20/11/2005

اجتمع المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان يوم 20 نونبر 2005 في دورته نصف الشهرية العادية، وبعد استنفاذه لجدول أعماله قرر تبليغ الرأي العام ما يلي:

1. إن انعقاد المكتب المركزي جاء مباشرة بعد الوقفة الجماعية الناجحة أمام البرلمان صبيحة الأحد 20 نونبر للإحتجاج على إشراك وفد من الكنيست الإسرائيلي في أشغال البرلمانات الأورومتوسطية الجارية يومي 20 و 21 نونبر بالرباط.

وقد سبق للجمعية أن دعت للمشاركة المكثفة في هذه الوقفة التي تم تنظيمها بمبادرة من المجموعة الوطنية لمساندة شعبي العراق وفلسطين. والمكتب المركزي، إذ يدين هذه المبادرة التطبيعية الخطيرة بين السلطات المغربية والكيان الصهيوني الإرهابي الاستعماري والعنصري، يعلن أن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ستواصل بقوة تصديها لكل تطبيع مع هذا الكيان المعادي لحقوق الإنسان والشعوب ومؤازرتها لكفاح الشعب الفلسطيني من أجل بناء الدولة الفلسطينية المستقلة فوق أرض فلسطين.

2. إن المكتب المركزي، وهو يجتمع بتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الطفل يطالب السلطات باتخاذ الإجراءات الملموسة التشريعية والعملية بحماية حقوق الطفل والنهوض بها وفقا للمذكرة التي تضمنت المطالب الأساسية للجمعية حول حقوق الطفل.

وعلى بعد 20 يوما من 10 دجنبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي سيتم إحياءه هذه السنة تحت شعار: “من أجل دستور ديموقراطي ومغرب بدون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان”، إن المكتب المركزي ينادي كافة مناضليه ومناضلاته وكل المدافعين عن حقوق الإنسان إلى المساهمة بكثافة في الأنشطة التي ستنظم بهذه المناسبة لإبراز طموح وعزم الديموقراطيين والديموقراطيات ببلادنا على بناء دولة الحق والقانون ومغرب المواطنة بكافة الحقوق.

3. ويتزامن اجتماع المكتب المركزي كذلك مع مرور شهر على اختطاف المواطنين المغربيين عبد الرحيم بوعلام وعبد الكريم المحافظي بالعراق دون أن تكشف السلطات عن الخطوات العملية للإفراج عنهما. وإن المكتب المركزي ينادي إلى مواصلة التعبئة من أجل إنقاذ حياتهما، ويناشد كافة القوى الحقوقية عبر العالم إلى تكثيف الجهود من أجل إطلاق سراحهما الفوري.

وبالمناسبة فإن المكتب المركزي يعبر كذلك عن إدانته المطلقة لمواصلة احتلال العراق من طرف القوى الإمبريالية الأمريكية البريطانية ولكل الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تمت في ظل الاحتلال، ومن ضمنها الاعتقالات التعسفية والتعذيب الهمجي الممارس في سجون العراق.

وبالمناسبة كذلك فإن المكتب المركزي يدين بشدة والعمليات الإرهابية التي عرفتها العاصمة الأردنية عمان يوم 09 نونبر الماضي والتي أجهزت على الحق في الحياة بالنسبة لـ 59 شخصا.

4. وتوقف المكتب المركزي عند إجراءات العفو الصادرة بمناسبة “الذكرى الخمسينية للاستقلال” والتي مست عشرة آلاف سجين منهم 5000 تم إطلاق سراحهم.

ويعتبر المكتب المركزي للجمعية، أن هذه الإجراءات رغم إيجابياتها بالنسبة للمعنيين بالأمر، فإن مفعولها يظل محدودا بالنسبة لمشكل اكتظاظ والسجون مما يستوجب التفعيل المنتظم لكافة الإجراءات البديلة عن سلب الحرية.

ويسجل المكتب المركزي أن هذه الإجراءات لم تمس المعتقلين السياسيين مطالبا مجددا وبإلحاح بإطلاق سراحهم.

5. وبالنسبة لملف الانتهاكات الجسيمة المرتبطة بالقمع السياسي، وعلى بعد 10 أيام من التاريخ المحدد لإنهاء تقرير هيئة الإنصاف والمصالحة:

ــ سجل المكتب المركزي بارتياح نجاح الندوة المنظمة يوم 12 نونبر من طرف هيئة المتابعة حول “المصالحة” في حين تم إلغاء الندوة حول نفس الموضوع المقرر تنظيمها من طرف هيئة الإنصاف والمصالحة.

