14/2/2006
أعرب مركز حماية وحرية الصحفيين عن أسفه البالغ وقلقه العميق لتوقيف وسجن الزملاء الصحفيين عيسى شريط رئيس تحرير “قناة الجيري” الجزائرية وصحفية أخرى تعمل في نفس القناة، بالإضافة إلى توقيف عبدالكريم صبره رئيس تحرير صحيفة الحرية وفارس السنباني رئيس تحرير “يمن أوبزرفر” و”الرأي العام” في اليمن، بسبب إعادتهم نشر الرسومات المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم.
وأكد المركز رفضه المطلق الإساءة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والإساءة للأديان باعتبار ذلك أمراً يتعارض مع قيم حقوق الإنسان وحرية التعبير.
كما أكد المركز معارضته للحبس و/ أو التوقيف باعتبارها عقوبة مسبقة وتشكل خرقاً للمعايير الدولية لحرية الإعلام.
ومما يذكر بأن قضية الرسومات المسيئة للنبي الكريم قد تفاعلت في العالم العربي بعد أن أعادت صحيفتا شيحان والمحور في الأردن نشر الرسومات، الأمر الذي تم على أثره إيقاف رئيس التحرير السابق لشيحان الزميل جهاد المومني ورئيس تحرير المحور الزميل هاشم الخالدي،
فيما أفردت بعد ذلك صحيفة “النهار المغربية” اليومية صفحة كاملة للموضوع وتعرضت لإنذار من وزارة الاتصال،
كما ألقت النيابة العامة في اليمن القبض على رئيس تحرير صحيفة الحرية لإعادته نشر الرسوم، إلى جانب سحب وإلغاء تراخيص صحيفتي “يمن أوبزرفر” و”الرأي العام” وأحالت مسئوليهما إلى النيابة المختصة، وقد أوقفت إدارة التلفزيون الجزائري رئيس تحرير وصحفية في “قناة الجيري” بعد عرض التلفزيون لجزء من الرسومات المسيئة للرسول(ص).
وأعلن المركز أنه في الوقت الذي يعارض فيه التوقيف فإنه يرفض بشكل مطلق إغلاق الصحف لأنها إجراءات تمس جوهر حرية الإعلام ولا تتفق مع المبادئ الدولية للصحافة المستقلة.
وندد المركز بالتهديدات والضغوط التي يتعرض لها الصحفيون بسبب عملهم، وطالب بتوفير الحماية لهم.
وجدد المركز استعداده للمساهمة في توفير المساعدة القانونية للإعلاميين الذين يمثلون أمام المحاكم باعتبار ذلك قضية أساسية في صلب حماية الإعلاميين والدفاع عنهم، وركيزة للمحاكمات العادلة.
يذكر أن المركز أطلق وحدة المساعدة القانونية للإعلاميين التي تقدم خدمات الاستشارة القانونية الوقائية المسبقة وكذلك الدفاع عن الإعلاميين أمام المحاكم مجاناً.
وطالب المركز حكومات الدول العربية إلى تحكيم العقل في التعامل مع قضية الرسومات المسيئة للرسول الكريم والابتعاد عن تسييس القضية واحترام مبدأ سيادة القانون.
وناشد الإعلاميين في العالم العربي للتضامن لتفويت الفرصة على من يريد استغلال هذه القضية لفرض قيود جديدة على حرية الإعلام.