء أو التصفيات،

فقد اظهر الفيلم بعض صور العنف العائلي والعنف بين الازواج الذى يمارس ضد المراة بغض النظر عن مستواها الاجتماعي او الادبي او العملى وهو ما ظهر في طبيعة العلاقة بين المذيعة هبة (منى زكي) وزوجها، الذي يحاول أن يعالج المشكلات بينهما من خلال استغلالها والتأثير عليها “جنسياً” لتلبي مطالبه والتي غالباً ما تكون في صالحه على حساب رصيدها المهني وذلك إرضاءاً له، وهو ما ظهر في المشاهد الأولى من الفيلم والتي كان الزوج يستخدم فيها “الجنس” للتأثير على زوجته للتغيير من طبيعة الموضوعات ذات الطابع السياسي التي تتناولها في برنامجها، وتؤثر على مستقبله المهني من وجهة نظره. وهنا نجد ان ثقافة المجتمع هى التى تؤثر على حقوق المراة والتى تتعامل مع المراة بانها ملك شخصى للرجل.

إن العنف ضد المرأة، والتمييز القائم عالميا بين الرجال والنساء، واستضعاف النساء لحقوقهن على المستوى العالمي دعا المجتمع الدولي إلى وضع مجموعة من القواعد والمعاهدات والاتفاقيات لنبذ التمييز على أساس الجنس , وذلك للتخفيف من وطأة العنف ضد النساء لما لها من مخاطر على المجتمع ككل. ولقد ركزت المبادرات الدولية على اهمية المعالجة المبكرة للعنف ضد المرأة على الصعيد الاسرة بالدرجة الأولى.

ويرصد الفيلم بعض الظواهر الاخرى المتعلقة بقضايا المراة المصرية الممثلة في (ظاهرة تأخر سن الزواج) فقد قدم الفيلم قضية تأخر سن الزواج من خلال شخصية المرأة التي تمتلك الجمال والعلم والمكانة الاجتماعية، التي ذهبت بإرادتها لتعيش في ملجأ للعجزة بعد أن فشلت في إيجاد رجل ينسجم معها ومع تطلعاتها إلا أنها لم تجد سوى رجال لا يهمهم إلا جسد المرأة أو ثروتها، وفي كل الحالات خضوعها المطلق لرغباته فتجد أن إقامتها في الملجأ أفضل لها من الزواج من رجال يشكلون هذه النماذج, وهو مايوضح ما يفرضه المجتمع على المراة من صور نمطية يجب التزام بشكلها الظاهرى والتى تكون في الاغلب ضد رغبة المراة نفسها. وتعد العومل المجتمعية هى السبب الرئيسى في تاخر سن الزواج وأن المشكلة ليست اقتصادية فقط.

وعلى الجانب الآخر ناقش الفيلم ثنائية اخرى وهى القضايا المرتبطة (بممارسة الديمقراطية ومكافحة الفساد), وهو ما ظهر في حالة الدكتورة التي وقعت فريسة لأحد الشخصيات المرموقة والتي تشغل منصباً سياسياً هاماً، والذي قام بالزواج منها وابتزازها استخدمت حقها في الاعتراض سلمياً بوقوفها في الشارع حاملة لافتة تتساءل فيها عن أسباب اختيار الوزراء، وقام الأمن بمحاصرتها وحجزها.مما ينتهك حقها في التجمع السلمي حيث يعول الفيلم على ثقافة المجتمع في تناول هذة الثنائية لما لها من تاثير مباشر على حقوق المواطنين وحرياتهم.

فالمرأة جزء من سياق عام للمجتمع الذى يعانى من غياب الديمقراطية على جميع الاصعدة بالاضافة الى تزايد مساحات الفساد داخل مؤسسات الدولة ,والتى تنهك حقوق المواطنين بشكل عام وحقوق المراة الانسانية بشكل خاص.