7/11/2005

تفتتح في عمان يوم غد الاربعاء ورشة عمل اقليمية حول الاحتياجات المهنية والتدريبية للاعلاميين العرب ينظمها مركز حماية وحرية الصحفيين بشراكة وتعاون مع مؤسسة الصوت الحر (FREE VOICE) الهولندية تستمر لمدة يومين في فندق المريديان.

وتعقد الورشة تحت عنوان “الاستثمار في المستقبل.. استراتيجية بناء القدرات المهنية والحماية القانونية للاعلاميين في العالم العربي” وسيتم خلالها الاعلان عن نتائج دراسة ميدانية اجراها المركز عن الاحتياجات المهنية والتدريبية والحماية القانونية للاعلاميين في ست دول عربية هي: مصر، الاردن، لبنان، المغرب، اليمن والبحرين.

وسيشارك في الورشة ممثلون عن المؤسسات التي انجزت الدراسة بالاضافة الى اعلاميين وقانونين وخبراء من احدى عشرة دولة عربية .. وتضم ايضا عددا من المؤسسات الدولية المعنية بدعم حرية الاعلام وتطوير استراتيجية للتدريب المهني في العالم العربي.

وسيقوم المشاركون بمناقشة نتائج الدراسة واستعراض وجهات النظر حول مخرجاتها بهدف تطوير استراتيجية متكاملة للتدريب المهني في الوطن العربي.

يشار الى ان النتائج الاولية للدراسة اظهرت أن الإعلاميين العرب بشكل عام وفي الدول الست محل هذه الدراسة بوجه خاص يعيشون في بيئة تتسم بالاستبداد السياسي بشكل عام مع اختلاف درجاته واشكاله.

وبينت الدراسة إن الأوضاع المهنية للإعلاميين العرب متدنية بشكل عام مع وجود استثناءات هنا أو هناك .. حيث يفتقر الإعلاميون العرب إلى كثير من المهارات الإعلامية والصحفية، واشارت الى انه ونتيجة جهل اغلبهم بشكل كبير باللغات الحية مثل الإنجليزية فإنهم لا يستطيعون متابعة كل ما هو جديد في مهنتهم .

واشارت الى ان نقابات وجمعيات الصحفيين أوالإعلاميين بشكل عام لا تقوم في الاغلب بالواجب المنوط بها من حيث الاهتمام برفع الكفاءة المهنية لمنتسبيها، ولا تقوم حتى بالترويج لآداب المهنة بينهم ، ولا تراقب التزامهم بها.

كذلك لا تهتم معظم الصحف الكبرى في البلدان الست بشكل عام بتدريب الصحفيين العاملين فيها أو غيرهم، كما لا تهتم كثير من محطات التلفزيون والإذاعة بتدريب الإعلاميين على وسائل وأساليب ممارسة المهنة.

وبينت الدراسة ان الاعلاميين العرب يعانون من عدم وجود شبكات قانونية للدفاع عنهم في مواجهة بنية قانونية معادية في الاغلب لحرية التعبير ، ونظم قضائية غير مستقلة بالكامل على الرغم من وجود بعض القضاة المستقلين فيها.

الا ان الدراسة اشارت الى ان هناك اهتماما بدأ ينمو في الأعوام الأربعة الأخيرة برفع الكفاءة المهنية للصحفيين والإعلاميين العرب ، إلا أن هذا الاهتمام لم يكن منظما بشكل كاف يسمح بإحداث تأثيرات إيجابية في الاتجاه المطلوب.

فوفقا لما انتهت إليه الدراسة فإن درجة الاستفادة من التدريبات التي جرت في البلدان المستهدفة كانت متوسطة في بعض الأحيان وضعيفة في أحيان أخرى، ويرجع ذلك لأسباب متعددة بعضها نتيجة وقت التدريب ، وبعضها نتيجة عدم وجو حوافز تشجع على أعمال التدريب ، وبعضها راجع إلى طريقة وضع المادة التدريبية وتوزيعها .

واظهرت الدراسة إن هناك حاجة ملحة لرفع الكفاءة المهنية للإعلاميين في ميادين متعددة ولكن الحاجة أكثر إلحاحا في رفع كفاءتهم المهنية في تعلم اللغات وخاصة اللغة الإنجليزية واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وإدارة عمليات التحرير في المؤسسات الصحفية.

كما اظهرت حاجة للتدريب على اللغة العربية ومفرداتها وتطبيقاتها ليمكن للصحفيين التعبير عن أنفسهم في قضايا حساسة دون ارتكاب جرائم القذف والسب والتشهير اضافة الى التدريب على التفرقة بين أعمال النقد المشروعة وبين القذف الممنوع .

يذكر ان المركز يعمل على وضع استراتيجية تدريب لخمس سنوات لبناء القدرات المهنية والحماية القانونية للاعلاميين.. ويسعى المركز الى تأسيس شبكة مدربين عرب متخصصون بالجانب المهني والقانوني، ولتحقيق ذلك سيعقد ورشة عمل إقليمية لتدريب مدربين خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

مركز حماية وحرية الصحفيين