ــ عبر المكتب المركزي عن تفهمه وتجاوبه مع القلق الذي يعيشه ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وذويهم والذي تم التعبير عنه بالخصوص من خلال الوقفة الاحتجاجية ليوم 12 نونبر المنظمة من طرف منتدى الحقيقة والإنصاف أمام مقر هيئة الإنصاف والمصالحة بالرباط ومن خلال الجمع العام المنظم يوم 13 نونبر بالدار البيضاء من لدن “لجنة التنسيق لعائلات المختطفين مجهولي المصير وضحايا الاختفاء القسري بالمغرب”.

ــ وتلقى المكتب المركزي مراسلة من عائلة الشهيد تهاني أمين، المتوفي تحت التعذيب في نونبر 1985، تخبر فيها برفع دعوة ضد المسؤولين عن اغتياله ومطالبة في نفس الوقت بمؤازرتها. وقد قرر المكتب المركزي تتبع هذا الملف ومؤازرة عائلة الضحية معبرا عن مطالبته القضاء بالاهتمام بهذه الشكاية حتى لا تلقى مصير شكايات مماثلة سابقة.

6. وبالنسبة للانتهاكات المرتبطة بنزاع الصحراء:

ــ اجتمع يوم 17 نونبر وفد من المكتب المركزي مع وفد من مسؤولي “الجمعية المغربية لأسر الشهداء ومفقودي وأسرى الصحراء المغربية” للتداول معهم حول الانتهاكات التي عانى منها ذويهم وحول المشاكل الاجتماعية التي يتخبطون فيها.

ــ توصل المكتب المركزي “ببيان تنديدي” من طرف “لجنة عائلات الشهداء الصحراويين داخل المراكز السرية المغربية” و “بلائحة أولية بأسماء المختطفين الصحراويين مجهولي المصير” وضعتها “لجنة عائلات المختطفين ومجهولي المصير الصحراويين”

وقد قرر المكتب المركزي متابعة هذه الملفات واتخاذ الإجراءات المستعجلة الضرورية بشأنها كما قرر وضع تقرير حول مجمل الانتهاكات الجسيمة المرتبطة بنزاع الصحراء.

7. وتوقف المكتب المركزي عند الاعتقال في ظروف وشروط غير قانونية ومنذ 11 نونبر الماضي لثلاثة من المواطنين (محمد مزوز، ابراهيم بن شقرون ورضوان الشقوري) المحتجزين سابقا بمعتقل كوانطاناموا السيئ الذكر والمتابعين في حالة سراح بعد شهور من الاعتقال في الملف الجنائي 24/76/2004 المدرج في جلسة 30/12/2005. ويعبر المكتب المركزي عن قلقه بشأن هذا الاعتقال التعسفي خصوصا وأنه لم يتوصل بأي جواب على رسالته ليوم 15 نونبر الماضي الموجهة لوزير العدل حول هذا الموضوع.

8. وتعرض المكتب المركزي في مداولاته للمحاكمة الاستئنافية في حق أسبوعية “تيل كيل (Tel Quel)”والتي ستتم جلستها المقبلة يوم 21 نونبر مؤكدا تضامنه مع هذا المنبر الإعلامي الذي تعرض لتعسفات قضائية بهدف منعه عمليا في الاستمرار في الوجود.

كما تعرض المكتب المركزي للمحاكمة الاستئنافية لفلاحي دوار بكارة بإقليم العرائش والتي ستكون جلستها المقبلة يوم الثلاثاء 22 نونبر مقررا مواصلة مؤازرته للضحايا عن طريق مجموعة من المحامين المنتدبين لهذه الغاية.

9. واهتم المكتب المركزي بالمسيرة الشعبية لساكنة “بوميا” نحو مدينة الخنيفرة، مقر عمالة الإقليم المنظمة خلال هذا الأسبوع وبالحوار بين ممثلي السكان والسلطات المحلية الإقليمية بحضور مسؤول محلي عن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وإن المكتب المركزي الذي يدرك أن سبب هذه المسيرة يكمن في عمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها سكان منطقة بوميا، يطالب السلطات بالوفاء بوعودها والتزاماتها المعبر عنها أثناء الاجتماع مع ممثلي السكان.

