17/9/2005

يتابع مركز الجنوب لحقوق الإنسان ببالغ القلق التطورات الدموية الخطيرة في العراق وخاصة العملية العسكرية ضد مدينة تلعفر التي راح ضحيتها المئات بعد القصف العشوائي الكثيف بالطائرات والدبابات لأهالي المدينة التي تقطنها غالبية من السنة

والمركز إذ يدين هذه العملية التي تقع ضمن جرائم الحرب التي تنتهكها القوات الأمريكية في العراق فإنه يحذر من انزلاق العراق إلى بدء حرب اهلية خاصة إذا ما وضعنا في الاعتبار تصاعد العمليات الارهابية في الأيام الأخيرة.

ففى عملية جديدة تذكرنا بانتهاكات الفلوجة الدموية قامت القوات الامريكية ومعها قوات الجيش العراقى تدعمهما ميليشيات عراقية شيعية بشن هجوم على مدينة تلعفر ذات الاغلبية السنية اطلق عليها اسم استعادة الحقوق،

العملية حسب وزارة الدفاع العراقية نتج عنها مقتل المئات ممن اطلقت عليها هذه الوزارة بالارهابيين كما القى القبض حسب نفس المصدر على قرابة 450 من هؤلاء الإرهابيين أيضا

وحسب مصادر أخرى تؤيدها وقائع على الارض وشهادات مواطنين من المدينة قتل مئات من السكان بعضهم دكت منازلهم بالصواريخ على روؤس اصحابها دون تفرقة بين امرأة أو شيخ مسن أو طفل فيما هجر غالبية السكان منازلهم تحت القصف إلى معسكرات أقامها الهلال الاحمر العراقى على بعد 10 كيلومترات من المدينة دون مواد غذائية كافية أو أدوية لازمة أو حليب للرضع وسط تكهنات بان يلقى سكان تلعفر مصير أقرانهم فى الفلوجة.

إن تصاعد وتزايد أعداد القتلى في العراق يفتح الباب واسعاً أمام سيناريو الحرب الأهلية المحتمل جدا ، ولن يوقفه ما يفعله قادة السنة من ادانة لهجومات الزرقاوى ضد الشيعة لانهم قالوا إن تلك الهجومات تسب فى حدوثها ما فعله الجيش العراقى ضد العرب السنة فى تلعفر وما تقوم به وزارة الداخلية بجنودها من الشيعة من قتل على الهوية للسنة دون محاكمات، أى أنه بصرف النظر عن تقبلنا لتلك التهم، فان ما يقوله هؤلاء القادة السنة العرب يؤكد منطق الزرقاوى فى الانتقام وربما يلقى هذا المنطق تأييدا من سنة آخرين فينخرطوا فى الحرب الاهلية من باب الزرقاوى أو من باب مماثل.

كما أن السنة ليسوا المتهم الوحيد فى ذلك على الاقل فهم لايملكون ميليشيات مسلحة ولا جيش ولا داخلية تحميهم من غارات عرقية تشن على ابنائهم

ولكن قادة الحكم الحالى فى العراق من الشيعة يتحملون بدورهم الجزء الاكبر من اشعال هذه الحرب ذلك لانهم لم يعتبروا ما يقوم به الزرقاوى رد فعل إن صعب تفهمه فانه يسهل احتوائه بمنع أى انتهاكات ضد السنة والتوقف عن السير فى مخطط فرض رأيهم فى الدستور القادم الذى لم ينل موافقة فصيل كبير من أهل البلاد من السنة العرب والخروج من وهم انتهاز فرصة تاريخية لتحقيق مصالح طائفية تعالج عوارا شهدته طوائفهم فى عهد سابق والرجوع إلى قاعدة الوفاق الجماعى التى تحدثوا عنها عندما تشكلت لجنة صياغة الدستور.

إن مركز الجنوب لحقوق الإنسان يرى أن مايحدث في العراق يمكن اعتباره بوادر الحرب الاهلية الطائفية التى كانت ومازالت السيناريو الاسوأ والواضح إنه قادم لا محاولة ليأخذ فى طريقه كل ما يقوله الامريكيون حول ديمقراطية العراق التى ستعد نبراسا يحتذى فى منطقة الشرق الاوسط الكبير التى سيعمل الامريكيون على تشكيلها تحت راية حريتهم القادمة على الدبابات.