10. وبالنسبة لمشاكل المهاجرين، اهتم المكتب المركزي بالاستعدادات الجارية لتنظيم المنتدى الاجتماعي الموضوعاتي حول الهجرة الذي سيتم بمدينة طنجة يومي 26 و27 نونبر وبمشاركة الجمعية في هذا المنتدى، كما ثمن المكتب المركزي النجاح الذي عرفته قافلة الهجرة المنظمة نحو مخيم بلونش يوم 19 نونبر الأخير.

11. وبالنسبة للعلاقات الخارجية للجمعية، قرر المكتب المركزي الانخراط في “التحالف الدولي للموئل” كشبكة مهتمة بالحق في السكن اللائق وبالحق في الأرض. كما تعرض للقاءات المقبلة مع المركزية النقابية الإسبانية الكنفدرالية العامة للشغل يوم 20 نونبر ومع برلماني أوروبي من ألمانيا (يوم 21 نونبر) ومع البرلمانية رئيسة لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوروبي (22 نونبر).

12. وبالنسبة لبعض القضايا الدولية والتي لها تأثير على بلادنا:

ــ اهتم المكتب المركزي بالخبر الذي روجته الصحافة الدولية بشأن المعتقلات السرية المسماة “بالمواقع السوداء” الموجودة في عدد من البلدان تحت إشراف الوكالة المركزية للمخابرات الأمريكية والتي يتم فيها استنطاق وتعذيب المعتقلين في قضايا ما يسمى بالإرهاب. وقد تم تداول المغرب من ضمن البلدان الأوروبية والأفريقية والأسيوية التي توجد بها هذه المعتقلات المشؤومة. وإن المكتب المركزي، إذ يدين وجود هذه المعتقلات المنافية لحقوق الإنسان وللقانون الدولي، يطالب الحكومة المغربية بإعطاء التوضيحات اللازمة بشأن ما تداولته الأخبار عن وجود “موقع أسود” بالمغرب.

ــ وتابع المكتب المركزي مسألة انعقاد ” منتدى المستقبل” في شوطه الثاني بالبحرين يومي 11 و 12 نونبر الماضي والذي تعثرت أشغاله ــ حيث لم تتم المصادقة على مشروع ما سمي “ببيان المنامة” ــ نتيجة بالخصوص لاستياء الشعوب وقواها الحية المناهضة لإمبريالية من هذه المبادرة التطبيعية مع الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان ومع الاستعمار الصهيوني لفلسطين. وثمن المكتب المركزي المبادرة النضالية “للخلية المغربية لمناهضة منتدى المستقبل” المتجسدة في تنظيم وقفة احتجاجية ضد انعقاد هذا المنتدى يوم 10 نونبر أمام مقر سفارة البحرين بالرباط.

ــ وعبر المكتب المركزي عن ابتهاجه للنهاية الإيجابية للإضراب عن الطعام الذي خاضته ثمان شخصيات ديمقراطية تونسية من 18 أكنوبر إلى 18 نونبر الأخير من أجل حرية التعبير والصحافة والحق في التنظيم وإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين التونسيين، كما ثمن المبادرات النضالية التي قامت بها التنسيقية المغربية لمساندة الديموقراطيين التونسيين والتي يجب أن تواصل عملها إلى حين إقرار الحريات الأساسية بالقطر التونسي الشقيق. وعبر المكتب المركزي عن إدانته لكل الخروقات التي تمت بمناسبة التحضير وانعقاد المنتدى العالمي لمجتمع المعلومات بتونس أيام 16 – 17 و 18 نونبر وأبرزها الإعتداء على عدد من المنابر الإعلامية الأجنبية. ــ واهتم المكتب المركزي بالأحداث العنيفة التي عرفتها ضواحي عدد من المدن الكبرى بفرنسا والتي أبرزت مدى استياء الشباب، من أصول مهاجرة بالخصوص، من أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية. وعبر المكتب المركزي عن استنكاره للمقاربة الأمنية المنتهجة من طرف الحكومة الفرنسية والمتجسدة بالخصوص في الإعلان عن حالة الطوارئ وفي عدد من الإجراءات المخلة بالحريات وحقوق الإنسان، ومطالبا بمعالجة المشاكل في الجوهر مما يستوجب احترام الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للشباب المنحدر من الهجرة.

الرباط في 20 نونبر 2005.
المكتب المركزي